أبعاد الخفجى-اقتصاد:
نوه وزير الطاقة في مملكة البحرين الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا، بقوة وضخامة حجم الاستثمارات والتحالفات البحرينية السعودية في قطاع البتروكيماويات والتي تقودها شركة “سابك” في مشاركاتها الناجحة والمؤثرة في ملكيتها المشتركة لشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك”، وشركة ألمنيوم البحرين “البا”، وذلك خلال لقائه بيوسف بن عبدالله البنيان نائب رئيس مجلس إدارة “سابك” الرئيس التنفيذي ضمن زيارته التفقدية لمشاريع “سابك” بالبحرين، حيث رحب الوزير بزيارة وفد “سابك” التي تعكس عمق العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، متطلعاً لتعزيزها لمزيد من التلاحم والازدهار لدعم الاقتصاد الوطني في البلدين الشقيقين.
وشدد على فخر البحرين بتواجد شركة عملاقة بحجم “سابك” ومشاركاتها المتميزة في استثماراتها المشتركة في قطاع البتروكيماويات بالبحرين الذي شهد تطور ونقلة هائلة بفضل دعم وخبرات “سابك”، معرباً عن ثقته باستمرارية تطور أداء “سابك” المشرف وارتياحه لعدم تأثر أعمال الشركة وعوائدها جراء ارتفاع أسعار اللقيم والخدمات وأبرزها زيادة تكلفة الكهرباء على شركة حديد بقيمة 300 مليون ريال سنوياً، ونجاح “سابك” بقدرتها على تحويل ارتفاع التكاليف إلى أرباح بأساليب وطرق مبتكرة.
وتحدث ميرزا عن ظروف اتجاه بعض دول الخليج التي رفعت أسعار الطاقة وتعرفة الكهرباء والخدمات الأخرى وما نتج عنها من إيجابيات مشتركة مستشهداً بتجربة البحرين عندما رفعت أسعار تعرفة الكهرباء مع فرض سياسة الترشيد الصارمة لاستهلاك الكهرباء التي نتج عنها توفير مبالغ زادت عن قيمة ارتفاع التكلفة ملفتا لوجود العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة الزيادات في أسعار الخدمات من كهرباء وغيرها.
وأشار إلى أن البحرين رفعت أسعار التعرفة في الطاقة شملت الغاز والبنزين والديزل والكيروسين والكهرباء والماء حيث تكيفت معها القطاعات والأفراد بتغيير مفهوم استهلاكهم لها مما وفر لهم الكثير من المبالغ في وقت لا تزال تشكل نسبة إيرادات البحرين 86% من النفط والغاز وعندما نزلت الأسعار بنسبة 60_70% تأثر الإيراد الحكومي مما احدث عجز في الميزانية في ظل محدودية موارد البحرين الغازية وقلتها وهذا العجز أدى الى انفراط وارتفاع الدين العام وانخفاض معدل صرف العملة ومن الإجراءات لمواجهة هذه الأزمة خفض النفقات الحكومية وإعادة توجيه الدعم الحكومي في الخدمات بما يقلل الاقتراض وهذه السياسة انتهجتها معظم دول الخليج.
من جانبه تحدث يوسف البنيان عن عمق وتاريخ العلاقة بين “سابك” وشركائها في البحرين كأسرة واحدة تمضي قدماً لمزيد من تعزيز التواصل منوهاً بالنهضة الحضارية التي تنعم بها البحرين في مختلف الأصعدة، منوهاً بالدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة البحرينية لمشاركات “سابك” في البحرين مشيراً إلى أن زيارته تأتي لتقديم الشكر والتقدير لحكومة البحرين وإعطاء الوزير نبذة عن أخر تطورات “سابك” واحتلالها المرتبة الثانية عالمياً من ناحية تنوع حقيبة منتجاتها، والمرتبة الرابعة في حجم الدخل والمبيعات، مما يجعل الشركة امام تحديات أكبر للمحافظة على هذا الوضع التنافسي المشرف، ولدينا طموح الأن للمضي قدما لتحقيق استراتيجية الشركة ورؤياها للعام 2025 ومنها مضاعفة حجم الشركة الممتد أربعين عاماً وذلك خلال التسع سنوات القادمة كتحدٍ تسعى سابك لتحقيقه.
