أبعاد الخفجى-رياضة:
قدم للمملكة العربية السعودية كمساعد مدرب ولم يكتف بذلك، فقاده الطموح ليعلن قدومه مدرباً للفريق الأول البدايات والنهايات كانت في واحات الأحساء العريقة وبين أشجارها ومع قطبيها التاريخيين الفتح وهجر، المدرب التونسي ناصيف البياوي فتح قلبه «للرياض» متذكراً سنواته العديدة في الدوري السعودي للمحترفين، ودوري الدرجة الأولى والتي عاد منها بطلاً مع نادي هجر ليؤصل تجربته بقيادة نادي الفتح القطب الحساوي الثاني ليختم تجربته السعودية خامساً في دوري الأضواء والشهرة.
- في البداية قدمت للعمل في نادي هجر ولكنك آثرت الرحيل مبكراً ما هي الدوافع لذلك؟
- تمكنا بفضل الله من الصعود بنادي هجر الى «دوري عبداللطيف جميل» للمحترفين وأبطالاً للدرجة الاولى نادٍ بفريق يتكون من مجموعة شباب مميزين ومدعم بعدد من لاعبي الخبرة كفيصل الجمعان ومصطفى ملائكة وحسن الصندل، وبالمناسبة أشكر العزيز سامي القنيان الذي منحني الثقة وأعطاني الفرصة لأكون المدير الفني الفريق، وفي دوري المحترفين ومع بداية التحضيرات كانت هناك بعض الصعوبات، ولاحظت أن توجه الادارة تغير نوعا ما فخيرت الانسحاب بعدما وضعت الفريق في المسار صحيح وأحرزت معه ست نقاط في المباريات الخمس الاولى.
- أيضاً في تجربتك مع الفتح قدمت عملاً مميزاً مع نادي الفتح ولكن الإدارة لم تجدد معك ماهي الأسباب؟
- بفضل الله حققنا نتائج مميزة في الدوري خلال موسمين، سادس الترتيب ثم خامس لتبقى بعدها مسألة التجديد لموسم ثالث وهو أمر يعود أساساً لإدارة النادي والأسباب أجهلها، ولم نجلس لمناقشتها تماماً ولكن هم في النهاية أحرار ومن حقهم التغيير.
- بعد عملك في قطبي الأحساء هجر والفتح كيف رأيت العمل في كل منهما؟
- العمل في الأحساء هادئ والفريقان كبيران بتاريخهما وجماهيرهما وانا اعتز بالعمل معهما خلال تلك السنوات.
مساعد مدرب ثم مدرب
- عملت مع الفتح مدرباً للفريق الأول وفيما سبق كنت مساعداً لفتحي الجبال هل ترى هناك اختلافاً بين العمل كمدرب والعمل كمساعد مدرب؟
- عملت مع المدرب القدير فتحي جبال موسم واحد كمساعد وهو موسم التتويج بالدوري، والاختلاف يكمن في كون المدرب المساعد وظيفته الأساسية العمل في التمارين لتحضير الفريق ثم يلعب دور المستشار الفني للمدرب الاول المسؤول الأخير على أخذ القرارات.
- بعدما توليت تدريب الفريق الأول بنادي الفتح ألم تشعر بالضغط والمطالبة ببطولة، وخصوصاً أن الفتح سبق وأن حقق الدوري مع ابن جلدتك فتحي الجبال؟
- عندما تسلمت فريق الفتح كنت سعيداً بثقة الإدارة في قدرتي على انقاذ الفريق بعد موسم ونصف من النتائج السلبية وكان الهدف هو استرجاع الاستقرار الفني الذي تعود عليه الفريق، لا تحقيق بطولات أو تحقيق الدوري من جديد على الأقل في مرحلة أولى.
ولكن للأسف رغم ان الفريق منذ استلامي له تغيرت نتائجه للأفضل وانهى الموسم الاول ترتيب سادس ثم تطور هذا الموسم إلى خامس الدوري، رغم كل الصعوبات التي واجهناها على مستوى التصرف في الرصيد البشري المتاح فإن ذلك مر مرور الكرام ولم يأخذ حقه.
