أبعاد الخفجى-محليات:
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. عبدالرحمن السديس: في الوقت الذي يموت فيه العالم بالاضطرابات والتحولات وتعصف به المخاوف والتحديات تمبلج في الآفاق رؤى ومبادرات موفقة من هذه البلاد المباركة ومن أجدر من بلاد الحرمين الشريفين بالرؤى الصائبة والمبادرات الثاقبة.
وأضاف في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة: المملكة قدمت مبادرات تاريخية موفقة في مختلف قضايا الأمة الإسلامية بما يحقق وحدة الصف واجتماع الكلمة، يأتي في الطليعة منها عاصفة الحزم ورعد الشمال والتحالف الإسلامي العسكري، وقد توجتها برؤية مباركة إقتصادية وثقافية وحضارية عملاقة مبنية على التوحيد والعقيدة الصافية والمنطلقات والثوابت الشرعية الوافية، فهى المرتكز الأساس والإستثمار الأمثل. وتابع إمام وخطيب المسجد الحرام: إن هذة الرؤية الاستثنائية تمبلج منها تباشير الآمال العريضة والإيجابيات الشامخة الوطيدة، وتجدد الثقة لأبناء الأمة في مقوماتها وطموحاتها وإنجازاتها، كما أنها تعمق المكانة التاريخية والإستراتيجية لبلاد الحرمين الشريفين ولم تغفل العمق وتطلعات شعب ووثبة وطن وأمل أمة ورسالة عالم وسجل تاريخ.
وأشار الشيخ السديس إلى أن قراصنة العقول ومروجي الإرهاب الفكري، من خلال بعض القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية، يبتزون عقول الناس في مآرب أدناس وأنخدع الأغمار بها على غير قياس، ظناً منهم أنهم من أهل الورع والقسطاس، والمسلم الحصيف الأحوزي ينشز بنفسه عن تلك السفاسف والأغارير التي لا تتقحم إلا عقول الدهماء والرعاع والنفوس العقيمة والأرواح السقيمة.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام ما أجمل أن ينشغل أبناء الأمة وشبابها بما فيه صلاح أنفسهم وأوطانهم من خلال تبني الرؤى والمبادرات التي تكون مدرجة متينة لتأصيل الوعي المزدهر في الأمة والفكر البصير الناقد والرأي المحنك الراجح وتسهم في تقدم الأوطان والمجتمعات بتغيير إيجابي، واليوم هيهات هيهات أن تنتظم شؤون الأمم وتسلك السبيل الأمم إلا برؤى فكرية وحضارية تلتزمها بكافة ميادينها ومجالاتها وتربي النشء وتبني الأجيال عليها، وحينئذ ترتقي الأمة علياء عزها ومدارات مجدها. ودعا د. السديس شباب الأمة أن يتمسكوا بالدين ومنهج أسلافنا الصالحين، وأن يتفاعلوا إيجابياً مع مبادرات الخير والتنمية، فإن أمتكم الإسلامية لفي لهف إلى وثبتكم الرشيدة لإقالتها من هذه الوهاد الشديدة، خاصة بعد ما اعتاد الصهاينة المجرمون رفع عقيرتهم بانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك وتدنيس أكناف بيت المقدس واستفزاز مشاعر المسلمين، وجن جنون طاغية الشام ولم يكتف بقتل الأطفال والنساء حتى هدم عليهم المدارس والمشافي ودمر مستودعات الأدوية في حلب الصامدة، فالله المنتقم طليبه والديان حسيبه، عامله الله بما يستحق جزاء بغيه وطغيانه وتمرده وعدوانه.