أبعاد الخفجي – عبدالمحسن ماهل ، تصوير – شاير الشمري:
في إطار الزيارة الدعوية التي قام بها فضيلة مفتي المنطقة الشرقية الشيخ خلف بن محمد المطلق لمحافظة الخفجي في منتصف الإسبوع المنصرم “والتي كانت بتنسيق ومتابعة من مكتب الجاليات بالخفجي” شرف فضيلته مقر «أبعاد الخفجي» الإلكترونية , وكان في إستقباله منسوبوا الصحيفة , وبعد الترحيب بفضيلته تعرف على أقسام الصحيفة وأبدى إعجابه بماشاهده .عقبها تم إجراء هذا اللقاء الذي تناول عدة محاور حيث وجه و أجاب وأفاد ضيفنا المبارك بإجابات علمية توجيهية إرشادية نترككم مع اللقاء والبداية كما عودناكم بالخطوط العريضة والعناوين الأبرز في اللقاء.
- هذه نصيحتي لكل المنتمين للإعلام
- سأنقل تجربة صحيفة أبعاد الخفجي إلى باقي محافظات المنطقة الشرقية وصحيفة أبعاد تبني ولاتهدم.
- هذ أبرز الخطوط العريضة التي يجب أن يجعلها أرباب الأسر نصب أعينهم لمتابعة وتقييم أفكار أبنائهم.
- حتى نحمي أفكار أبنائنا لابد أن نبين حقيقة هذين المذهبين.
- المكتبة الإسلامية المتنوعة مكتملة وهذا ماشاهدته في المركزالإسلامي في أمريكا.
- هذا ماقاله مدير جامعة هارفارد عن هذا البلد.
نرحب بك شيخنا وضيفنا المبارك ونشكر لك كرم الإجابة لدعوة الصحيفة ونترك لكم مساحة لمصافحة متابعي أبعاد؟
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.حقيقة سررت بوجود صحيفة كصحيفة أبعاد بمحافظة الخفجي المحبوبة والقريبة من قلبي لاسيما في هذا الوقت وهذا العصر والذي يسمى فيه الإعلام السلطة الرابعة وذلك لقوة تأثيره في المجتمعات ولعل هذه الصحيفة وبحسب ماعلمت أنها تضم خيرة من شباب المحافظة الذين يعملون وفق ثوابت ومبادئ الدين والوطن وسأنقل تجربتهم الرائعة ومارأيت هنا إلى محافظة المنطقة فصحيفة أبعاد تبني ولاتهدم وتخدم المحافظة وقد سررت بما شاهدته هذا المساء وفقكم الله جميعاً الى كل مافيه خير.
شيخنا الفاضل كيف يمكن أن يكون الإعلام معول بناء للمجتمع؟
الآن في وقت الحالي لايوجد إعلام إلا ويخدم توجه معين سواء سياسة أو دستور الدولة التي يتبع لها أو المنظمة التي ينتمي لها فإن كانت الدولة إشتراكية فمن البديهي أن تجد الفكر الإشتراكي يغلف ذلك الإعلام وإن كانت الدولة رأسمالية أو عنصرية فإن إلإعلام الذي ينطلق منها لابد أن يخدمها, لذا فإنه يلزم على كل من ينتمي للإعلام أو يستخدم وسائل الإعلام من أبناء هذا الوطن أن لايخالف توجه الدولة الوسطي سواء في الدعوة عبر وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام الجديد, أو في كل مايطرح إعلامياً عبر كافة القنوات الإعلامية المتاحة.
ماهي أسباب إزدواجية الفكر أو مايسمى باللوث الفكري الذي بدأ يؤثر ويظهر على الخطاب الإعلامي أو الدعوي أو التعليمي؟
لعل أهم الأسباب تكمن في إختلاف مضامين ماتقدمه مصادر التلقي والتعلم فإذا كان الإبن يتلقى من المدرسة فكر ومن المسجد فكر ومن الإعلام فكر أخر هنا ستكون المخرجات مختلفة ومتضاربة وتحدث الإزدواجية في التوجهات وتظهر التيارات والصراعات الفكرية لذا فأنا أدعوا بأن يحدث التناسق وأن يتم توحيدالنهج في الخطاب مابين المنبر والإعلام والمدرسة مع النهج الذي تنتهجه الدولة مع الإبتعاد عن جلد الماضي وكأننا في عصور مظلمة.
