أبعاد الخفجى-رياضة:
انقضى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب السوبر السعودي، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب “دوري عبداللطيف جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران.
فرق ظهرت بمستويات مميزة وأخرى خذلت أنصارها بنتائجها الباهتة، ادارات لفتت الأنظار بعملها ومثلها طالب المدرج برحيلها، مدربون الغيت عقودهم وآخرون اختاروا طريق الاستقالة، لاعبون أجانب ساهموا في تتويج فرقهم بالذهب بينما كان اقرانهم بمثابة “المقالب”.
مفاجأة الموسم
التعاون هو “الحصان الأسود” للموسم الرياضي المنصرم وعريسه غير المتوج الذي لقي إشادة الشارع الرياضي السعودي بالكامل باتفاقه على تميز هذا الفريق وجمال أدائه، وعندما تتحدث لغة المنطق “لغة الأرقام” فإنها تنصف “سكري القصيم” الذي أبهر الجميع بمستواه الرائع وانتصاراته المتتالية.
عندما تريد أن تصف موسم التعاون فإنك حتماً ستحتار لمن تمنح النجومية هل المجلس التنفيذي هو النجم أو المدرب البرتغالي غوميز أو نجوم الفريق الذين قدموا أروع وأجمل مستوياتهم خلال الموسم المنتهي، الجميع في التعاون كان مميزاً ومن الصعب أن ترى نجما يسطع أكثر من الآخرين.
التعاون ومجد آسيوي جديد
توج التعاون تميز موسمه باحتلاله المركز الرابع في سلم ترتيب الدوري وهو إنجاز يحسب للفريق في ظل ماضيه وتاريخه، كونه لم يحصل على هذا المركز سابقاً.
على الرغم من البداية الصعبة للتعاون في الدوري وهو يواجه الأهلي إلا أنه أرسل أولى رسائل التحذير لكافة فرق الدوري السعودي حين تعادل معه بنتيجة صفر-صفر، وهو الذي حرمه من الدوري في نسخته قبل الأخيرة بتعادله معه، وواصل بعدها التعاون توجيه رسائل التحذير بانتصارات كبيرة منها الفوز على القادسية بنتيجة 5-1 وعلى نجران بنتيجة 4-1.
وجاءت بداية التعاون في الدور الثاني كانت قوية بتعادله مع الأهلي 2-2 وتحقيقه ثلاثة انتصارات متتالية على الفيصلي ونجران والهلال، ثم تراخى جولتين وعاد ليتخم شباك الشباب بأربعة أهداف نظيفة، ليبدأ بعدها تذبذب النتائج بالفوز تارة والتعادل تارة والخسارة تارة أخرى حتى أنهى الفريق مشواره في الدوري محتلاً المركز الرابع مسجلاً 54 هدفاً كثاني أقوى خط هجوم في الدوري.
خروج باكر من كأس ولي العهد
لم يكن التعاون مرشحاً لمغادرة كأس ولي العهد من أدوار مبكرة إلا أن مواجهته مع بطل كأس ولي العهد “الهلال” عجلت برحيله في مباراة قدم فيها لاعبه مستوى كبير خسروا معه بنتيجة 2-1.
مفاجأة كأس خادم الحرمين
دفع التعاون ثمن تركيزه الكامل على الدوري بخروج مفاجئ وباكر من كأس خادم الحرمين الشريفين ومن أول مباراة أمام المجزل بنتيجة 1-2 ضمن دور الـ32 من البطولة.
غوميز والرويلي أبرز الإيجابيات
رغم تميز كافة المنتمين للتعاون في الموسم المنصرم إلا أن هناك نجوماً ظهرت أكثر بريقاً من بين بقية النجوم، والحديث لابد أن يبدأ من عند العقل المدبر للفريق البرتغالي الذكي جوزيه مانويل غوميز الذي حط رحاله في القصيم قبل موسم ونصف وكانت بدايته متميزة مع الفريق ولمساته واضحة عليه مما جعل إدارة محمد القاسم تجدد الثقة فيه.
ونجح غوميز في توظيف اللاعبين بشكل صحيح وإظهار كل مالديهم من إمكانيات ومهارات.
وعند الحديث عن تميز التعاون لا بد أن نقف عند لاعب خط الوسط عبدالمجيد الرويلي الذي نجح في إعادة إكتشاف نفسه بعد تجربة لم تكن ناجحة مع الشباب ليتحول للاعب هداف وصانع العاب بارع ومنفذ متميز للركلات الثابتة، ومن أول موسم له مع التعاون حقق “هداف الفريق” إنجازاً كبيراً كأكثر لاعب سعودي سجل أهدافاً من كرات ثابتة في تاريخ الدوري السعودي بتسجيله ثماني ركلات حرة بالإضافة إلى هدف من ركلة جزاء وأربعة أهداف من كرات متحركة لتكون محصلة أهدافه 13 هدفاً في الدوري بالإضافة إلى صناعته لهدفين.
