أبعاد الخفجى-رياضة:
انتهى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب السوبر السعودي، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب “دوري عبداللطيف جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران.
فرق ظهرت بمستويات مميزة وأخرى خذلت أنصارها بنتائجها الباهتة، ادارات لفتت الأنظار بعملها ومثلها طالب المدرج برحيلها، مدربون الغيت عقودهم وآخرون اختاروا طريق الاستقالة، لاعبون أجانب ساهموا في تتويج فرقهم بالذهب بينما كان اقرانهم بمثابة “المقالب”.
نجم الموسم
الأهلي هو “عريس الموسم” كونه جمع بين “دوري عبداللطيف جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين، هذا الإنجاز الذي عجز عنه غيره طوال الأعوام الماضية، وبالتحديد منذ أن تغير نظام مسابقة كأس الملك عام ٢٠٠٨م، فبطل الدوري خلال النسخ السابقة كان يخسر كأس الملك حتى وإن وصل إلى المباراة النهائية إما بسبب نشوة الفرح بلقب الدوري أو لإرهاق لاعبيه، وقدم “الراقي” موسماً استثنائياً، إذ حقق حلم جماهيره بالتتويج بالدوري السعودي بعد غياب ومحاولات استمرت لأكثر من ٣٤ عاماً، ويعتبر موسمه ناجحاً بكافة المقاييس، وإن كان هناك أمر سلبي فهو تضحية الفريق بدوري أبطال آسيا في سبيل أن يركز على الدوري المحلي.
ولفت الأهلي الأنظار على كافة الأصعدة، سواءً من الناحية الإدارية أو الفنية أو حتى على صعيد اللاعبين المحليين والأجانب، ونال المدرج الأخضر الإعجاب، إذ كانت جماهيره رقماً صعباً ولعبوا دوراً مؤثراً في ظهور الفريق بمظهر مشرف توجه ببطولتي الموسم.
حلم الدوري تحقق
بدأ الأخضر الدوري برقم قياسي من خلال عدم خسارته قرابة العامين، ووصل برقمه إلى ٥١ مباراة، لكن نجران الذي كان يصارع من اجل البقاء وضع حداً لذلك في الجولة الـ١٨، وألحق به الخسارة الأولى بعد سلسلة الانتصارات والتعادلات، هذه الهزيمة كانت بمثابة “لقاح الدوري”، إذ صحح الأخضر اوضاعه وانطلق نحو الانتصارات المتتالية التي منحته الصدارة منذ الجولة الـ١٩ واحكم قبضته عليها حتى توج، ويعتبر الراقي هو الفريق الأفضل بالأرقام، واستحق أن يتوج باللقب، إذ لم يخسر سوى مرة واحدة مسجلاً اسمه اقل فريق يتعرض للخسارة، وحقق ١٩ فوزاً كأكثر الفرق انتصاراً، وهجومه الأقوى بـ٥٥ هدفاً، ودفاعه الأقوى ايضاً بـ٢١ هدفاً، وحصد ٦٣ نقطة، وتوج مهاجمه السوري عمر السومة بلقب الهداف بعد أن سجل ٢٧ هدفاً.
ومر الأهلي خلال مسيرته هذا الموسم بمنعطفات عدة، ابرزها استقالة المدير التنفيذي مروان دفتردار اعقبها بشهرين استقالة مدير الكرة باسم ابو داود، وهو ماجعل الإدارة برئاسة مساعد الزويهري تبادر بإعادة طارق كيال مشرفاً عاماً على الفريق، وهو القرار الذي ساهم بشكل ملحوظ في اعادة التوازن لـ “الراقي”، نظراً للدوري الإداري والفني والمعنوي الذي لعبه كيال، وساهم في تحسن نتائج الفريق وعودة الثقة بين الجماهير والمدرب السويسري غروس بعد سلسلة من المطالبات الجماهيرية بإقالته، خصوصاً بعد أن اقنعه بتغيير بعض قناعاته الفنية التي تسببت في تراجع نتائج الفريق مثل استعانته بالحارس عبدالله معيوف رغم مستويات ياسر المسيليم المميزة، بالإضافة إلى ابعاده نجم الفريق حسين المقهوي وابقائه إلى جانبه في مقاعد الاحتياط وهو ما ادى بشكل واضح إلى تراجع مستوى خط الوسط والفعالية الهجومية.