وتطرق البنيان في حديثه إلى خطط “سابك” للعام 2016 الذي سوف يشهد توسعات جديدة للشركة خاصة في الأسواق الصينية والأمريكية التي تواكب خطط حكومة المملكة وخطاها المتسارعة في برنامجها الاستراتيجي للتحول الوطني الذي يمثل جزء منه التحول الاقتصادي واعتبار “سابك” كنموذج يحتذى به في تفعيل برنامج التحول الوطني بسواعد رجالها السعوديين البالغة نسبتهم 85% حيث كان الاستثمار الأهم والتحدي الأكبر الذي نجحت “سابك” في ترويضه.
كما تحدث عن المزايا التنافسية للنفط والغاز التي غدت ضعيفة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة البتروكيماويات الخليجية المتمثلة في سبل تطوير الاستفادة المثلى من مواردها وثرواتها الطبيعة وإيجاد الحلول المبتكرة وتطوير التقنيات التي تدعم الوضعي التنافسي في ظل التحديات المرتقبة خلال الخمس سنوات القادمة المتمثلة في ثورة الغاز الصخري في أمريكا والفحم في الصين وسعي الدولتين لاستغلالهما لدعم صناعة البتروكيماويات في الدولتين اللتين تعدان من أكبر المستهلين للبتروكيماويات.
وتفقد البنيان شركتي “جيبك” و”البا” اللتين تشارك “سابك” في ملكيتيهما، التقى خلالها بالرؤساء التنفيذيين للشركتين ومديريها والموظفين، مستمعاً لشرح عن آخر ما توصلت إليه الشركتان من منجزات وخطط توسعية وضع تنافسي على الصعيد العالمي، واهتمام الشركتين بالقطاع النقابي ودوره في مساندة التطور والنمو في الأداء ورفع معدلات الإنتاجية والحرص على تحقيق الازدهار للشركتين، مطلعاً على مصانع الشركتين وخطوط الإنتاج والمرافق المختلفة، مشدداً على حرصه على تطوير علاقة الشركتين بما يخدم مصالحهما المشتركة التي امتدت أكثر من 35 عامًا، معربا عن فخره واعتزازه بهذين الصرحين الصناعيين في البحرين اللذين يعدان من أنجح المشاريع التي أسهمت “سابك” في تأسيسيهما.
من جهته أعرب الرئيس التنفيذي لشركة “جيبك” د. عبدالرحمن جواهري عن امتنانه وسروره بزيارة البنيان مشيراً إلى أن “سابك” زرعت بذرة “جيبك” لإنتاج البتروكيماويات وبالأخص الأسمدة والميثانول لتفرض منافسة قوة بين كبار منتجي الأسمدة في العالم واسقتها التوجيهات حتى أصبحت الشركة الان نخلة مثمرة تغذي أسواق العالم بالأسمدة وقد كانت “سابك” سباقة في انتاج الأسمدة لتغذية “جيبك” باللقيم الذي ساهم في نهوضها لتبدو الان جوهرة الشركات الخليجية، مبيناً بأن نسبة العائد على الاستثمار في شركة “جيبك” شكلت 1670% للشركاء، مثمناً حرص “سابك” على التنمية البشرية والتنمية المستدامة في أعمالها التي أفادت شركائها بالبحرين لضمان استمرارية ما تم ضخه من استثمارات.
وأوضح د. جواهري ل”الرياض” عن تأهيل كوادر بحرينية قيادية تضم المرأة البحرينية التي لها دور كبير في منجزات الشركة بحكم الموقع الاستراتيجي للبحرين وتوجيهات ملك البحرين بإعطاء المرأة البحرينية فرصة العمل في جميع القطاعات حيث تعد “جيبك” الشركة الوحيدة التي نالت جائزة الملك لتمكين المرأة من العمل في الصناعة بتوظيف 52 عنصرا نسائيا بالشركة جميعهن جامعيات 16 منهن حملة الماجستير وقبل عشر سنوات كان عددهم فقط 16، وتشكل نسبة البحرنة في الشركة 95% بإدارة بحرينية 100% وهي الشركة الوحيدة بالبحرين إدارتها 100% منذ عشر سنوات وإلى الآن وهي أيضاً الشركة الوحيد التي يتولى رئاستها التنفيذية بحريني وهي اول شركة بالبحرين تؤسس العمل النقابي بعد اصدار الملك قانون النظام النقابي بالبحرين ويدرس العمل النقابي بالشركة في 3 جامعات عالمية مرموقة حيث تمتاز الشركة بدقة التدقيق المالي المطمئن للشركاء المساهمين، في وقت تقدر حكومة البحرين مشاركة “سابك” وتعتبرها رمزاً للتعاون الخليجي والاستثمار الناجح وتعتبر جيبك مثالاً لنجاح البحرين في قطاع البتروكيماويات لجميع الدول.