أبعاد الخفجى-سياسة:
قال الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن قمة باريس للسلام ستكون بمثابة فرصة لخلق بيئة تفاوضية تتساوى فيها القوة بين إسرائيل وفلسطين. وأضاف عريقات – فى سياق مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى – “مع اقتراب الذكرى الخمسين للاحتلال العسكرى والاستعمارى الإسرائيلى لفلسطين، فقد وصلنا إلى مرحلة حرجة فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. فعلى مدار عشرين عاما، فشلت المفاوضات الثنائية بين إسرائيل وفلسطين بسبب التعنت الإسرائيلى بخصوص رفضها الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية واستمرار التوسع فى مشروعها الاستيطاني”. وأوضح عريقات، أن عدد المستوطنين الإسرائيليين الذين نقلوا إلى فلسطين المحتلة زاد بنحو أربعة أضعاف منذ بداية “عملية السلام”، ومع ذلك فإن إسرائيل تواصل التمتع بحصانة ولا تتعرض للمساءلة.
واعتبر أن من المهم الآن التحرك من مسار ثنائى غير متكافئ بين محتل وقوة احتلال ترفض تأييد المبادئ الأساسية للقانون الدولى لتكون فى إطار أوسع يضطلع فيه المجتمع الدولى بمسئوليته من أجل تنفيذ القانون الدولى ورؤية حل الدولتين يتحقق من خلال انخراط فعال.. ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين، المبادرة الفرنسية بـ “بارقة الأمل” التى تنتظرها فلسطين منذ فترة، مضيفا “نحن على ثقة بأنها ستوفر إطار عمل واضح بمعايير محددة لاستئناف المفاوضات”. وشدد عريقات، على ضرورة أن ينظر إلى المؤتمر الدولى كفرصة لخلق بيئة وظروف تفاوضية تتساوى فيها القوة ويسود بها القانون وحقوق الإنسان، وألا يكون المؤتمر معنيا بمنح حصانة للانتهاكات الإسرائيلية، بل يهتم بكيفية احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومحبة السلام وتعزيز مبادئ الدول التى تلتزم بالقانون. وأشار عريقات، إلى أن فلسطين تسعى لنفس الحقوق والمسئوليات التى تحظى بها دول أخرى – وبناء عليه – فإن أية مفاوضات واتفاق حول الوضع الدائم يجب أن تعكس ذلك، لافتا إلى المؤتمر يجب أن يجسد مبدأ المساواة فى السيادة ويركز على تنفيذ وبلورة استقلال فلسطين على أساس فى إطار عمل وجدول زمنى واضح. وتابع “رغم بارقة الأمل، فإننا لا نعيش فى وهم أن هذا المؤتمر سينتج عنه نهاية فورية بشكل إعجازى لاستعمار المستوطنين الإسرائيلي، بل نراه كالتزام كان على المجتمع الدولى الاضطلاع به منذ فترة طويلة لإجبار إسرائيل على قبول مسئوليتها كقوة احتلال والاعتراف بأن السبيل لإحراز تقدم هو تنفيذ حل الدولتين قبل فوات الآوان”. وأكد أنها مسئولية العالم ألا تواصل إسرائيل حرمان أمة من أكثر حقوقها الأساسية والغالية ومن بينها الحق فى الحرية، داعيا للعمل على أن يكون العام القادم ذكرى سنوية للاحتفال وليس إحياء لذكرى سنوية أخرى للفشل الدولى الجماعى فى وضع فلسطين بقوة على الخريطة وسيادة السلام.