هل تعتقد ضيفنا الكريم بأن بعضاً من الدخلاء على الإعلام أساءوا للمجتمع وللإعلام نفسه؟
مما لاشك فيه بأن هناك بعض المنتسبين للوسط الإعلامي ممن يسمون أنفسهم بالتنويريين أساءوا للوطن وهويته ولك أن تتخيل بأننا حينما نذهب إلى كثير من المراكز الإسلامية على مستوى العالم سواء في بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا يستغربون ويتعاظمون بأن بعضاً ممن يمتلكون أقلام أو دور نشر أو قنوات فضائية تقدم رسائل إعلامية هابطة ,هم من أبناء هذا الوطن الذي يفتخر بإحتضانه قبلة المسلمين ومسجد الرسول الأمين وتدافع عن قضايا المسلمين.لكن الأمل في الله موجود قي أن تتعدل الامور إلى الأفضل في هذا النطاق وأن يعود ويأوب أولئك المقصرون إلى جادة الحق وأن يوحدوا الصف والكلمة حتى لايحدث الشقاق الفكري فيجد أعداء الوطن المتربصين طريقاً لهم في التدخل ولناخير دليل إبان الحرب البارده بين حلفي وارسو والأطلسي.
فتنة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية أطلت برأسها من جديد وبشكل يجعل الحليم حيرانا,كلمتكم وتوجيهكم للمجتمع تجاه الشباب الذين قد يلجأون إلى غير الثقات من أهل العلم والفتيا فينخدعوا بتلك المعتقدات التي تدعي الإسلام والإسلام منها براء؟
الناس من عهد النبي صلى عليه وسلم طرفان ووسط ولذلك مذاهب الخوارج والمرجئة وجدت في صدرالإسلام ,,ويضيف الآن إذا علًمنا أبنائنا حقيقة وخطورة فكر الخوارج لابد أن نعلمهم أيضاً خطورة وحقيقة فكر المرجئة حتى يُعرف مذهب الإعتدال, فمثلاً المرجئة أصحاب المذاهب الوافدة يسموننا دواعش وداعش تصفنا بالكفار وأننا موالين للسلطان ,لذا يجب أن نناقش كلا المذهبين سواء المنهج التكفيري أو مذهب الإرجاء (الذي يفصل الدين عن الدولة) ,حتى يتبين لشبابنا المذهب الوسط الذي هومذهب دولتنا المباركة.
جهود الدعاة وكذلك الإعلام المتزن والمدرسة جهود متفاوته في كشف حقيقة الفكر المتطرف إلا أن الدور الأهم والأبرزهو دور الأسر وبالذات أولياء الأمور,هذا الدور ليس كما ينبغي , وحتى تتسق المنظومة الإجتماعية لمحاربة الفكر المتطرف ماهوتوجيهكم لارباب الأسر في متابعة أبنائهم وحمايتهم من الإنزلاق في ذلك المنزلق الخطر ؟
نسبة كبيرة من أولياء الأمور بحاجة لمن يوجههم فأما جاهل وإما مفرط فتغيب هنا القدوة الحسنة ,لذا يجب على جميع أرباب الأسر إستشعار المسؤولية في هذا الجانب وأن لايتركوا لمؤسسات المجتمع فقط مسؤلية التربية والتوجيه,لأن الأسرة هي خط الدفاع الأول في تحصن المجتمع فكرياً. لذا من المهم أن يكون في كل أسرة وفي كل حي وفي كل مدرسة من يقوم بالواجب ويستشعر المسؤولية ويربي هذا الجيل ويوجهه نحو جادة الحق وطريق الإعتدال.
رب الأسرالمعتدل يحتاج بعض الخطوط العريضة لكي يراقب ويقيم فكر أبناءه ؟
نعم صحيح لذا فإنه من الأهمية بمكان أن ينزل الأب إلى مستوى أبناءه ويعرف رغباتهم وتوجهاتهم ويصقل مواهبهم ويفعل سياسة الحوار والإقناع والشفافية وعدم الإقصاء والدعاء لهم وحينما يلاحظ في أحدهم أي شطحة فكرية أوتوجهات غامضة أن يبذل جهده في تقيم الموقف والإستعانة بعد الله بالثقات المتخصصين في تقيم وتغيير السلوك وحينما يستفحل الأمر لابد من إبلاغ الجهات الأمنية لكي تنقذ إبنه من الإنزلاق في وحل الضياع.