- على الرغم من تقديم الفتح لمستويات جيدة الإ أنه خسر نقاطاً سهلة في الدوري وكذلك خرج من كأسي الملك وولي العهد من فرق بالدرجة الأولى ماهي الأسباب؟
- تقريباً النقاط السهلة التي خسرها الفريق طيلة الدوري كانت اغلبها إثر اخطاء تحكيمية داخلة في كرة القدم، ومنها ركلات جزاء لم تحسب للفريق او كروت غير مستحقة أخذها اللاعبين. والسبب الثاني هو عدم استقرار التشكيل حيث تغيرت التشكيلة الأساسية في ٢٥ مباراة من الدوري بمعدل ثلاثة لاعبين في كل مبارة بسبب الإصابات او الغيابات أو الإيقافات، وهو السبب الرئيسي الذي تسبب في خروجنا من كأسي ولي العهد والملك، وللتذكير مباراة كأس ولي العهد شاركنا بفريق أغلبه من الأولمبي وجل الأساسيين لم يكونوا مؤهلين ادارياً حتى أنني غيرت سلام شاكر اثناء عمليات الإحماء، ثم خرجنا بركلات الترجيح وهي تعد ركلات حظ؛ أما في مباراة كأس الملك فالفريق غاب عنه خمسة عناصر أساسية ولسنا الوحيدين من فرق دوري المحترفين الذين خرجوا من فرق دوري الدرجة الأولى خصوصا خلال هذا الموسم.
الدوري السعودي هو الأول
- تردد في الوسط الرياضي «أن الفتحاويين أهدوا النقاط الثلاث لهجر لئلا يهبط» تعليقك على مثل هذا الحديث؟
- الفتح فريق كبير ومحترم لا يساوم في المباريات ويحترم الميثاق الرياضي. ومباراة هجر الدور الثاني هزمنا فيها بركلة جزاء تحصل عليها هجر، ولم نوفق في الاستفادة من الكم الهائل من الفرص التي اتيحت لنا طيلة اللقاء، ثم ان هجر في بداية الدور الثاني كان متغير ١٠٠٪ بلاعبيه وجهازه الفني ودخل كله رغبة في إنقاذ موسمه وفاز بعدها على الخليج في الدمام.
- بعد تجربتك مع هجر والفتح كيف رأيت الدوري السعودي والتجربة الاحترافية فيه؟
- الدوري السعودي هو الأول خليجياً وعربياً، وواحد من أبرز الدوريات على المستوى الآسيوي، فالمستوى الفني فيه مرتفع ويملك قوة إعلامية كبيرة ومؤثرة انا معجب بها أشد الإعجاب.
- من خلال معايشتك للاعب السعودي لفترات طويلة بماذا يتميز وماهي سلبياته؟ ومن أعجبك من اللاعبين السعوديين واللاعبين المحترفين ؟
- اللاعب السعودي مهاري وسريع لكن تنقصه القوة البدنية ولا يحبذ العمل البدني في التدريب.
ونال إعجابي كثير من اللاعبين السعوديين أمثال حسين المقهوي لاعب وسط الأهلي، وعبدالمجيد الرويلي من التعاون، ومحمد الفهيد في الفتح، وسلمان المؤشر مهاجم الأهلي، وياسر الشهراني من الهلال.
أما بالنسبة للمحترفين الأجانب فعمر السومة مهاجم الأهلي يعد الأبرز، ولاعب الفتح التون جوزيه، والبرازيلي مانويل ساندرو وزميله جهاد الحسين لاعبي التعاون، ومهاجم الاتحاد ريفاس، وادواردو لاعب نادي الهلال.
- هل ترشح أحداً من اللاعبين السعوديين للاحتراف الخارجي؟
- ياسر الشهراني، وسلمان المؤشر، وحسين المقهوي، وغيرهم الكثير.
- ومن يعجبك من الفرق السعودية وما أصعب مباراة واجهتك الموسم الماضي؟
- معجب بناديي الهلال والأهلي في هذا الموسم فقد قدما أداء ومستويات متميزة توجاها بتقاسم الألقاب الأربعة بينهما بالتساوي وهي نتيجة منطقية لما قدماه، أما أصعب مباراة واجهتها الموسم الماضي كانت أمام التعاون الدور الأول والتي فزنا فيها ١/٠ رغم الورقة الحمراء منذ الشوط الاول التي أجبرنا بسببها أن نلعب بنقص عديدي طيلة ٥٥ دقيقة.
العلاقة مع اللاعبين أي الأهم؟
- هناك علاقة خاصة بين البياوي والمحترف البرازيلي ايلتون جوزيه كيف تصفها؟
- علاقتي جدا ممتازة مع ايلتون ومع كل اللاعبين حتى انني استغرب جداً لما يسوقه البعض من أن علاقتي متوترة مع اللاعبين او أنني عصبي المزاج وهذا أراه ظلما بحقي، حيث من المستحيل أن تتحقق مثل هذه النتائج الطيبة او ترى شخصية فريق قوية إذا لم تكن علاقة المدرب واللاعبين فيها كثير من الاحترام والمحبة والتكامل.
