أبعاد الخفجى-اقتصاد:
تشهد هذه الأيام أسواق الخضار في عدة مناطق تدنيا كبيرا في الأسعار، مما يمثل خسارة واضحة لأصحاب المزارع، ولا يحقق أدنى العوائد المالية لتعويض تكاليف زراعة تلك المحاصيل أو تكاليف جنيها وتعبئتها وجلبها للأسواق، مما يشير إلى وجود حلقة مفقودة بين الطاقة الإنتاجية لتلك المزارع الضخمة وحاجة الأسواق في عموم مناطق المملكة، حيث أن هناك تفاوتا كبيرا في الأسعار بين تلك الأسواق وهذا ما يدعو إلى ضرورة تنظيم عملية تسويق تلك المحاصيل الزراعية حفاظاً على استمرار إنتاج تلك المزارع.
وعن هذا التدني اللافت لأسعار الخضار في الأسواق قال عبدالله العياف رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي التمور التعاونية بالقصيم، وأحد مزارعي البيوت المحمية: “لاشك الأسعار الحالية للخضار سيئة بالنسبة للمزارع ولا تأتي بتكلفتها أو حتى جزءا من التكلفة، والقادم أسوأ بعد إيقاف زراعة القمح منذ سنوات وإيقاف زراعة البرسيم حيث اضطر المزارع إلى أن يتجه إلى زراعة الخضار لأنه لم يبق من الزراعة المتاحة أمامهم سوى زراعة النخيل والخضار”.
لافتاً إلى أن إنتاج النخيل يحتاج إلى مدة طويلة من الانتظار، أما إنتاج الخضار فهو لا يحتاج إلى مدة تذكر ولهذا السبب بدأ المزارعون يتجهون إلى زراعة الخضار سواءً عبر الحقول المكشوفة أو عبر البيوت المحمية، مؤكداً أن ذلك سوف يؤدي إلى حدوث انتكاسة للزراعة.
وأضاف قائلاً: “لقد طرحنا على صندوق التنمية الزراعية التريث في إقراض المزارعين الذين يريدون زراعة الخضار بالبيوت المحمية والاهتمام حالياً بإيجاد قنوات للتسويق وكذلك طرحنا على وزارة الزراعة إنشاء شركات للتسويق الزراعي في كل منطقة زراعية، تكون شبه إلزام للجميع مع منح هذه الشركة امتيازين ضروريين لنجاحها، الأول وهو المهم ويتمثل في إلغاء سوق الجملة وهذا يفرض على المزارع أن يذهب إلى الشركة، الامتياز الثاني: تكون الشركة هي المسؤولة عن الاستيراد من خارج المملكة متى ما رأت أن السوق بحاجة إلى ذلك”.
من جانبه أكد المزارع صالح المهنا بأن هذا التدني الشديد في أسعار الخضار جاء بسبب كثرة إنتاج البيوت المحمية التي تشهد توسعا كبيرا نتيجة قيام الصندوق الزراعي بإعطاء قروض للبيوت المحمية بمساحات كبيرة، ومن ناحية أخرى أوقف جميع القروض الأخرى مثل إنتاج البرسيم وغيره وبالتالي لم يعد أمام المزارع سوى الحصول على قرض بيوت محمية وهذا مما أدى إلى التوسع في الإنتاج وتكدس المحاصيل الزراعية.
كما لفت إلى تأثير موجة الصقيع التي ضربت المزارع في فصل الشتاء الماضي والتي قضت على المزروعات في ذلك الوقت مما جعل المزارعين يتجهون إلى الزراعة في هذه الفترة في وقت واحد، داعياً إلى إلزام المزارعين باستخدام الأجندة الزراعية ودعم التصدير.