أبعاد الخفجى-محليات:
يصل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة سبعة ملايين معتمر خلال الفترة من بداية موسم العمرة حتى بداية موسم الحج، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة تعمل على استقبالهم وتسكينهم وتقديم الخدمات لهم في جميع المجالات.
ويقدم المعتمرون عبر عدة مداخل، أهمها: مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، وميناء ينبع التجاري، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع، والمداخل البرية لدول الخليج ودول شمال المملكة، وجندت الدولة كل طاقاتها لاستقبالهم وتسهيل مرورهم حتى الوصول لمكة المكرمة أو المدينة المنورة.
وقال مدير فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة م. محمد بيجاوي إنه من المتوقع أن يصل عدد المعتمرين هذا العام إلى حوالى سبعة ملايين خلال فترة موسم العمرة، وصل منهم حتى الآن 5.5 ملايين عن طريق مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، ومطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وميناء ينبع.
وتحدث عن إحصائية لأعلى الجنسيات قدوماً خلال فترة العمرة لهذا العام وعدد التأشيرات الممنوحة لكل جنسية، حيث صدرت 1،275،758 تأشيرة لمصر قدم منهم 1،143،594، وصدرت للباكستان 918،063 تأشيرة قدم منهم 840،102، وإندونيسيا 655،163 قدم منهم 606،753، يأتي بعد ذلك الهند 436 ألف تأشيرة، وتركيا 439 ألفا، والأردن 343 ألفا، والجزائر 313 ألفا، وماليزيا 211 ألفا، والعراق 183 ألفا، بريطانيا 77 ألفا، وباقي دول العالم 695 ألف تأشيرة. بعدد إجمالي وصل إلى خمسة ملايين و548 ألف معتمر.
وحظي هذا العدد الكبير من المعتمرين بخدمات مميزة ومعدة مسبقاً وفق خطط مدروسة اشترك في إعدادها عدة جهات حكومية وأهلية حرصت على تذليل كافة الصعوبات وتقديم أفضل الخدمات حسب توجيهات ولاة الامر حفظهم الله.
خطة شاملة
واستعرض مدير العلاقات العامة والإعلام بالوكالة العامة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد الحطاب الخطة التشغيلية لموسم العمرة التي ينفذها نحو 5000 موظف وموظفة بالتعاون مع جميع الإدارات الخدمية للعمل في منظومة متكاملة، لتوفير جميع الخدمات على مستوى عال ويجد زائر المسجد النبوي الراحة والطمأنينة ليؤدي العبادات بكل هدوء.
وقال الحطاب إن إدارة السقيا تُعنى بتوزيع مياه زمزم المبردة وغير المبردة في حافظات يصل عددها إلى 15 ألفا داخل المسجد النبوي، والإشراف على 40 خزان مياه لسقيا المصلين في ساحاته.
وأكد على الاهتمام بالمصليات الممتدة بالسجاد الفاخر داخل المسجد وفي سطحه، والعمل على العناية بنظافتها على مدار الساعة، إلى جانب خدمات تكييف التي تشمل مساحة (100.000م2).
ولفت إلى تعزيز ساحات المسجد النبوي بمراوح الرذاذ البالغ عددها 436 مروحة لتلطيف الأجواء على المصلين، و250 مظلة لتقيهم حرارة الشمس، وتخصيص ستة ممرات للمشاة لتأمين دخول وخروج المصلين من المسجد عبر 100 بوابة، وتخصيص 20 عربة منتشرة في الساحات لنقل كبار السن والمعاقين، إلى جانب تشغيل دورات المياه في الأدوار السفلية ومواقف السيارات.
وفي لقاءات مع عدد من الزوار المعتمرين عبروا عن سعادتهم وسرورهم بتوفيق الله لهم ووصولهم للمدينة المنورة لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه والتشرف بالسلام عليه.
وأشادوا بالتسهيلات والخدمات التي تبذلها المملكة في سبيل راحتهم وتيسير أداء شعائرهم الدينية، وحسن استقبالهم والتنظيم الرائع لزيارة المسجد النبوي الذي يفتح أبوابه لمدة 24 ساعة لتمكينهم من اختيار الوقت المناسب لهم لزيارة الحرم والصلاة فيه.
