أبعاد الخفجى-سياسة:
قالت الحكومة المغربية مساء امس الثلاثاء، إن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان جى مون فى الآونة الأخيرة عن النزاع على إقليم الصحراء الغربية مسيئة للمغرب و”تمس بمشاعر الشعب المغربى قاطبة”. وعبر بيان للحكومة المغربية نشرته وكالة المغرب العربى للأنباء عن “اندهاش المغرب الكبير للانزلاقات اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام بان جى مون خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة.”
وقال البيان إن الحكومة المغربية سجلت “بذهول استعمال الأمين العام عبارة ‘احتلال‘ لوصف استرجاع المغرب لوحدته الترابية” معتبرة أن ذلك “يتناقض بشدة مع القاموس الذى دأبت الأمم المتحدة على استخدامه فيما يتعلق بالصحراء المغربية.” وأضاف البيان أن “استعمال هذا التوصيف ليس له سند سياسى أو قانونى ويشكل إهانة بالنسبة للحكومة وللشعب المغربيين.
” كان الأمين العام قد زار فى مطلع الأسبوع مخيمات تندوف بالأراضى الجزائرية حيث تتخذ جبهة البوليساريو التى تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء الغربية قاعدة لها وصرح بأنه طلب من مبعوثه “الخاص كريستوفر روس أن يستأنف الجهود الدبلوماسية المكوكية بغرض خلق أجواء مناسبة لاستئناف المحادثات.” وأضاف أنه “يريد أن تستأنف المفاوضات من أجل حل الصراع وهو ما سيمكن الصحراويين من العودة إلى ديارهم فى الصحراء الغربية.” واعتبر المغرب هذا “الانزلاق اللفظى يمس بشكل خطير بمصداقية الأمانة العامة للأمم المتحدة.”
وقال إن “مصلحة المسلسل الأممى لتسهيل التوصل إلى حل تفرض الأمل فى يكون الأمر مجرد زلة لسان.” ويعتبر النزاع حول الصحراء الغربية من أقدم النزاعات فى أفريقيا حيث دام أكثر من 40 عاما. وضم المغرب الصحراء الغربية فى عام 1975 بعد انسحاب الاستعمار الإسبانى منها. وشنت جبهة البوليساريو التى تقول إن المنطقة تخص الصحراويين حرب عصابات حتى وقف إطلاق النار الذى رعته الأمم المتحدة عام 1991.
وباءت بالفشل محاولات الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء على مستقبل المنطقة منذ ذلك الحين بسبب وصول الطرفين إلى طريق مسدود. وتريد جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وعدد من الدول الأفريقية الأخرى إجراء استفتاء نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار لتحديد مصير المنطقة. لكن الرباط تريد أن تكون الصحراء الغربية إقليما خاضعا لحكم ذاتى يتبع المغرب وتختلف مع جبهة البوليساريو على الأشخاص الذين سيشاركون فى الاستفتاء.
وأكد المغرب على خطة لمنح الإقليم استقلالا ذاتيا تحت السيادة المغربية. كما استثمرت الرباط أموالا طائلة فى الصحراء الغربية أملا فى تهدئة الاضطرابات والمطالبات بالاستقلال من جانب الصحراويين الذين ما زالوا يعيشون هناك. وقالت الرباط إن بان جى مون “قد غيّب الحديث عن المبادرة المغربية للحكم الذاتى للصحراء أثناء زيارته إلى المنطقة مفضلا الانحياز إلى أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية والتى تدعو إلى ما تسميه “تقرير مصير الشعب الصحراوي”.