خسارة لقب “ولي العهد”
لم يفلح الأهلي في المحافظة على لقبه بطلاً لكأس ولي العهد، وعلى الرغم من وصوله إلى المباراة النهائية ومواجهته ذات الخصم الذي تغلب عليه في النسخة التي سبقتها إلا الهلال تمكن من الثأر منه وفاز عليه ٢-١ وطار باللقب، وبدأ “الراقي” مشواره بالتغلب على هجر ٤-٢ في دور الـ١٦، وواجه في الدور ربع النهائي الاتفاق وفاز عليه ١-صفر، وفي دور الأربعة تجاوز عقبة جاره وغريمه التقليدي الاتحاد ١-صفر، ومحصلة ماسجله في البطولة سبعة أهداف، في المقابل تلقى مرماه اربعة أهداف.
التضحية بالآسيوية
اختار الأهلاويون أن يركزوا على “دوري عبداللطيف جميل” الذي وضعوه هدفاً لهم، وكان ذلك على حساب دوري ابطال آسيا بسبب تداخل المباريات في الجولات الأخيرة، إذ تخوفوا من الإرهاق والإصابات، الأمر الذي جعل غروس يشرك اللاعبين البدلاء في اكثر من مباراة آسيوية، وهو ما أدى إلى خروج الفريق من دور المجموعات إذ حل ثالثاً بتسع نقاط خلف الجيش القطري والعين الإماراتي وأمام ناساف الأوزبكي، وعلى الرغم من عدم اهتمام الأهلاويين بالبطولة الآسيوية إلا أنهم قدموا مباريات كبيرة وحققوا نتائج ايجابية وهو ما يعطي إنطباع بقدرتهم على الذهاب فيها بعيداً إذا ماوضعوها هدفاً لهم، وفاز الأهلي في ثلاث مباريات وخسر مثلها وسجل مهاجموه عشرة أهداف فيما استقبلت شباكه سبعة أهداف.
بطل الدوري والكأس
كان ختام الموسم الأهلاوي مسكا وهو يصعد إلى منصة ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة لإستلام أغلى الكؤوس من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بعد فوزه على النصر ٢-١، وأستحق “الأخضر” أن يسعد أنصاره بعد أيام من تتويجه بلقب الدوري، ولم يكن طريقه في البطولة مفروش بالورود، فالبداية في دور الـ١٦ كانت مع الطائي وفاز بنتيجة ٣-صفر، اعقب ذلك مباراة ضمك، ورغم أنها جمعته بأحد فرق دوري الدرجة الأولى إلا أنه واجه صعوبة فيها وفاز بشق الأنفس ٢-١، وفي الدور ربع النهائي تجاوز الرائد في بريدة ٣-١، وقبل النهائي اقصى حامل اللقب الهلال عندما فاز عليه ٣-٢، وسجل السومة ورفاقه ١٣ هدفاً، بينما دخل مرماهم خمسة أهداف.
الزويهري والمسيلم اكبر المكاسب
حقق “الراقي” مكاسب عدة في الموسم الماضي، ابرزها إعادة العلاقة بينه وبين لقب الدوري بعد انقطاعها لأكثر من ٣٤ عاماً، بالإضافة إلى تمكن الفريق من الجمع بين الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكسب النادي شخصية مميزة ممثلة في رئيس النادي مساعد الزويهري الذي استحق ان يكسب الأفضلية كأفضل رئيس ناد، ومن المكاسب ايضاً عودة الحارس ياسر المسيليم إلى سابق عهده وظهوره بمستوى اكثر من رائع، كما قدم اسماء شابة مميزة في مقدمتها المدافع محمد آل فتيل وزميله معتز هوساوي ولاعبا الوسط سلمان المؤشر وحسين المقهوي، بالإضافة إلى اليوناني فيتفا الذي كان مؤثراً في كثير من المباريات.
