أبعاد الخفجى-محليات:
أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَّبوي الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إنَّ الحجَّ إلى بيت الله الحرام، حيث البقاع المقدَّسة، والمشاعر المُشرَّفة، في مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، فريضةٌ شرعيَّة، بَلْ الرُّكْنَ الخَامِسَ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ وَإِحْدَى شَعَائِرِهِ العِظَامِ، قال تعالى:(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) آل عمران، وهنالك حيث تسكب العبرات، وتنزَّل الرحمات، وتُقال العثرات، وترفع الدَّرجات، وتكفَّر السيئات، ويجود ربُّ البريات.
وقال: “إنَّ الحجَّ فريضةٌ شرعيَّة، وشعيرةٌ مقدَّسة، وقِيَمٌ حضاريَّة، وهو ترتيلٌ ودعاء، وذِكرٌ ونِداء، وخشوعٌ ورجاء، وابتِهالٌ مُصعَّدٌ في حرارةٍ من الأحناء، وتوبةٌ وثناء، بَلْ نظامٌ كامل، ومنهَجٌ شامل، وعبادةٌ خالِصة، وهذا أرَجٌ من بركاته وهداياته، وليس محلاً للتسييس والشعارات، أو المسيرات والمظاهرات، أو المُناظَرات والمُساجَلات، أو الجِدال والمُلاسَنات، لذلك ما أجملَ أن يستحضر الحجاج استشعار عظمة هذه الفريضة، فهي ليست رحلة سياسية، ولا نزهة خلوية، وإنَّما هي رحلةٌ إيمانية، مفعمة أجواؤها بالمعاني السامية، والأهداف النبيلة، وفرصةٌ عظيمة للتوبة والإقبال على الله سبحانه، ولزوم صراطه المستقيم، بعيداً عن اللُّوثات العقدية والفكرية، والمُخالفات المنهجية والسلوكية”.
وأضاف رئيس الحرمين “ما أروع أن يستشعر الزائرُ مكانةَ هذا البيت العتيق، وقداسة هذه البقاع المباركة، وما أحيطت به من التعظيم والمهابة فلا يسفك فيها دم، ولا يعضد فيها شجر، ولا ينفَّر فيها صد، ولا تلتقط لقطتها إلَّا لمن عرَّفها، (ومن دخله كان آمنا) آل عمران، ولا يجوز أبداً أن يحوَّل هذا المكان إلى ما ينافي مقاصد الشريعة ومنهج الإسلام، ولا تكون فيه دعوة إلاَّ لله وحده، ولا يرفع فيه شعار إلاَّ شعار التوحيد لله، ولا يحلُّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي فيه المسلمين، أو يروِّع الآمنين، أو يصرف الحج إلى ما يخالف سنَّة سيِّد المرسلين”.
ونوَه إلى ما حَظِيَ به الحرمان الشريفان في ظلِّ هذه الدولة المباركة من فائِق العناية، وبالِغ الرِّعاية، وأسطعُ البراهين الناطِقة، والأدلة العابِقة، تلك التوسِعات المعماريَّة التأريخية الباهِرة الأخَّاذة، وتلك الخدمات المثلى الراقية، خدمةً للمصلين وعنايةً بالزائرين، واهتماماً بالحجاج والمعتمرين، فمن رامَهما بسُوءٍ هلكَ دونَ مرامِه، لا مجالَ ولا حظَّ للنَّيلِ منهما، أو المُساوَمة والمُزايَدة عليهما، بلد الله الحرام، وطَيبة الطيِّبة مأرِز الإيمان، فالحذرَ الحذرَ من الشعارات المسمومة، والحمَلات الموهومة، خاصَّةً فيما يتعلَّقُ بالحرمَين الشـريفَين وشُؤونِهما وأمنِهما. ودعا الله أن يجزي قادةَ هذه البلاد المُبارَكة – بلاد التوحيد والسنَّة – خيرَ الجزاء، وأثابَ القيادةَ الرَّشيدة خيرًا على تلك الجُهود المُسدَّدة، في خدمةِ الحرمَين الشريفَين وقاصِديهما في ظلِّ الرؤية “المملكة 2030”.