أبعاد الخفجى-محليات:
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – أن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما.
وأشار الى أن التعاون الوثيق بين البلدين يعد انطلاقة للعالم العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال وانتهاجا لعمل جماعي واستراتيجي بعد سنوات من التشتت.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس النواب بجمهورية مصر العربية فيما يلي نصها:
“بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه .. وبعد
معالي الأستاذ الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب
أصحاب السعادة أعضاء مجلس النواب المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في هذا اليوم الذي أسعد فيه بلقائكم في مجلسكم الموقر.
إن مجلس النواب المصري وعلى مدى سنوات طوال أسهم في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه.
وأود التأكيد على الدور المؤثر لمجلسكم في تعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا الشقيقين .
إن القناعة الراسخة لدى الشعبين السعودي والمصري، بأن بلدينا شقيقان مترابطان، هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على كافة المستويات.
وقد أسهم أبناء مصر الشقيقة منذ عقود طويلة في مشاركتنا بالعمل والتنمية والبناء، ولا يزال بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية يسعد باستضافتهم.
أصحاب المعالي والسعادة..
إن معالجة قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة ويعد التعاون السعودي – المصري الوثيق الذي نشهده اليوم – ولله الحمد -انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والاستراتيجي بدلاً من التشتت، وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة.
ومن المهم أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا.
إن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما.
وقد شهدنا – ولله الحمد – خلال اليومين الماضيين توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود الاستثمارية، كما اتفقنا على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين، وسيربط من خلالهما بين قارتي آسيا وأفريقيا، ليكون بوابة لأفريقيا، وسيسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات ويدعم صادرات البلدين إلى العالم ويعزز الحركة الاقتصادية داخل مصر، فضلاً عن أن هذا الجسر يعد معبراً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح وسيتيح فرص عمل لأبناء المنطقة. وقد كان من ثمرات الجسر الأولى ما تم الاتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء وهذا سيساعد في توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصادياً كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم وسنصبح أقوى – بإذن الله – باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة.
أيها الأخوة الأعزاء :
إن المهمة الأخرى التي ينبغي أن نعمل من أجلها سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه، وقد أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً. كما أننا نعمل سوياً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة.
وأسأل الله عز وجل أن يديم على بلداننا نعمة الأمن والأمان وأن يزيد من تماسك أوطاننا العربية والإسلامية ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
ثم ألقى معالي رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال كلمة رحب في بدايتها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ين عبدالعزيز آل سعود، وقال لقد تميزت مسيرتكم بتحقيق الكثير من النجاحات للمملكة، فخلال عام واحد من تقلدكم للحكم تحققت الكثير من الإنجازات وأسستم لمرحلة جديدة من الوعي والعمل العربي المشترك وفق استراتيجية جديدة سيكون لها بإذن الله تأثيرها الواضح على قضايا الأمة العربية والإسلامية.
وأضاف: لقد واصلتم يا خادم الحرمين الشريفين مسيرة الحب والوفاء لمصر التي بدأها مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، فوفق بلدكم الشقيق مع مصر ضد كل ما يحاك لها من زعزعة لأمنها وتثبيت لنسيجها والنيل من استقرارها في ظل منطقة تموج بمتغيرات وتحولات ولا تزال.
وأشار إلى أنه منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ الحكم حرص على استمرار التكامل بين المملكة ومصر والاعتراف بحقها الشرعي في ردع كل عابث او مضلل فرعى العهد وبذل الجهد فكانت مصر حاضرة معه وهي تخوض معاركها ومعارك أمتها ضد ارهاب اسود لا دين ولا وطن له، ارهاب يعيث في الأرض فساداً ليهلك الحرث والنسل ،فمصر حاضرة معكم ايماناً منكم بأنها قوة للعرب وأن العرب قوة لمصر أشقاء لا أوصياء فما بيننا كثير ، بيننا الدم الواحد والتاريخ الواحد واللغة الواحدة والعقيدة الواحدة والمستقبل الواحد .
وأكد أن هناك وعياً مشتركاً وتوافقاً كاملاً وواضحاً في الرؤى بين مصر والمملكة في جميع القضايا العربية والإقليمية، ولقد نجحتم يا خادم الحرمين الشريفين مع أخيكم الرئيس عبدالفتاح السيسي ,ومعكم الاشقاء في الخليج العربي في درء خطر داهم ومؤامرة حيكت بليل للنيل من نسيج دول الخليج وتفتيت لحمتها.
وأوضح رئيس مجلس النواب المصري أن المملكة سخرت كل ما حباها الله من نعم وهبات لخدمة قضايا عالمها العربي والإسلامي ولن ينسى التاريخ لكم يا خادم الحرمين الشريفين قيادتكم الجسورة لعاصفة الحزم لإنهاء أزمة اليمن الشقيق وكذا استضافتكم الكريمة للفصائل السورية المعارضة ثم اعلانكم لتدشين تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب حتى أضحت الرياض قبلة للاتصالات الدبلوماسية العربية والدولية.
وشدد في ختام كلمته على أن مصر والمملكة هما عصب الأمتين العربية والإسلامية وتعاونهما معاً هو السبيل الأوحد لإجهاض مخططات أعداء الأمة والتعجيل بنهاية الإرهاب لتنعم أمتنا بأمن وسلام طالما عاشت في ظلها قرون وعانت من فقده سنين فلنكن يداً واحدة على من عادانا ولتكن يد الله فوق أيدينا.
وفي ختام زيارته لمجلس النواب المصري تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية بهذه المناسبة، سلمها رئيس مجلس النواب المصري.
كما قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هدية لمجلس النواب بجمهورية مصر العربية عبارة عن مجسم لقصر المربع التاريخي.
بعد ذلك غادر الملك المفدى مقر مجلس النواب مودعاً بالحفاوة والترحيب.
رافق خادم الحرمين الشريفين خلال زيارة مجلس النواب أصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء أعضاء الوفد الرسمي والمرافق لخادم الحرمين الشريفين خلال زيارته الحالية لجمهورية مصر العربية.