أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أثار الأمير محمد بن سلمان في إعلان رؤية المملكة 2030 وعلى عجالة التحالف التاريخي الاستراتيجي الضخم والناجح جداً بين أرامكو السعودية وشركة داو كيميكل الأمريكية في مجمع شركة صدارة للكيميائيات كأكبر مجمع صناعي متكامل في العالم بتكلفة 75 مليار ريال، كمثال ونموذج واقعي حي في دفع وتفعيل خطط المملكة للتحول من الاعتماد على النفط في قوة اقتصادها إلى تكوين تحالفات استثمارية ضخمة متنوعة الصناعات التي تشكل سلسلة متكاملة مترابطة في موادها الخام ولقيمها لقيام تجمعات صناعية تحويلية ومتوسطة وصغيرة كما يحدث الأن في “مجمع بلاس كيم” الجاري تشييده جوار مجمع صدارة والمخطط أن يستقطب استثمارات بقيمة 100 مليار ريال وتوفير 20 ألف وظيفة للمواطنين من شأنها إحداث التحول الاقتصادية الحقيقي الذي ترتكز عليه رؤية المملكة 2030.
ويمهد مجمع “بلاس كيم” الطريق لبرنامج التحول الوطني الاقتصادي باعتماد المملكة في مواردها على المشاريع الاستثمارية المشتركة حيث ينتظر إقامة مصانع لقطع غيار السيارات وأجزائها وتجميعها، وصناعة الإلكترونيات مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف المحمولة، وصناعة المنسوجات مثل الملابس الصناعية، وصناعة مواد البناء والتعبئة والتغليف وصناعة الدهانات ومواد الطلاء الصناعي.
كما سوف تقام مصانع لإنتاج منتجات التنظيف والعناية الشخصية وتشمل المنظفات السائلة، منظفات الأسطح والصابون، والمستحلبات، والشامبو، ومصانع لإنتاج مستحضرات التجميل والمنتجات الصيدلانية تشمل العقاقير التي لا يصرح ببيعها إلا بوصفة طبية، والمنتجات الطبية المصرح ببيعها دون وصفة طبية.
ومن المصانع المخطط إقامتها مصانع انتاج الطاقة البديلة وتشمل ألواح وتقنيات الطاقة الضوئية، وتقنيات الطاقة الشمسية، وتطبيقات الطاقة المولدة من الرياح. أضافة إلى صناعات المياه والطاقة، وكيماويات النفط والغاز، وتشمل فصل الغاز، والمستحلبات ومفككات المستحلبات، وطين الحفر، وأغشية التناضح العكسي، والمواد المقاومة للتآكل، والمواد المقاومة للالتصاق، والمواد المقاومة للجراثيم.
ومن المصانع التي تؤمل صدارة إنشاؤها في مجمع “بلاس كيم” مصانع البضائع والأدوات الاستهلاكية وتشمل الثلاجات، والغسالات، والمكيفات، والأثاث الأرائك والكراسي والمراتب، ومواد التغليف والتعبئة، ومنتجات النظافة الشخصية مثل حفاضات الأطفال وغيرها، والتطبيقات الطبية ومواد تعبئة وتغليف الأغذية، وغيرها من المنتجات الاستهلاكية التي اعتادت المملكة استيرادها من مختلف دول العالم.
وكانت قد أثيرت كثير من الشكوك حيال قدرة مشروع صدارة على تغيير سياسة المملكة الصناعية الجديدة في توجهها الحثيث نحو الصناعات الثانوية غير المعتمدة على الغاز الطبيعي وذلك نظراً لضخامة حجمه وعدد مصانعه ال26 مصنعا، 14 منها تنتج منتجات كيماوية متخصصة لأول مرة في الشرق الأوسط، ولجوء الشركة لاستخدام النافثا لقيما في عمليات الإنتاج كإجراء هو الأول من نوعه في المنطقة لتنويع مصادر اللقيم، وإنتاج طاقات هائلة من الكيميائيات والبلاستيكيات الخام تبلغ ثلاثة ملايين طن متري سنوياً.