وعبر المعتمران من الجزائر عبدالنور بجاوي وبن شنقي سفيان عن السعادة التي غمرتهما بعد أن خطت قدماهما أرض طيبة الطيبة، وقائلا إنها المرة الأولى التي يؤديان فيها العمرة طيلة حياتيهما.
وأضاف بجاوي والدمع كاد أن يفيض من عيناه: “أشكر الله عز وجل الذي أكرمني بزيارة هذه الأماكن المقدسة والتشرف بالسلام على رسول الله خلال زيارتنا إلى أرض الحرمين الشريفين”.
وقال ابن شنقي: “لله الحمد نقضي الآن أسعد أيامنا أنا ووالدتي وزوجتي ونحن نؤدي العمرة، وقد مضى خمسة أيام منذ وصولنا إلى المدينة وتمضي الأيام سريعاً ونحن ننعم بالراحة والاطمئنان خلال زيارتنا للمسجد النبوي، فبمجرد وصولنا إلى المطار استقبلنا موظفو الجمارك بابتسامة لن أنساها، ونحن الآن نتوافد على بوابات المسجد النبوي ونلتقي بالحراس الذين يقدمون المساعدة الفورية لكبار السن والمعاقين، ونلاحظ مدى الاعتناء بالنظافة العامة داخل المسجد وتوفر مياه زمزم مبردة، والمصاحف موجودة بأعداد تتناسب مع زوار المسجد”.
وتحدث الزائر محمد صلاح من مصر عن الخدمات داخل المسجد النبوي، قائلاً: “نشاهد المراوح التي تنفث الماء المبرد على المصلين والتي تقوم بتلطيف الأجواء الحارة خصوصاً في موسم الصيف”.
وأردف: “لم نشعر بأي مضايقة من عمليات الهدم الجارية في محيط المسجد النبوي”، مؤكداً أنه يتوق لرؤية المسجد النبوي بعد اكتمال خطة التوسعة الكبرى ليحتضن كل المصلين من مشارق الأرض ومغاربها.
وبدت علامات الرضا على محيا الزائرة عائشة أحمد من الأردن خلال لقائنا بها، وقالت: “أحمد الله فقد قضيت أجمل أيام حياتي في المدينة المنورة خلال رحلة العمرة برفقة ابني وزوجته”.
واستطردت: “هذه المرة الثانية التي أعتمر فيها وكانت السابقة قبل نحو 15 عاماً ويتضح الفرق جليًا بين التوسعة السابقة والحالية، بالإضافة إلى جمال عمارة المسجد النبوي والاهتمام بنظافته وساحاته والتطور العمراني التي شهدته المدينة منذ زيارتي الأخيرة”.
وتابعت عائشة: “أدعو الله أن يطيل في عمري لأؤدي مناسك العمرة مرة أخرى بعد اكتمال عمليات التوسعة التي يشهدها الحرمان الشريفان”.
ولمس الزوار فيصل وعبدالرحمن وحسن وأشرف الفرق بين زيارتهم السابقة للمدينة المنورة وزيارتهم الحالية التي يفصل بينهما عقدان من الزمن. وذكر فيصل أنه شهد تغيرات كثيرة جداً في المدينة المنورة حتى اعتقد أنها مدينة جديدة، فالبداية مع المسجد النبوي الذي تم إضافة العديد من الخدمات إليه بالإضافة إلى جاهزية ساحاته لاستقبال أكبر عدد من المصلين الذين يستظلون بمظلاته، وعربات نقل كبار السن وخدمات الإسعاف والمراكز الصحية المجاورة للمسجد.
وأشاد الزائران صالح وثامر من العراق بالخدمات المقدمة لزوار المسجد النبوي، حيث قال صالح إن “هذه المرة الرابعة التي أؤدي فيها مناسك العمرة، ونلمس تطويراً عاماً بعد عام في جميع المجالات”، مشيراً إلى استفادته كثيراً من النقاط المخصصة للإفتاء والمنتشرة في محيط المسجد النبوي.
image 0
فيصل وعبدالرحمن وحسن وأشرف من السودان
image 0
محمد صلاح وأصدقاؤه من مصر
image 0
الزائران صالح وثامر من العراق
image 0
المظلات تقي الزوار حرارة الشمس
image 0
الاعتناء بالنظافة على مدار الساعة
image 0
م. محمد بيجاوي