أبعاد الخفجى-رياضة:
الثامن من مايو ٢٠١٤ م، أعلن الأهلي تعاقده مع المهاجم السوري عمر السومة قادماً من القادسية الكويتي لمدة عامين، حينها لم يتوقع أكثر المتفائلين من الجماهير الأهلاوية، أن يخلد هذا العُمر اسمه في ذاكرتها وتاريخ ناديها كأحد أفضل اللاعبين الأجانب الذين ارتدوا القميص «الأخضر»، وما إن لعب فيه أول مباراة في «دوري عبداللطيف جميل» أمام هجر، برهن لصُنّاع القرار في الإدارة حسن اختيارهم بالتعاقد معه، بعدما سجّل «هاتريك»، غاب بعده عن التسجيل مباراتين، ليعود مع نجران مسجلاً هدفه الرابع ومعلناً عن نفسه، كأحد المنافسين على لقب هداف الدوري، الذي نال عليه بـ٢٢ هدفاً أدخلته سجلات التاريخ في دوري المحترفين منذ انطلاقته ٢٠٠٨ – ٢٠٠٩ م، كأول لاعب يتجاوز حاجز الـ٢١ هدفاً، كاسراً رقم مهاجم الهلال ناصر الشمراني في الموسم الذي سبقه ٢٠١٣ – ٢٠١٤ م.
وكان ما قدمه عمر في أربعة أشهر من بداية الموسم الأول كفيلاً بأن تجدد الإدارة عقده لعامين آخرين، قطعت فيها كل الطرق على الأندية التي بدأت التفكير في كسب ودّ اللاعب، الذي كان تتويجه بجائزة هداف الدوري، لم يُنسه فقدان لقب الدوري لصالح النصر، على الرغم من أنه كان أكثر الأندية التي اهتزت شباكها من عُمر، بتسجيله أربعة أهداف، كان بحاجة لواحد منها فقط أمام التعاون في الجولة ما قبل الأخيرة، التي تعثر فيها ليمنح النصر فرصة التتويج باللقب للعام الثاني على التوالي، حتى وإن كان انتصر عليه ذهاباً وإياباً.
ومع بداية الموسم الجديد ٢٠١٥ – ٢٠١٦ م، عزِم عمر السومة ورفاقه أن يكونوا أول من يجلب درع الدوري للأهلي بعد غياب امتدّ لأكثر من ٣١ عاماً، وهذه المرة كان الأهلاويون هم من يتولون قيادة جدول الترتيب في الجولات الأخيرة بمطاردة من فريق عاصمي آخر، هذه المرة هو الهلال الغائب عن الدوري لأربعة أعوام، لتأتي قمّة الـ٢٤ من أبريل على ستاد الملك عبدالله بحضور أكثر من ٥٦ ألف مشجع لتحدّد الفريق الفائز باللقب الحلم، كان الأهلي يحتاج للتعادل فقط، الذي بات صعباً بانتهاء الشوط الأول بتقدم الفريق الضيف، إلا أن السومة احتاج لـ٢٠ ثانية فقط من الشوط الثاني، ليبدد كل هذه الصعوبات بتسديدة بعيدة المدى سكنت الشباك «الزرقاء»، عاد بعدها بخمس دقائق ليسجل الهدف الثاني ويُشعل معها الأفراح في المدرجات الأهلاوية، التي رقصت فرحاً حتى الصباح، بعدما جدد فريقها رقمه في سجلات أبطال الدوري السعودي بلقب ثالث، كان السومة أحد أبرز من كان لهم الفضل بعد الله في تحقيقه، بـ٢٢ هدفاً، أتبعها بـ»سوبر هاتريك» أمام الرائد، ليكسر رقمه ويكون أول لاعب في تاريخ دوري المحترفين يسجل ٢٦ هدفاً في موسم واحد، وثاني أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في موسم واحد بالدوري طوال تاريخه بعد حمزه ادريس ٣٣ هدفاً، كما بات على أعتاب تسجيل رقم قياسي جديد، بالوصول للهدف رقم ٥٠ في أقل من ٥٠ مباراة، اذ يمتلك ٤٨ هدفاً حتى ما قبل المباراة الأخيرة أمام الفتح، من ٤٣ مباراة لعبها.
وفي دوري أبطال آسيا، لعب السومة عشرة مباريات سجل فيها سبعة أهداف، أما في كأس ولي العهد التي كان أحد نجومها في الموسم الأول فقد لعب سبع مباريات سجل فيها خمسة أهداف، أبرزها أمام الهلال في نهائي ٢٠١٤ – ٢٠١٥ م، التي انتهت بفوز أهلاوي ٢-١، وكان لكأس الملك الحصة الأقل، بتسجيله هدفين من مباراتين فقط لعبها، وكانت جميعها أمام الطائي هذا الموسم.
ويمتلك المهاجم السوري في البطولات كافة حتى قبل مباراة الفتح رقماً فريداً بتسجيله ٦٢ هدفاً في ٦٢ مباراة، بمعدّل التسجيل في كل مباراة، كما كانت شباك الرائد الأكثر تضرراً منه، باستقبال عشرة أهداف.