أبعاد الخفجى-محليات:
حذر أساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من مغبة السياسة الهوجاء التي تنتهجها إيران عبر سياستها المقيتة وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول واستغلالها للدين والعاطفة لتمرير أجندتها التوسعية وحلمها بالإمبراطورية الفارسية. وشدد الأساتذة على أن للمملكة أن تتخذ جميع الإجراءات الاحترازية لحماية أمن الحجيج والمشاعر المقدسة والوقوف بصرامة أمام دعاة الفوضى والفتن وإيذاء المسلمين من خلال الشعارات الممجوجة المكرورة التي ثبت زيفها وكذبها، مؤكدين أن أبناء العالم الإسلامي يقفون جنباً إلى جنب مع بلاد الحرمين ضد الحقد الصفوي والمخطط التخريبي.
وقال د. غازي المطيري: حين تختلط المفاهيم وتتصادم السياسات، يصبح من العسير إدراك كل العلل الخفية، مما يستلزم وضع النقاط على الحروف بدون لبس أو تزييف، ومنذ استلام نظام ولاية الفقيه الحكم عام 1979 والذي اعتمد مبدأ نشر الفتن والقلاقل في دول المنطقة، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، ونال الحج ومشاعره والمدينة المنورة ومعالمها نصيباً وافراً من الأدلجة منذ أن تطأ أقدام الحجاج الإيرانيين أرض المملكة وهم يحملون في جعبتهم المنشورات التحريضية والكتابات التحريضية.
وأضاف أن سائر الحجاج عانوا من فوضويتهم، وتبين بما لا يدع مجالاً للشك أنهم دعاة فتنة وفوضى، وليسوا حجاجاً يبتغون الله والدار الآخرة، فاتخذت المملكة جميع الإجراءات الاحترازية لحماية أمن الحجيج والمشاعر المقدسة، فازدادوا حنقاً وإصراراً على الفتنة فقاموا بعدد من العمليات الإرهابية والإجرامية التي استهدفت أمن الحج والحجاج.
طهران ارتكبت عمليات إرهابية استهدفت ضيوف الرحمن
وأردف د. المطيري: نقول للساسة الإيرانيين أربعوا على أنفسكم وتحلوا بالواقعية والوضوح واحرصوا على مصالح شعوبكم المضطهدة وتخلوا عن سياسة وهم الهيمنة فلن تجنوا سوى الخيبة والخسران.
بدوره، قال د. سليمان الرومي إن تحويل الحج إلى قضية تخدم السياسة الإيرانية دأبت عليه إيران، ولذلك نراها في كل موسم تثير التهم والحملات الإعلامية ضد المملكة بل وتفتعل ما تحاول به تعكير موسم الحج بأعمال ليست من أركان الحج أو واجباته على مختلف المذاهب وهي على استعداد لمنع حجاجها ومعتمريها وجعلهم ورقة للإثارة وخدمة السياسة الإيرانية كما تصرح به في هذه السنة.
وتابع أن المملكة حريصة كل الحرص على تهيئة كافة الإمكانيات والتسهيلات لكل المسلمين لأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام وأن يكون ذلك بكل يسر وسهولة، ولذلك نجد أن 78 دولة يأتي منها الحجاج والمعتمرون وتتم إجراءاتهم بكل تعاون، وتأتي المشكلة من إيران التي تشترط أعمالاً ليست من الحج كالمسيرات وما يسمى بإعلان البراءة واستغلال الحج ببث منشورات دعائية لا علاقة لها بالحج، وبطبيعة الحال المملكة ترفض رفضاً باتاً مثل هذه الأعمال التي لا علاقة لها بالشعائر، وهي من الإثارة التي تسيء للجج وتؤثر على سلامة الحجاج الآخرين، لذلك فإن المملكة لديها من الخبرة والتجربة في إدارة الحج ما يتجاوز كل ما تقوم به إيران وتثيره في هذا الجانب، وسينجح موسم الحج هذا العام كما نجح في السنوات الماضية رغماً عن إيران.
واستطرد قائلاً: لإحراج إيران أمام شعبها والعالم الإسلامي يجب أن يكون هناك حملة إعلامية ترصد إساءات إيران لموسم الحج واستغلاله لها بالإثارة وإيذاء الحجاج والمعتمرين من كل دول العالم، خاصة فيما حدث عام 1407 من محاولة إدخال المتفجرات مع بعض الحجاج الإيرانيين، وإن ما تقوم به من مطالبة بالمسيرات ليس له علاقة بشعائر هذا الركن العظيم، وأن الهدف خدمة سياستهم التحريضية وإيذاء الحجيج وأن يكون ذلك بعدة لغات وينشر في المجتمعات الإسلامية وعلى نطاق واسع في شرق آسيا والهند وباكستان وأفريقيا بل وفي إيران نفسها من خلال قنوات موجهة، وفي ذلك قطع للطريق أمام إيران واستغلالها العاطفة الدينية لدى المسلمين، عند ذلك ستخسر إيران ما تراهن عليه بل سينعكس غضباً من كافة المجتمعات الإسلامية على إيران وتصرفاتها في مواسم الحج بشكل عام.