ومن المستحيل ان تستمر علاقة اي مدرب مع أي نادي لمدة سنتين إذا لم تكن العلاقات الإنسانية على مستوى عالٍ من الحب والثقة. ثم إنّ أسلوبي في التسيير والتوجيه بعيد كل البعد عن العصبية، أو التوتر بل بالعكس اعتبره المحفز للاعب على العطاء أكثر خصوصاً على المستوى الذهني والتركيز، وعموماً علاقتي باللاعبين أعتبرها نقطة قوة المدرب ناصيف البياوي وخير من يجيب على هذه النقطة هم كل من تدرب عندي وعمل معي من اللاعبين.
- في لقاء الفتح والهلال في الدور الثاني والذي انتهى بالتعادل ٣/٣ شاهدناك منفعلاً على غير المعتاد ماسبب ذلك؟
- في لقاء الفتح والهلال انفعلت نوعاً ما بسبب الورقة الحمراء المجانية التي تحصل عليها لاعب الوسط أحمد مبارك في الربع الساعة الأخيرة من المبارة والفريق كان متقدما فيها بالنتيجة ٣/٢، ثم رغم هذا النقص صمدنا لنقبل هدف التعادل بسبب تضييع التركيز في وقت قاتل كان بإمكاننا تحقيق فوز كبير في ذلك اليوم.
- نشاهد مستوى الفتح متذبذب فأحياناً يكون في القمة ويقدم مستوى لافتاً وأحياناً العكس ماسبب ذلك؟
- الفتح خلال هذا الموسم قدم موسماً رائعاً ومستقراً فنياً وخير دليل أنه تحصل على١٩ نقطة في الدور الاول وأنهاه خامساً في الترتيب ثم تحصل على ٢٢ نقطة الدور الثاني وانهى الدور في الترتيب الثالث لينهي موسمه خامس بـ ٤١ نقطة بالمجمل العام، كأفضل ثاني موسم في تاريخه بعد السنة التي حقق فيها الدوري.
في الدوري فزنا على المنافسين المباشرين لنا ذهاب وعودة وابرزهم التعاون، الوحدة، نجران، الفيصلي وفزنا على النصر تعادلنا ذهاباً وعودة مع الاتحاد وكنّا الأقرب للفوز، وتحصلنا على أربع نقاط من الخليج والرائد سجلنا ٣٥ هدفاً وقبلنا ٢٨ كثالث أحسن منظومة فريق في الدوري، وكل هذا على الرغم من تغير التشكيلة خلال ٢٥ مباراة في الدوري، وكما أوضحت ذلك سابقاً مما يعني أنني في النهاية لا أوافق تماماً كل من قال إن الفتح يقدم مستوى متذبذباً، ولعل هذه هي ضريبة الفتح الذي فاز بالدوري من ثلاثة مواسم تجعل كل ما يقدم من مستويات ونتائج فنية لا يأخذ حجمه الحقيقي.
- بعد الرحيل من الفتح هل تلقيت عروضاً من أندية الدوري السعودي؟
- للأسف التأخير الذي حصل في إعلان نادي الفتح على عدم التجديد، وتعاقدهم مع مدرب جديد اضاع علي عدة عروض كانت وصلتني ولم أحسم فيها الأمر احتراماً لارتباطي المعنوي بالإدارة الفتحاوية، وكنت أتمنى ان تكون الأمور أكثر وضوحاً وشفافية.
- ختاماً ما هي طموحات وأمنيات ناصيف البياوي في مجال التدريب والتي تتمنى الوصول إليها وتحقيقها؟
-
الحمد لله خلال أربعة مواسم متتالية في السعودية حققت بطل الدوري كمدرب مساعد ثم بطل الدرجة الأولى كمدير فني، ثم في الموسم الثالث سادس الدوري الممتاز كمدير فني وتحقيق مشاركة خارجية ثم في الموسم الرابع خامس الدوري السعودي، وكنت منافساً جدياً على مقعد آسيوي حتى اللحظات الأخيرة من الدوري؛ إضافةً لتقديم عدداً من اللاعبين المميزين للواجهة في هجر «أحمد الناظري، وفيصل الخراع ورياض البراهيم وفيصل العرفج وعبدالهادي الدوسري، وغيرهم»، وفي الفتح محمد الفهيد وحمد الجهيم وعلي آل بليهي وعبدالله البلادي»، وإن شاء الله تتحقق لي الفرصة من جديد في المنافسة ضمن الدوري السعودي للمحترفين لإثبات قدراتنا التدريبية وشخصيتنا الهادئة العاشقة الشغوفة بكرة القدم.