أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قال د. إيهاب الفرا الأستاذ المشارك بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود ان المملكة تتبنى إنشاء عدد من مشروعات الفنادق الخضراء باستثمارات تتجاوز 200 مليار ريال على مساحة 20 مليون متر مربع منذ عام 2014، متوقعًا أن تتضاعف هذه الاستثمارات خلال السنوات القادمة.
وقال خلال ندوة “مستقبل السياحة البيئية في مدينة الرياض” ضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي التاسع والمنعقد حاليا في الرياض: ” إن منطقة الرياض تشهد في الوقت الراهن تنفيذ مجموعة متكاملة ومتنوعة من المشروعات والبرامج في مجال السياحة البيئية وذلك ضمن جهود المملكة الرامية لتطوير منطقة الرياض”.
وأوضح الفرا أنه تم وضع حجر الأساس لفندق ماريوت وماريوت للشقق الفندقية بحي السفارات والمقرر افتتاحه عام 2018، مشيراً إلى أن الفندق يعتبر أول الفنادق الخضراء التي سوف يتم إنشاؤها في المملكة، حيث يراعي الفندق أعلى مواصفات المباني الذكية صديقة البيئة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بإنشاء وتنمية الفنادق الخضراء صديقة البيئة والتي تساهم بدورها في الحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن الاتجاه العالمي لمنظمة السياحة العالمية يسعى إلى تطوير وتنمية السياحة البيئية وتلبية احتياجات السياح مع الحفاظ على المميزات الطبيعية وملاح الحياة الفطرية.
وأشار إلى أن المملكة تتميز بمناطق بيئية متميزة كالجزر والسواحل البحرية والمحميات الطبيعية والتي بدورها تجعل المملكة إحدى أبرز الدول في مجال السياحة البيئية، لافتا إلى أن العلاقة بين السياحة والبيئة علاقة تكاملية.
وأوضح الفرا أن الفنادق الخضراء يجب ان يتوافر فيها عدد من المعاير الهامة، من بينها الاعتماد على البيئة الطبيعية في معظم أنظمة التشغيل والمساهمة الفعالة للمنشأة الفندقية في حماية البيئة، متمثلة في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكذلك إعادة تدوير المياه الرمادية واستخدامها في ري الحدائق، وكذلك استخدامات سلات إعادة تدوير القمامة في جميع ردهات ومرافق الفندق، إضافة إلى تجنب استخدام الأدوات التي من شأنها ان تحافظ على الحياة البيئية.
وتطرق إلى البرامج الدولية لقياس كفاءة وتقنية المنشآت الخضراء من بينها برنامج الريادة في تقنية الطاقة LEED والذي يضم عددا من المجالس الوطنية للأبنية الخضراء في اكثر من 90 دولة في العالم، حيث يقوم بتقييم المنشآت وفقا لمعايير محددة وإعطائها شهادات معتمدة، وكذلك برنامج المفتاح الأخضر The green key الذي تدعمه منظمة السياحة العالمية.
وأوصى الفرا بضرورة تشجيع المستثمرين للاستثمار في بناء المنشآت الفندقية الخضراء في منطقة الرياض ومناطق المملكة والتي تساهم بشكل فعال في إنجاح السياحة البيئية والحفاظ عليها، كما أوصى بضرورة إقامة الدورات التدريبية بالجامعات والمدارس لزيادة الوعي المجتمعي بالبيئة وكذلك زيادة الأبحاث العلمية التي بدورها تساهم في تطوير السياحة البيئية في المملكة.
وتحت عنوان “التخطيط للمدن والوجهات السياحية” أقيمت ورشة عمل بملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2016، وتحدث خلال الورشة جون هيل ريبرسون الخبير في مجال التخطيط، الذي اعتبر أن مهمته هي تهيئة الأماكن وصناعة المجتمعات، فهي مهنته التي يعمل بها منذ أكثر من 35 عاما، وطالب بالعودة إلى الماضي إلى الهوية السعودية والثقافة والتراث القديم وتكون هي الأساس ونقطة الارتكاز في إنشاء المجتمعات الجديدة حتى لو كان لها استخدامات سياحية وتجارية.
وأشار ريبرسون إلى التصميم التقليدي للمدن التراثية القديمة، موضحا أنه من الممكن التعاطي معها وتطويرها وتنميتها خاصة أن لها تصاميم مقاومة للأتربة والرياح والعواصف، ويمكن أن يتم إلحاق مراكز تجارية ومرافق وخدمات، وتهيئة الطرق من أجل وصول البضائع إليها، فهو بمثابة تطوير شامل لها.
وأوضح أنه يعتمد في طريقته وعمله في التخطيط للمدن والوجهات السياحية على نظرية “من أسفل إلى أعلى” بمعنى البداية من المنزل أو البيت البسيط والذي يقيم به مثلا ستة أشخاص، ثم وجود ما يسمى بالوحدات السكنية وتضم 16 وحدة سكنية، ثم تتشكل من هذه الوحدات ما يعرف بالتجمعات، والتي تضم عدة وحدات من المباني لها استخدامات متعددة بما فيها الفنادق، والتي تمر من بينها طرق مخصصة ومجهزة لإمكانية الوصول لهذه الوحدات، وتابع أن هذه التجمعات تشكل ما يعرف ب”مستوى المجاورة” وتتشكل من 6 تجمعات أو مجتمعات يسكنها 6 آلاف نسمة وتضم مدارس ومستشفيات ومراكز تجارية وبها مساحات سير واسعة، وبعدها وعلى مستوى أكبر يتكون مستوى يضم 25 ألف نسمة ويشمل مرافق أكبر وأعلى حتى نصل إلى “مستوى المقاطعة” وتضم 6 متجاورات بعدد سكان يتخطى 60 ألف نسمة.