أبعاد الخفجى-رياضة:
انقضى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب السوبر السعودي، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب “دوري عبداللطيف جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران.
فرق ظهرت بمستويات مميزة وأخرى خذلت أنصارها بنتائجها الباهتة، إدارات لفتت الأنظار بعملها ومثلها طالب المدرج برحيلها، مدربون ألغيت عقودهم وآخرون اختاروا طريق الاستقالة، لاعبون أجانب ساهموا في تتويج فرقهم بالذهب بينما كان أقرانهم بمثابة “المقالب”.
موسم جيد لـ “ابناء النخيل”
قدم الفتح نفسه في الموسم الماضي واحداً من الفرق المتطورة عن آخر موسمين، إذ تمكن مدربه التونسي ناصيف البياوي من قيادته نحو تحقيق نتائج إيجابية خصوصاً في “دوري عبداللطيف جميل”، جعلته منافساً على حجز مقعد للمشاركة في دوري ابطال آسيا الموسم المقبل، وتمسك الفتح بالمنافسة حتى آخر جولة، قبل أن يخسر المقعد الآسيوي بفارق اربع نقاط لمصلحة التعاون، فيما تعتبر مشاركته الفتح في بقية البطولات متواضعة إلى حد كبير.
واستفاد “ابناء النخيل” من الاستقرار الفني والإداري داخل الفريق بقيادة رئيس النادي احمد الراشد والمدرب ناصيف البياوي الذي يعرف الفريق جيداً كونه تواجد في فترة سابقة مساعداً للمدرب الأسبق التونسي فتحي الجبال، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على نتائج ومستويات الفريق، أما على صعيد الأسماء الأجنبية فالإدارة لم توفق إلى حد ما، باستثناء قرارها بالتمسك بصانع اللعب البرازيلي التون، والتعاقد مع المدافع الدولي العراقي سلام شاكر، وتواجد منذ بداية الموسم ايضاً لاعب الوسط الصربي ستايفتش والمهاجم البرازيلي جوسيمار، لكن الإدارة الغت عقديهما، واستبدلتهما بلاعب الوسط العاجي جيبالا والمهاجم الفنزويلي فالكون خيمينيز، وعلى صعيد الاستقطابات المحلية احسنت الإدارة صنعاً عندما كسبت خدمات المهاجم حمد الجهيم، إذ كانت له بصمة واضحة مع الفريق وقاد هجومه بتألق لافت للنظر.
مشاركة مميزة في الدوري
حامل لقب الدوري عام ٢٠١٣م ابتعد عن المنافسة منذ ذلك التاريخ، ففي الوقت الذي استبشرت فيه جماهيره على وجه الخصوص والجماهير السعودية عموماً بمولد منافس جديد على البطولات بعد المستويات والنتائج التي قدمها قبل ثلاثة مواسم في الدوري، إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب تراجع النتائج الفريق بعد ذلك، لكن ماقدمه “النموذجي” في النسخة الأخيرة من “دوري عبداللطيف جميل” يعتبر افضل مقارنة بالنسخ السابقة، إذ نافس على المقعد الآسيوي، واستمرت المنافسة حتى الرمق الأخير، وبالتحديد الجولة الأخيرة التي جمعته مع بطل الدوري، وفي بعض لحظات الجولة كانت بطاقة التأهل في يده، لكن في النهاية خسر من الأهلي وفاز منافسه التعاون على الاتحاد وطار ببطاقة التأهل، وانهى الفتح موسمه خامساً خلف الأهلي والهلال والاتحاد والتعاون، إذ حصد ٤١ نقطة من ١١ انتصارا وثمانية تعادلات، بينما خسر سبع مباريات، وتمكن من تسجيل ٣٥ هدفاً، فيما تلقت شباكه ٢٨ هدفاً، وتعتبر هذه المشاركة هي افضل ثاني مشاركة في تاريخه بعد تلك التي حقق فيها اللقب.
خروج مفاجئ على يد النهضة
لم يكن اكثر الفتحاويين تشاؤماً يتوقع أن يودع فريقه كأس ولي العهد من دور الـ ٣٢ على يد النهضة أحد فرق دوري الدرجة الأولى، إلا أن ذلك حدث بالفعل رغم أن “النموذجي” لعب على ارضه وبين انصاره، وانتهت المباراة بركلات الترجيح ٥-٤ بعد تعادل الفريقين في الأوقات الأصلية والإضافية ١-١.
الحزم يخيب آمال الفتحاويين
لم يختلف حال الفتح في كأس خادم الحرمين الشريفين عما كان عليه في كأس ولي العهد، إذ واصل نتائجه المخيبة للآمال وفقد المنافسة عندما اقصي من البطولة باكراً على يد احد اندية دوري الدرجة الأولى ايضاً “الحزم”، وانتهت المباراة التي جمعتهما بفوز الأخير ١-صفر.
