أبعاد الخفجى-رياضة:
يعيش التعاون أوّج عطاءاته فنياً هذا الموسم، وبات فريقا منظماً ومتماسكاً وقويا حتى أضحت الفُرق الكبرى تضرب له ألف حساب بعدما نال من نقاطها وما نتائجه ومستوياته إلا دلالة على ذلك فالأرقام خير برهان، كما أنه أصبح مادةً دسمة لمُعدي البرامج الرياضية والصفحات المقروءة وكتاب الرأي من خلال التغني به وتسليط الضوء على الإبداعات التي يُقدمها عبر أدائه اللافت ولمساته الماتعة؛ فضلاً عن الهجوم اللاذع الذي وجه لمدرب المنتخب السعودي الهولندي بيرت فان مارفيك بعد اعلانه قائمة اللاعبين وخلوها من لاعبي التعاون خصوصاً لاعب الوسط عبدالمجيد الرويلي!.
ظهور التعاون ليس وليد الصدفة وإنما نتاج عمل منظم ومدروس وممنهج من قبل “مُربع النجاح” المتمثل بالمجلس التنفيذي والإدارة والمدرب واللاعبين، فالأول لا يذخر في ضخ الأموال وتقديم الدعم بشتى أنواعه والسعي دوماً لصهر معوقات العمل التي قد تقف حائلاً أمام مُضي مسيرته، أما الإدارة فهي مُكمل لعمل المجلس التنفيذي برسم أجندة ذات رؤى مستقبليه بفكر جماعي وتنفيذ بإتقان وهدوء في السير نحو بيئة مُلتفة لا يُعكر صفوتها أي رتوش، ويواصل العنصر الثالث البرتغالي مانويل جوزيه غوميز الذي أجمع عليه المحللون أنه من أفضل المدربين الذين مروا على كرتنا السعودية بل وبات أمنيةً لعديد من الفُرق التي تتمناه أو شبيه له بتعامله وفكره وصناعته التي تتجلى بأرض الميدان، ورابعاً الكتيبة “الصفراء” التي تضمُ العديد من الأسماء الرنانة والمتميزة المهاجم والهداف الكاميروني بول ايفولو وصناع الإبداع والفرح السوري جهاد الحسين والصخرة البرتغالي ريكارد ماتشادو مروراً بالسد البرازيلي ساندرو قبل أن نعرُج على الفنان عبدالمجيد الرويلي والعديد من الأسماء التي صنعت بعد توفيق الله توهج التعاون.
التعاون يزاحم الكبار هذا الموسم على مراكز متقدمة بسلم ترتيب الدوري فمنذ إنطلاقة الدوري وهو يتبوأ مركزاً ليس أقل من المركز الرابع وينافس بقوة للمضي قُدماً نحو مركز أفضل وليس ببعيد عليه، إذ إن الكثير يراهن عليه بتحقيق مكانةً أفضل مما حقق، كيف لا وجميع سبل النجاح متاحة للاعبيه وأهمها الأمور المالية إذ يُعتبر التعاون أفضل فُرق دورينا التزاماً بالحوالات البنكية سداداً لمرتبات لاعبيه فضلاً عن وفائه بسداد المكافآت التي يعلن عنها قبل خوض لاعبيه جولة أخرى، اضافةً للأجواء الأسرية التي صنعتها الملتقيات الأسبوعية التي أقّرتها الإدارة وهاهي تقام للعام الثاني ويتسابق اللاعبين لاستضافتها، فاللاعب لا يُريد سوى التقدير والوفاء بحقوقه ليُعطي أفضل ما لديه وهو ما انعكس ايجاباً على التعاون حتى تحول من فريق بالمواسم القريبة الماضية ينافس على البقاء وهو طموحه إلى فريق يزاحم الكبار ويهزمها ويمضي وهدفه آسيا كما أكد لاعبوه ومسيروه ذات أكثر من مناسبة!.
آسيا، هدف التعاونيين كافة وهو ليس ببعيد عنهم الموسم المقبل فالدلالات توحي بذلك، وما إن حجز التعاون أحد مقاعدها فحتما. سيكون قد سطر مجدا رياضيا للقصيم ورياضتها من خلال السبق، ففي تاريخ الرياضة القصيمية لم يتأهل لدوري أبطال آسيا أي ناد من أنديتها وهذا قريب، فسبق وأن سجل أسبقية وصوله لنهائي كأس الملك، جماهير التعاون ما وأن تمُر جولة وتنقضي أخرى إلا ويردد آسيا آسيا، ومن يقدم المهر فله المنال والتوفيق قبل كل شيء من الله.