أبعاد الخفجى-محليات:
تعتبر الروضة الشريفة في المسجد النبوي أهم بقعة بداخله.. اكتسبت أهميتها من ورود أحاديث نبوية شريفة في فضلها وتميزها، يقع في جنوبها محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي شرقها بداية حجرات زوجات رسول الله ومن بينها حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي الحجرة التي توفي ودفن فيها رسول الله وصاحباه رضي الله عنهما.
وفي الروضة الشريفة جاءت أحاديث شتى في فضل الصلاة بجوارها والدعاء مستحب عندها. وأكبر إشارة لفضلها؛ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”.
ولأهمية هذا الموقع المبارك والعظيم عقدت مؤخرا ورشة للبحث في تنظيم زيارتها.
وأدلى المشاركون في الورشة باقتراحاتهم ومداخلاتهم حول تنظيم وتسهيل الصلاة في الروضة الشريفة وزيارة القبر الشريف منها ما هو عملي وقابل للتنفيذ ومنها ما هو صعب التنفيذ ويصعب على فئات من الزائرين تنفيذه ومن هذه المقترحات اعتماد الجدولة الزمنية لزيارة الروضة والقبر الشريف من خلال تحديد زيارة واحدة لكل زائر بحجز موعد مسبق بدلاً من الزيارات المتكررة مع كل صلاة التي تسبب الزحام ويتم الحجز عبر بوابة إلكترونية أو جهات معنية بهذا الشأن، كما طالب مشاركون بدراسة وضع حاجز زجاجي يمكن الزائرين من رؤية الروضة الشريفة واقترحوا إنشاء هيئة ملكية لرسم الخطط الإستراتيجية التي تعنى بتطوير الحرمين الشريفين.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى بفرعه بالمدينة المنورة والتي افتتحها سمو أمير المنطقة بحضور مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس وعميد المعهد وعدد من منسوبيه وعدد من المسؤولين المشاركين من الجهات المختلفة.
وكانت الورشة بدأت بتقديم ورقة عمل للدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء شرح فيها حدود الروضة الشريفة ومشروعية الزيارة للرجال والنساء، ثم استعرض العميد عبدالرحمن المحسن جهود قيادة القوة الخاصة لأمن المسجد النبوي ومخططا للمسجد النبوي الشريف وبواباته التي تساعد على تنظيم دخول وخروج الزوار وتحدث عن الحرم القديم وأجزائه، مشيرا إلى أن الزوار للروضة الشريفة يزيدون على مليون زائر في وقت الذروة.
الرئاسة تستعرض نشاطها
واستعرضت الرئاسة العامة لشؤن المسجد النبوي جهودها في تنظيم دخول الرجال والنساء لزيارة الروضة والقبر الشريف قدمها وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور على بن سليمان العبيد أشار فيها إلى فضل المسجد النبوي ولخطط المعدة لدخول وخروج زوار الروضة الشريفة مشيرا إلى أن مساحة المسجد النبوي الشريف تصل ل400 ألف متر مربع تتسع لأكثر من 700 ألف مصلٍ في وقت الذروة، وتتسع الروضة الشريفة ل600 مصلٍ في وقت الذروة في مساحة 333 مترا مربعا. مشيرا إلى أن عدد المترجمات في القسم النسائي يزيد على 100 مترجمة يتحدثن 15 لغة عالمية، كما أن عدد المنظمات يزيد على 300 منظمة في وقت الذروة.
المناقشات والاجتهادات
وعقب الجلسة الأولى بدأت المداخلات التي أشار فيها المداخلون أن زوار المدينتين المقدستين خلال عام واحد بلغ 80 مليون زائر، مما يحتم على القيام بالتطوير المستمر لكافة شؤون الحرمين الشريفين، واقترح أحد المشاركين إنشاء هيئة ملكية لرسم الخطط الإستراتيجية التي تعنى بتطوير الحرمين الشريفين.
