أبعاد الخفجى-محليات:
أنهت الشركة المنفذة لمشروع الساحات الشمالية للحرم المكي، أعمال تهيئة نفق جرول الجديد للمشاة، والذي يربط الحرم المكي الجديد بالجهة الغربية للمنطقة المركزية بأقل من 900م.
وسحبت الشركة المنفذة بقايا معدات البناء والتشييد، ووفرت لوحات ومستلزمات السلامة، لتشغيل النفق أمام المشاة من قاصدي بيت الله الحرام منتصف رمضان الجاري، ولمدة 20 يوماً استثنائيا تمتد إلى ثالث أيام عيد الفطر المبارك، وذلك ضمن سلسلة الإجراءات التي تصب في تحقيق توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، بالاستفادة من مرافق توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي.
ويختصر النفق أكثر من 3000م لوصول المعتمرين والمصلين إلى الحرم المكي باستخدام النفق الأهم، الذي يربط منطقة موقف النقل العام بتوسعة الساحات الشمالية الجديدة، وتحديداً ببوابة الملك عبدالله وبمدة زمنية لا تزيد عن عشر دقائق مشياً على الأقدام.
وعملت الشركة المنفذة، على الاستفادة من مكونات النفق بتشغيل نظام التكييف المتطور، الذي سيواجه حرارة الطقس ويقوم بتلطيف الأجواء داخله.
ويحقق النفق أبعاداً أمنية وخدمية راقية، فهو مزود بنظام الطوارئ والحريق، ويتكون من مسارين، المسار الأول مخصص للجهات الأمنية والخدمية والإسعافية، والمسار الثاني مخصص للمشاة.
ووفرت الشركة المنفذة فرقاً أمنية مساندة لرجال الأمن لتوجيه الحشود من خلال توحيد اتجاهات المشي ومنع دخول العربات الجائلة والدراجات النارية والهوائية والباعة الجائلين والمتسولين.
ويحقق النفق أحلام كبار السن والعجزة وأصحاب الاحتياجات الخاصة في الوصول إلى الحرم المكي لأداء مناسك العمرة وصلاة القيام بعيداً عن عوادم السيارات وضجيج زحام الشوارع وطول الطرق المتعارف عليها.
من جهة أخرى يترقب موردون وتجار وباعة المواد الغذائية تشغيل النفق الذي سيحقق انتعاشة واضحة تنعكس على أسواق المواد الغذائية والفواكه والخضار والبهارات والمكسرات والتمور في محلات وحلقة خضار حي جرول التاريخي الذي أصبح من أقرب الأسواق الشعبية للحرم المكي بفعل المتغيرات التي طرأت على الخريطة المكية بعد موجة الإزالة التي طالت معظم المناطق المحيطة بالحرم المكي.
ملمح استثماري واقتصادي آخر يحققه تشغيل نفق جرول أمام المشاة هو استفادة الفنادق القريبة من أحياء العتيبية والبياري وجرول والزاهر حيث يمكن النفق نزلاء فنادق تلك الأحياء من التردد على الحرم المكي بمسافة أقل وزمن مختصر.
وتوقع عقاريون أن ترتفع قيمة العقارات التجارية والفندقية والسكنية القريبة من النفق بنسبة لا تقل عن 40% بعد التشغيل النهائي للنفق بمجرد الانتهاء من أعمال التوسعة للساحات الشمالية للحرم المكي والمشروعات المرتبطة بها، فيما سيكون المعيار الأهم قرب العقار من النفق الجديد.
وحول نفق جرول أحياء شعبية غارقة في العشوائية إلى مناطق تسوق وفندقة نظرا لقرب تلك الأحياء من الطرق الدائرية مؤدية إلى جدة والمدينة المنورة ومطار الملك عبدالعزيز الجديد.