أبعاد الخفجى-اقتصاد:
شهد اليوم الثاني من منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي الرابع الذي عقد في الرياض مجموعة من الجلسات والمداولات التي ركزت على عدة محاور أساسية في إطار السعي لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، واستطلاع آفاق تطويرها.
الجلسة الرئيسية لليوم ناقشت قضية تقنية المعلومات والاتصالات الداعمة لمجتمع قائم على المعرفة، وفيها بيَّن نائب المحافظ المساعد لشؤون المنافسة في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس صديق الطيب أن حجم الإنفاق في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وصل إلى 13.8 مليار ريال سعودي ، مشيراً إلى أن 7 من 10 أشخاص يملتكون أجهزة جوال ذكية، وأن المملكة لديها أكثر من 20 مليون مستخدم للإنترنت، أكثر من 66% منهم يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، وأكد المهندس الطيب أن السوق بحاجة إلى تفاعل أكبر لجعله أكثر جاذبية للمستثمرين من حيث العروض وجودة الخدمة وخفض الأسعار.
وأشار إلى أن خدمات الإنترنت والاتصالات في المملكة تشهد ازدهاراً مطرداً، مبيناً أن الهيئة تسعى لتكون المملكة بوابة لخدمات النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية قريبا، حيث تم الانتهاء فعلياً من كافة إجراءات التراخيص المتعلقة بالاستثمار في هذا المجال، وشدد على ضرورة تغطية المناطق الريفية والصديق الطيب أخرى التي يصعب الوصول إليها، بالإضافة إلى تعزيز تسهيل الخدمات الحكومية الإلكترونية، والدفع الإلكتروني، والخدمات الأخرى المقدمة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى خدمات الترفيه مراكز معلومات وخدمات الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي يعد القطاع الاسرع غالباً.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية خالد البياري، إن صناعة الاتصالات قادرة على لعب دور محوري في تحويل المملكة نحو المجتمع المعرفي، الذي يعد أحد أهم أهداف برنامج التحول الوطني الذي أطلقه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن العزيز، ولي ولي العهد، وزير الدفاع – حفظه الله.
وأشار البياري إلى تجربة الاتصالات السعودية الناجحة في مجال تمويل رواد الأعمال الصغار من خلال برنامج “إلهامك”، حيث بلغت استثمارات المجموعة في هذا المجال ما يقارب 7.5 مليارات ريال مع نهاية العام الماضي، وذلك سعياً لتعزيز البنى التحتية والشبكات والمنظومات المتكاملة من أجل تأسيس وتطوير شركات تكون رائدة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام الرقمي وخدمات الترفيه. مؤكداً أن المجموعة ماضية في جهودها الرامية إلى دعم توجهات الحكومة الرشيدة للتحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص.
واستعرض البياري التحديات التي تواجه المجموعة والتي من أهمها الجانب التنظيمي والتي قد تكون عائقاً أمام تدفق الاستثمارات في هذا المجال، ودعا إلى ضرورة الموازنة بين حماية المستهلك وحماية السوق، بما يعود بالنفع المشترك على المستهلك وعلى الشركات العاملة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات أيضاً، مشيراً إلى أن التنافس الكبير يهبط بالأسعار، وربما بمستويات الخدمة كذلك.
من جهته أوضح الرئيس التنفيذي لشركة زين السعودية حسان قباني، أن المجتمع السعودي يعتبر من أكثر المجتمعات نضجاً على مستوى العالم، فهو يتميز بكونه مجتمعاً شاباً حيث تقل أعمار 46% من المواطنين عن 25 عاماً، إضافة إلى وجود أكثر من 11 مليون مشتركٍ نشطٍ بوسائل التواصل الاجتماعي، مع نسبة انتشار للهواتف الذكية تبلغ 89%، ناهيك عن أن 60% يتصلون بالإنترنت مرة واحدة يومياً.
واكد قباني أن الإنفاق في قطاع الاتصالات السعودي بلغ 77 مليار ريال في العام 2015، بمعدل نمو سنوي بلغ 7%، في حين بلغ نمو الإنفاق العائلي والخاص على منتجات وخدمات الاتصالات بنسبة 15%. وذكر قباني أن بناء المجتمع المعرفي يتطلب مستوى عاليا من تقنية الاتصالات، وكوادر وطنية على قدرٍ هائلٍ من الدراية والتأهيل قادرة على القيام بهذه المهمة، مبيناً أن زين حققت نجاحات هامة في هذا المجال، وأنها تسعى دوماً لإتاحة الوصول للمحتوى الرقمي، ودعم مبادرات الأعمال القائمة على الإبداع المعرفي والتقني من خلال العديد من المبادرات والبرامج المتنوعة.