بهوي من سلبيات الموسم
تأخرت إدارة الأهلي في اغلاق ملف اللاعبين الأجانب، وكان اخر الذين تعاقدت معهم لاعب الوسط السويدي نبيل بهوي الذي لم يوفق مع الفريق ولم يقدم ما يشفع له بالبقاء إلى جانب المدافع المصري محمد عبدالشافي ولاعب الوسط اليوناني فتيفا والمهاجم السوري عمر السومة، وفي فترة الانتقالات الشتوية استبدلته بلاعب الوسط البرازيلي ماركينهو الذي سبق وان حضر إلى جدة وارتدى شعار الاتحاد.
ومن ابرز السلبيات الأهلاوية في الموسم الماضي حالة عدم الإستقرار الإداري التي عاشها الفريق في منتصف الموسم، بعد موجة الاستقالات وتعاقب باسم ابو داود وموسى المحياني وطارق كيال على منصب الإشراف على الفريق إدارياً.
غروس وهوساوي يعكران الأفراح
باءت محاولات ادارة النادي في إقناع المدرب السويسري غروس بالاستمرار مع الفريق بالفشل، إذ اصر على الرحيل مفضلاً الاكتفاء بما حققه هذا الموسم، لكنه في المقابل كان على اتصال مستمر مع مدرب التعاون البرتغالي غوميز الذي يعتبر واحد من افضل المدربين في ملاعبنا واقنعه بتدريب الأهلي خلفاً له، وهو مافعلته الإدارة الأهلاوية التي بدأت عملها للموسم المقبل بمفاوضة اسماء بارزة في مقدمتها مدافع الفتح بدر النخلي ولاعب وسط القادسية ماجد النجراني ولاعبا وسط الاتحاد عبدالفتاح عسيري وفهد المولد. ولم يعكر غروس افراح الأهلاويين وحده، إذ فعل المدافع الدولي أسامة هوساوي ذات الأمر عندما اختار الرحيل وعدم تجديد عقده رغم العروض المادية المغرية التي قدمتها له الإدارة.
احصائيات وأرقام
في جميع البطولات المحلية والآسيوية خاض الفريق الأخضر خلال هذا الموسم ٤١ مباراة، فاز في ٣٠ مباراة منها أي بنسبة ٧٣.٢ في المئة، وخسر في خمس مباريات بنسبة ١٢.٢ في المئة، بينما تعادل في ست مباريات أي بواقع ١٤.٦ في المئة.
سجل الأهلي هذا الموسم ٨٥ هدفاً، من بينها عشرة أهداف آسيوية.
استقبلت الشباك الأهلاوية ٣٠ هدفاً محلياً، وسبعة أهداف في دوري ابطال آسيا، اي مامجموعه ٣٧ هدفاً.
عنبر:
وحول مسيرة الأهلي هذا الموسم تحدث لـ “الرياض” المدرب الوطني يوسف عنبر، وقال: “يعتبر الموسم الأهلاوي ناجحاً قياساً بتحقيق الفريق بطولتين، ولعل من ابرز الإيجابيات أن عقد المدرب غروس لمدة عامين وانتهى بنهاية هذا الموسم، بالإضافة إلى استقطاب الإدارة لاعبين في مراكز مهمة يحتاج لهم الفريق مثل المدافع المصري محمد عبدالشافي واسلام سراج، وإعطاء المدرب كامل الثقة للعمل في أجواء صحية مريحة، وإحترافية العمل الإداري، ولا ننسى الدعم الشرفي بقيادة رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله، وتعيين طارق كيال واستمرارية العمل الإداري خلفاً لباسم ابو داود بعد الاستقالة، ومن بين ايجابيات الموسم ايضاً الدعم الجماهيري والمؤازرة الإيجابية وحضور الجماهير بكثافة في مباريات الحسم، وعطاءات اللاعبين وتماسكهم كفريق بطل وخصوصاً في احنك الظروف بعد خسارة الفريق من نجران واحساسهم بالمسؤولية وتمسكهم بالصدارة فترة طويلة، وتميز اللاعبين الأجانب ودورهم في عمل اضافة فنية، الهداف السومة وفيتفا وعبدالشافي وماركينهو”.
وحول سلبيات الموسم قال: “السلبية الوحيدة هو عدم القدرة على إبقاء المدافع اسامة هوساوي مع الفريق”.