وطالب أحد المداخلين بتوسعة الروضة الشريفة من باب الاجتهاد والتيسير على الزوار بسبب الأعداد المتزايدة مستدلا بعدد من الأقوال الشرعية المختلفة في تحديد الروضة الشريفة، فيما طالبت مداخلة نسائية بأن تكون جميع مساحة الروضة الشريفة مخصصة للنساء في وقت زيارتهن، كما طالبوا بتوعية القادمين للحج والعمرة والزيارة في مقر دولهم قبل الوصول للأماكن المقدسة أسوة ببعض الدول التي تعمل على توعية الحجاج والمعتمرين كتجربة دولة ماليزيا مطالبين بمشروع على مستوى العالم الإسلامي بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية ووزارة الخارجية السعودية، فيما اقترح مدير جامعة طيبة سابقا الدكتور عدنان المزروعي بدراسة إمكانية وضع زجاج شفاف على واجهة الروضة الشريفة ليتمكن الزوار من رؤيتها بعد أخذ وجهة النظر الشرعية في ذلك.
فيما بدأت الجلسة الثانية بعرض لعضو مجلس الشورى الدكتورة وفاء طيبة حول الوضع الراهن لزيارة المسجد النبوي من وجهة نظر النساء، ثم استعرض المهندس أنس صالح صيرفي رئيس مجلس إدارة شركة طيبة القابضة مقترح تحسين وضع زيارة النساء بالمسجد النبوي مشيرا إلى الوضع الراهن لموقع الروضة الشريفة مقترحا زيادة المساحة المخصصة لمصلى النساء بالمسجد النبوي بعدد من الحلول منها التنظيم أو تخصيص وقت محدد للدخول لزيارة الروضة الشريفة أو إزالة الأرفف وغير ذلك من الحلول.
وقدم وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد إدريس موجزا لمقترحات وحلول تعمل على تسهيل وتنظيم الصلاة في الروضة وزيارة القبر الشريف مستعرضا عددا من الحلول المتداولة ثم اقترح عددا من البدائل منها استخدام المسارات أو إنشاء مسار علوي موازٍ لمسار حمل الجنائز أو إيجاد مكان للزيارة من الخارج أو الاعتماد على الجدولة الزمنية؛ بحيث يقوم الحاج والمعتمر بحجز موعد لزيارة الروضة والقبر الشريف لمرة واحدة بدلا من الزيارات المتكررة مع كل صلاة من خلال بوابة إلكترونية أو جهات معنية بهذا الشأن. وأشار الدكتور عبدالله بن صالح الحصين أحد المشاركين بورشة العمل إلى أهمية استحضار عالم الغيب وعالم الشهادة عند الحديث والتعامل مع البقاع المقدسة. وقدم الدكتور فريد عبدالستار الميمني ورقة عمل لتوسعة الطاقة الاستيعابية لموقع الروضة الشريفة مقترحا خروج الزائرين من بابين بدلا من باب واحد في عدد من المواقع.
وفي ختام الجلسة نوقشت عدد من القضايا المتعلقة بما طرحه المشاركون كالعناية بعمل مسارات أمام الروضة والقبر الشريف تساعد على استقرار واطمئنان الزائر عند زيارته، والاهتمام بإبقاء الهوية العمرانية الإسلامية لمنطقة الروضة والقبر الشريف. ومن المجتمعين من ذكر صعوبة تطبيق الحجز المسبق إلكترونياً، أما وضع حاجز زجاجي حولها بحيث يراها الزائر من بعيد دون أن يستطع دخولها والصلاة فيها فيرى بعضهم أن ذلك يتنافى مع قدسيتها.
وفي ختام الورشة أكد مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس على اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- على دعمهم اللامحدود لكافة الخدمات التطويرية المستمرة لكل ما يسهل على الحجاج والمعتمرين والزوار لأداء شعائرهم ونسكهم منذ قدومهم للمملكة العربية السعودية وحتى عودتهم لبلدانهم سالمين غانمين.