شيخنا الفاضل دعنا نتحدث عن ضرورة توسيع مدارك وثقافة المتخصصيين في العلوم السياسية والشرعية والإقتصادية وخلافه, وكيف تقيس ذلك الأمر ؟
لقد أنعم الله سبحانه اليوم علينا في هذه البلاد وفي العالم الإسلامي بمتخصصين ومتوسعين في العلوم المعاصرة ,,ويؤكد, في أول عهدي بالحياة كان هناك إنفصام وإنفصال فتجد شرعي ليس له علم بالسياسة وسياسي ليس له علم بالشريعه وإقتصادي ليس له علم بالعلم الشرعي وشرعي ليس له علم بالإقتصاد ,أيضاً علم النفس وعلم التربية والإجتماع كانت غير مهمة في مجتمعنا آنذاك ,,أما في وقتنا الحالي لاتستغني أي دائرة أو مؤسسة أو وزارة عن وجود خبراء في هذه العلوم ,اليوم يوجد من أبناء هذا الوطن من جمع بين الشريعة والإقتصاد وغيرها من العلوم وهناك كوكبة عظيمة منهم كالشيخ عبدالله بن منيع والشيخ عبدالله المطلق والشيخ يوسف الشبيلي والشيخ عبدالله بن موسى العمار والشيخ عبدالرحمن الأطرم وعلى هذا فقس فهناك شرعيون متخصصون في العلوم السياسية وخلافه,وعلى نفس النهج الإعلام الإسلامي المحافظ أثبت نجاحه وإستقطابه لشريحة كبيرة من المتابعين سواء المرئي أو المشاهد أو المسموع لمافيه من الإتزان والمحافظة والتربية والتثقيف والتسلية وكما قال مدير جامعة هارفارد هذا شعب الدين متجذر فيه لكنه يحتاج إلى إعلام يعبر عن نبض الشارع
بودي أن تنقل متابعينا إلى بعضاً من مشاهداتكم وتقييمكم للعلوم التي تقدم في المراكز الإسلامية والبيئة التعليمية فيها ؟
لقد ذهبت أنا ومجموعة من الدعاة إلى كثير من المراكز الاسلامية في العالم ومن ضمنها معهد الفكر الإسلامي بامريكا وقد كانت مهمة ترجمة كتب العلوم الإنسانية لفلسفة إسلامية مهمة حساسة فقلنا : للقائمين هناك ماهي أقرب كلية يمكن لها ترجمة هذ العلوم قالوا: لنا كلية العلوم الإجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فأصبح مشروع المكتبة الإسلامية مكتمله في العلوم الشرعية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية والنفسية والإدارة , ويضيف أذكر قبل اكثر من أربعين عام كانت الكليات العلمية في كثير من الدول العربية مركز للإلحاد,أما اليوم أصبحت الكليات العلمية كالطب والصيدله والإقتصاد والهندسة ومن ينتسبون لها هم من يتصدر الدعوة الإسلامية في المراكز الإسلامية.
ويشير بقوله: قبل أشهر إلتقيت في المدينة المنورة بأحد المسلمين من واشنطن جده السادس من الهند حيث قال لي :نحن الآن في واشنطن نربي وننشئ أبنائنا على الهدى وأنتم أولادكم يربيهم الآيباد ويقول :بأن أحد أخوته كان ملحداً فقال له أباه :أنت حر لكن سيدور في رأسك أسئلة لا ولن يجيب عليها إلا الإسلام وبالفعل أخذ فترة من الوقت في غيه ثم عاد ووجد كل الإجابات الشافية في الإسلام. وهذا يؤكد بأن الإسلام أصبح مبتغى لكثير من المفكرين الغربيين ومع الأسف أن بعض أبناء المسلمين يريدون فصل الدين وعزله عن واقع الحياه.
شيخنا الفاضل اللقاء والحوار معكم ذو شجون ويحتاج إلىى صفحات وصفحات ولن يوفيه لقاء مقتضب كهذا إلا أننا نقدر ضيق وقتكم وحجم مشاغلكم لذا نتقدم لكم بأسمى آيات الشكر وأخلص الدعاء على زيارتكم المباركة ونترك لكم فاصلة ختامية ؟
في الحقيقة أود أن أبشركم بأن المستقبل بإذن الله لهذا الدين مهما ظهرت من أبواق أو تيارات مارقة أو شعارات زائفة ,ثم أود أن أشير بأن حرارة الأخوة الإيمانية قد حضرت في هذا اللقاء وأتمنى لكم التوفيق والسداد من الله وأستودعكم الله وجميع قراء أبعاد.
مشاهدات من اللقاء
- رافق فضيلة مفتي المنطقة الشرقية في زيارته أعضاء مكتب الجاليات والذين نسقوا وهيئوا لهذه الزيارة فلهم منا جزيل الشكر والعرفان.
- غمرالشيخ الحضور بتواضعه وإبتسامته وتلطفه وخص كل عضو في الصحيفة بالسؤال والملاطفة.
- ألتقطت في نهاية اللقاء الصور التذكارية مع فضيلته.
- إتسم الحوار بإستطرادات علمية ومعرفية قيمة ولم يتسنى لنا ذكرها حتى لانطيل على القراء.
- في نهاية الزيارة صافح الشيخ أبناءه أعضاء الصحيفة بحرارة وعبر عن إرتياح ومحبه للصحيفة وأعضاءها.