هذا، واستعرض قباني منجزات زين في هذا المجال، حيث وصل مجموع استثمارات الشركة في التحول نحو المجتمع المعرفي حتى اليوم إلى 34 مليار ريال. وخلال 18 شهراً، تمكنت الشركة من تحقيق نمو قدره 200% في عدد مواقع تغطية الجيل الرابع، و445% في تغطية المدن بخدمات البيانات LTE، كما أن حجم البيانات المنقولة على الشبكة نما بنسبة 500%.
من جهته أعلن محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد عن خطة تستهدفها المؤسسة لتدريب 950 ألف متدرب ومتدربة في 2020م على المهارات المطلوبة لسد احتياج سوق العمل السعودي.
واستعرض الفهيد خلال ورقة عمل قدمها بجلسة “مداخل استراتيجية لبناء القدرات من أجل التنافسية العالمية” في ختام فعاليات منتدى فرص الأعمال السعودي الأميركي الرابع، الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة بمشاركة حشدٍ من صناع القرار وكبار المسؤولين الحكوميين، ونخبة من رجال وسيدات الأعمال والتجارة في البلدين، رؤية وأهداف المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني بالرقي بجودة التدريب التقني والمهني واستقطاب جهات تدريب عالمية لتشغيل كليات التميز التي وصلت إلى 36 كلية للبنين والبنات بمختلف مدن ومحافظات المملكة.
وذكر محافظ المؤسسة خلال ورقته أن مستوى المهارات التقنية المتوسطة تأتي بالمرتبة الأولى بمهارات العاملين بسوق العمل السعودي حيث تشكل 50 % بتوزيع مهارات الموظفين بالقطاع الخاص بالمملكة,و تأتي المهارات الدنيا ,ثانياً بنسبة 29% بحجم مهارات العاملين ,و تأتي المهارات العليا بالمركز الثالث بمستوى مهارات العاملين بحوالي 21%.
وأشار إلى أن عدد السعوديين بالقطاع الخاص وصل إلى 1.8 مليون موظف من بين 8.9 ملايين وافد بسوق العمل السعودي,بينما يصل عدد السعوديين بالقطاع الحكومي 3,4 ملايين,ليشكل مجموع القوى العاملة بالمملكة 14,6 مليون بحسب إحصائيات وزارة العمل في يناير 2016.
وأوضح الفهيد أن أكثر ستة قطاعات نجحت بتوطين السعوديين والسعوديات فيها هي قطاعات الطاقة والتعليم وقطاع خدمات الأعمال والصحة وقطاع الصناعة فالنقل فالتجزئة, حيث وصلت نسبة التوطين في قطاع الطاقة 77% وقطاع التعليم 48,3% و 44.%% في قطاع الأعمال وكانت نسبة التوطين بقطاع الصحة حوالي 28% و التصنيع 22% والنقل بحوالي 21,3% والتجزئة بحوالي 20,6%.
وكشف الدكتور الفهيد بورقته أن السعودية من أكثر دول العالم التحاقاً بالجامعات حيث تصل نسبة الالتحاق إلى نحو 94% مقابل 57 % لبريطانيا و 38% لسويسرا و36% لألمانيا وهو ما يشكل تحدياً لمؤسسة التدريب التقني والمهني بالقيام بدورها بتأهيل السعوديين والسعوديات للمهارات التي يتطلبها سوق العمل السعودي.
وأوضح محافظ المؤسسة أن أكثر عشر مهن يعمل بها الرجال في سوق العمل السعودي هي الأمن و الإنتاج والعامل فمندوب المبيعات والطبيب المتدرب فمدير المكتب فمسؤول التسويق,بينما تتربع مهنة مندوب المبيعات على قائمة المهن التي تعمل بها سيدات تليها ساعية المكتب فمدخلة البيانات فمساعد مبيعات فأمن فمدرسة ومساعدة مدرسة فمسؤولة رواتب فموظفة بنك فمسؤولة تسويق على التوالي.
وأكد أن المؤسسة تسعى لدعم مسيرة التدريب التقني والمهني بالمملكة وتتولى مسؤولية التدريب في 220 تخصصا متنوعا بمستويات تدريب تتراوح بين الدورات القصيرة والبكالوريوس من خلال في 259 وحدة تدريبية و حوالي 100 كلية تقنية ومعهد صناعي وكلية تميزبمختلف مناطق المملكة وتشرف على حوالي 1000 معهد ومركز تدريب أهلي.