الجهيم وشاكر إضافتان
يعتبر احتلال المركز الخامس في الدوري السعودي مكسباً قياساً على إمكانيات الفتح، ومن بين المكاسب التي حققها الفريق الشرقي المهاجم حمد الجهيم الذي تألق في الهجوم وسجل عددا كبيرا من الأهداف الحاسمة، كما كسب الفتح المدافع العراقي سلام شاكر الذي شكل علامة فارقة في دفاع الفريق.
إدارياً اثبتت الإدارة بأنها ملمة بالأنظمة واللوائح بعد أن كسبت قضية اللاعب علي البليهي وثبتت نقاط الفوز على الخليج ٢-صفر، وفي التفاصيل ان الخليج احتج على مشاركة اللاعب بسبب عدم نظاميتها -حد وصف الخلجاويين-، وهو مادفع لجنة الانضباط إلى سحب النقاط الثلاث من الفتح ومنها للخليج، لكن “النموذجي” استأنف القرار ونجح في استعادة نقاط المباراة.
سوء الأجانب
لم توفق إدارة النادي في تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب، إذ خسرت في بداية الموسم لاعبين اثنين بسبب إخفاق لاعب الوسط الصربي ستايفتش والمهاجم البرازيلي جوسيمار، كما أنها وقعت في ذات الخطأ من خلال جلب المهاجم الفنزويلي خيميز، كونه لم يختلف كثيراً عن سابقيه.
ومن الأمور السلبية التي تسجل على الفريق في الموسم المنصرم قرار الإدارة بعدم تجديد عقد البياوي الذي برهن على امكانياته وتميزه ومعرفته بالفريق وخفاياه من خلال قيادته من منطقة المؤخرة في اول موسم إلى المركز السادس، ومن ثم المنافسة في الموسم الماضي على مقعد آسيوي، لكن ذلك لم يشفع له بالاستمرار واختارت الإدارة أن تتجه نحو المدرسة الأوروبية بتعاقدها مع المدرب البرتغالي سابينتو.
احصائيات وارقام
- لعب الفتح ٢٨ مباراة هذا الموسم في البطولات الثلاث التي شارك فيها، حقق خلالها ١١ فوزاً، أي ان نسبة فوزه ٣٩.٣ في المئة، وخسر تسع مباريات بنسبة ٣٢.١ في المئة، اما التعادلات فبلغت ثماني مباريات بما نسبته ٢٨.٦ من مجموع المباريات التي لعبها.
- سجل الفتح هذا الموسم ٣٦ هدفاً، في المقابل دخل في مرماه ٣٠ هدفاً.
باخشوين: البياوي “ضربة معلم”
وقال المدرب الوطني عمر باخشوين تعليقاً على موسم “النموذجي”: “الفتح اختلف تماماً بعد تحقيق البطولة عام ٢٠١٣م، الإدارة لم تستطع الصمود امام الاغراءات المادية في بيع عقد النجوم، بالإضافة إلى عدم مقدرتها على استقطاب لاعبين يدعمون الفريق خصوصاً الأسماء الأجنبية، هذا الشي اثر على الفتح في المواسم الأخيرة، بعد اعادة نصيف البياوي بحكم انه يعرف الفريق جيداً استطاع أن يعدل بعض الامور لكن من الصعب أن يدخل الفتح في المنافسة بدون أن يتم دعمه بلاعبين أجانب مميزين ومحليين كذلك في بعض الخانات”.
وأضاف: “تطور الفتح بعد قدوم البياوي في الفترة الاخيرة والمركز الخامس في الدوري جيد، بالنسبة لمباريات الكؤوس بشكل عام تحدث فيها مفاجآت وخروج الفتح من كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين يعتبر طبيعيا، التون لاعب مميز لكن بقية الأجانب بإمكان الفتح أن يحضر الأفضل، شخصياً أنا ضد تغيير المدربين خصوصاً إن كان الفريق متميزا ومستمرا في تصاعد الأداء، لأن ذلك مؤشر على عمل المدرب المميز ومعرفة اللاعبين لأسلوبه، وهذا يعني بأن الفريق بحاجة إلى دعم مختلف عن تغيير المدرب، كالتعاقدات المميزة المحلية والأجنبية، لكن لا نعلم من الممكن أن يعود التغيير لأمور خاصة بين الطرفين ولا نقدر نجزم لاننا لا نعلم عن السبب الرئيسي”.
واختتم باخشوين بقوله: “من الأمور الايجابية هي عودة الفتح للمنافسة في ظل وجوده بمركز متأخر، كان يبحث عن رابع الدوري، وعودته للمنافسه بقوة في اخر الموسم يعتبر ايجابيا للمدرب واللاعبين، وشاهدنا كيف كانوا منافسين لآخر لحظة على مقعد اسيوي، من الصعب تجد فريقا في وسط الدوري لاخر مباراة ينافس، هذا يبرهن على أنهم مؤمنون بأنه لا يوجد يأس في كرة القدم”.