نقص الخبرة نقطة ضعف التعاون
عندما تبحث عن سلبيات فريق التعاون فلن نجد الكثير فالعمل في قطب القصيم “الأصفر” كان متميزاً على كافة الأصعدة، وقد تكون الخبرة خذلت التعاون في التعامل مع بعض المباريات والدليل على ذلك أن تحقيق الفريق لفوز كبير دائماً يليه انتكاسه للخلف بعد الفوز على الهلال بنتيجة 3-1 تعادل التعاون مع ضيفه الخليج بنتيجة 1-1، وبعد فوزه على نجران 4-1 خسر نقطتين أمام النصر بتعادله 3-3، وبعد فوزه على هجر 4-1 خسر من الفتح بنتيجة صفر-1، هذه أمثلة ثلاث على ذلك وبالنظر في جدول مباريات الدوري فإن هذه الحالة استمرت مع التعاون حتى النهاية.
ولعل هذا الأمر يعود لنقص الخبرة الذي يؤهله للتعامل مع كل جولة على حدة.
الاستقرار الفني وتميز الأجانب
بوادر النجاح في التعاون كانت ظاهرة من الموسم قبل الماضي حين كان أجانبه وخلفهم غوميز علامة فارقة بين الفرق، ولأن العمل مميز تم الإبقاء على أجنبيين هما المهاجم الكاميروني بول ايفولو وصانع الألعاب السوري جهاد الحسين والبحث عن إثنين أميز ممن تم إستبعادهم فتم إستقطاب محور الارتكاز البرازيلي ساندرو مانويل بالإضافة إلى المدافع البرتغالي ريكاردو ماكادو، وتم تطعيم الفريق ببعض الأسماء المتميزة مثل عبدالمجيد الرويلي من الشباب وأحمد الزين من أبها وربيع سفياني من النصر مع الإبقاء على غوميز.
المجلس التنفيذي علامة فارقة
إن كانت هناك تجربة تستحق التعميم في الأندية السعودية فلا يوجد أفضل من تعميم تجربة التعاون مع مجلسه التنفيذي الذي يعتبر العقل المدبر والداعم الأول للنادي، تجربة رائعة نقلت التعاون من فريق يضع هدفاً واحداً له في كل موسم وهو البقاء في الممتاز إلى فريق يصارع على مراكز المقدمة.
والمجلس التنفيذي الذي يضخ الملايين في خزينة النادي هو المسؤول عن رسم الخطط المستقبلية للنادي وهذا أمر نادر في الأندية السعودية التي تعمل على خطط قصيرة الأمد لا تتجاوز الموسم والموسمين.
رحيل غوميز يعكر صفو التعاونيين
عكر غوميز أفراح التعاونيين بفريقهم المتميز حين لوح بالرحيل مطالباً أياهم بفسخ عقده الممتد لعام 2018م، بعد اتفاقه مع رئيس النصر فيصل بن تركي على تدريب النصر الموسم المقبل، قبل أن توأد الاتفاقية ويطير غوميز لمعقل “أبطال الدوري والكأس” الأهلي الذي أعلن رسمياً التعاقد معه.
المقعد الآسيوي ثمرة موسم مميز
قطف التعاونيون ثمرة نجاح موسمهم بحصولهم على مقعد آسيوي يخول لهم المشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، وهذا الإنجاز يعد الأول في تاريخ التعاون بالمشاركة في المحفل القاري الكبير بعد إحتلاله المركز الرابع في سلم ترتيب أندية دوري “عبداللطيف جميل” للمحترفين”.
وسيبدأ “سكري القصيم” مشواره الآسيوي في مرحلة الملحق كون الأندية السعودية حصلت على ثلاث مقاعد ونصف في نسخة 2017م من دوري أبطال آسيا، وبذلك يكون التعاون أول ناد من أندية القصيم يشارك في مناسبة قارية رسمية.
التقييم الفني لموسم التعاون
وصف المدرب الوطني تركي السلطان موسم التعاون بالناجح، جاء ذلك خلال تقييمه الفني لموسم التعاون وتحدث قائلاً: “بالتأكيد يعد موسماً ناجحاً للتعاون من جانب النتائج وكذلك على الجانب الفني وحتى على مستوى ترتيب الفريق في الدوري وخطفه مقعد في دوري أبطال آسيا خاصة إذ تمت مقارنتها بمواسم سابقة للتعاون، فهذا الموسم يعد ناجح على الأصعدة كافة فنية وإدارية وحتى على مستوى اللاعبين المحليين والأجانب”.
وواصل السلطان حديثه قائلاً “العمل في التعاون تكاملي مابين الجهاز الفني والجهاز الإداري وأعضاء شرف النادي والإختيارات الفنية الجيدة على مستوى اللاعبين الأجانب وعلى مستوى اللاعبين المحليين، الأهم من ذلك هو الاستقرار على الجهاز الفني بقيادة غوميز من الموسم قبل الماضي حين حضر في منتصف الدوري وأكمل مسيرته ليبدأ بداية قوية جراء الاستقرار الفني الذي يلعب دوراً كبيراً في أن المدرب يتعرف على إمكانيات اللاعبين والفريق، ويدرك احتياجاته والأسلوب الذي يتوائم مع إمكانيات اللاعبين وطريقة اللعب ويعرف امكانيات الفرق الأخرى وأسلوب لعبها، كل هذه الأمور انعكست بشكل إيجابي على سكري القصيم”.
واضاف “أحد أسباب تميز التعاون هو تعامل إدارة النادي وأعضاء الشرف مع اللاعبين واهتمامهم بهم ولنا في حادثة عبدالمجيد الرويلي العام الماضي مثال حين تعرض لحادث مروري قوي، لكن وقفة التعاونيين كانت متميزة معه مما إنعكس عليه ايجابياً”.