أبعاد الخفجى-رياضة:
انقضى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب “السوبر السعودي”، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب “دوري عبداللطيف جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران.
فرق ظهرت بمستويات مميزة وأخرى خذلت أنصارها بنتائجها الباهتة، ادارات لفتت الأنظار بعملها ومثلها طالب المدرج برحيلها، مدربون أُلغيت عقودهم وآخرون اختاروا طريق الاستقالة، لاعبون أجانب ساهموا في تتويج فرقهم بالذهب بينما كان اقرانهم بمثابة “المقالب”.
وللحديث عن اوضاع ثامن الدوري النصر نجد أنه عاش موسمين سعيدين بتحقيق الدوري مرتين على التوالي بعد انقطاع طويل عن معانقة الذهب، ولكنه تعرض لهزة كبيرة جراء خسارته أمام غريمه التقليدي الهلال في نهائي كأس خادم الحرمين للأبطال بركلات الترجيح، وما إن أفاق من صدمته إلا ووجد نفسه يدفع ثمن تأخر الإعداد للموسم الرياضي بخسارته في سوبر “عاصمة الضباب” لندن ومرة أخرى من أمام الهلال بنتيجة صفر-1 في مباراة ظهر فيها الفريق الأصفر بمستوى باهت وأداء لياقي ضعيف مما أعطى مؤشراً أولياً على موسم النصر الشاق.
ولأن للسوبر اللندني اعتبارات خاصة وأولويات كثيرة فإن النصر عانى الأمرين جراء هذه الخسارة التي أدخلته في نفق مظلم مع إنطلاق منافسات الدوري بالإضافة إلى كأس ولي العهد.
من الأول إلى الثامن
انعكاس “السوبر” كان واضحاً على لاعبي النصر الذين عجزوا عن تحقيق الانتصار في أول جولتين رغم مواجهتهم لهجر والقادسية وتعادل في المباراتين صفر-صفر و2-2 على التوالي، لتبدأ علامات الاستفهام بالظهور فكيف لحامل لقب آخر نسختين أن يسجل هذه البداية المخيبة للآمال بتعادلين أشبه بالخسارة، وما إن وقف على قدميه بفوزه على نجران بنتيجة 2-صفر حتى تلقى ضربة موجعة من الأهلي وخسارة كبيرة قوامها 2-4، ليواصل مشواره المتذبذب مابين التعادل تارة والخسارة تارة أخرى والفوز في القليل من المباريات، لينهي “الأصفر” الدور الأول في المركز الثامن واضعاً معه الكثير من علامات التعجب.
بداية الدور الثاني كانت مشابهة للأول، ولم يتذوق النصر فيها طعم الفوز إلا مرة واحدة خلال الجولات السبع الأولى، وبعد فوزه على التعاون بنتيجة 3-2 عاد للتراجع مرة أخرى خاسراً عددا من المباريات ومتعادلاً في أخرى، في الجولة قبل الأخيرة فجر النصر غضبه في شباك الاتحاد وانتصر عليه بنتيجة 5-صفر قبل أن يتلقى خسارة من الشباب 1-2 في آخر مباريات الدوري.
محصلة النصر في الدوري كانت المركز الثامن وسجل لاعبوه 39 هدفاً في المقابل استقبلت شباكه 33 هدفاً، وعلى الرغم من البداية القوية في كأس ولي العهد بفوزه على المجزل بنتيجة 5-صفر في دور الـ32، وتكرار الفوز الكبير على النهضة بنتيجة 5-1 في دور الـ16، إلا أنه ذهب ضحية الشباب مودعاً الكأس بخسارته في دور الثمانية بنتيجة صفر-1 في الدقيقة الأخيرة من المباراة، لتكون محصلته من الأهداف في كأس ولي العهد هي عشرة لصالحه مقابل هدفين في مرماه.
مشاركة النصر في كأس خادم الحرمين الشريفين هي الأفضل في موسمه المنتهي بعد منافسته الشرسة في البطولة ووصله للمباراة الختامية لكنه خسر أمام عريس الموسم الأهلي بالهدف القاتل في الشوط الإضافي الثاني لتنتهي المباراة بنتيجة 1-2، وبدأ مشواره من دور الـ32 حين أتخم شباك الدرعية بنتيجة 7-صفر، وفي الخطوة الثانية واجه الشعلة وتجاوزه بصعوبة بـ2-1، ليواجه بعدها العروبة وينتصر بنتيجة 3-1، ليصعد إلى دور الأربعة ويواجه الاتحاد خارج ملعبه وبين جماهير منافسه لكن نجح في التفوق عليه بنتيجة 3-1 صعدت به إلى نهائي البطولة للمرة الثانية على التوالي.
محصلة النصر في البطولة 16 هدفا في المقابل استقبلت شباكه خمسة أهداف فقط.
تغيير المدربين
واصل النصر دفع فاتورة الإعداد المتأخر وأول ضحايا الموسم كان المدرب الأورغوياني خورخي داسيلفا الذي أقيل بعد خروج الفريق من كأس ولي العهد على يد الشباب ومضي أربع جولات لم يحقق فيها داسيلفا سوى فوز واحد، وعوضت إدارة الأمير فيصل بن تركي رحيل داسيلفا بالتعاقد مع المدرب الأيطالي فابيو كانافارو الذي لم يستمر حتى نهاية الموسم حسب الاتفاق بينه وبين الإدارة وذهب ضحية النتائج الضعيفة للفريق “الأصفر” في تلك الفترة، إذ تعادل في خمس مباريات وخسر في أربع مباريات وفاز في ثلاث مناسبات.
بوصلة الإدارة الصفراء عادت للخلف باحثة عن المدرب الإسباني راؤول كانيدا الذي سبق أن خاض تجربة تدريبية مع النصر قبل موسمين، ولم يحدث كانيدا الفارق الكبير للفريق فنياً وبقي يعاني الأمرين على مستوى الدوري فيما حقق تقدماً في كأس خادم الحرمين الشريفين بوصوله إلى النهائي.
علاوة على تدريب للثلاثي داسيلفا وكانافارو وكانيدا فإن مهمة التدريب أسندت في فترة وجيزة لمدرب الحراس الكولومبي هيغيتا.
من سلبيات الموسم النصراوي هو المستوى المخيب للآمال للمهاجم نايف هزازي الذي كلف خزانة النصر أكثر من 60 مليون ريال قادماً من الشباب إلا أنه لم ينجح حتى في حجز خانته بين لاعبي الفريق.
استقالة الرئيس
أعلن رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي استقالته من رئاسة النادي بعد خروج الفريق من البطولة الآسيوية وتراجع مستواه في المنافسات المحلية، واختار فترة ماقبل نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ليظهر ويقدم استقالته مطالباً أعضاء الشرف بعقد اجتماع عاجل لتعيين رئيس جديد بدلاً عنه، لكن أعضاء الشرف نجحوا في إقناعه بالعودة مرة أخرى لكرسي الرئاسة مقابل توفير الدعم المادي.
وعودة إلى إحصائيات الفريق نجد انه لعب 39 مباراة في موسمه المنتهي تقسمت بالتساوي إذ فاز في 13 مباراة منها بنسبة فوز 33 بالمئة، وتعادل في 13 مباراة أكثر من أي فريق آخر في الدوري السعودي الموسم الماضي، وخسر في 13 مباراة أيضاً، وسجل لاعبوه في البطولات كافة 70 هدفاً بمعدل تهديفي 1,79 هدف في كل مباراة، بينما استقبلت شباكه 54 هدفاً بمعدل 1,38 هدف لكل مباراة.
الهلال سبب المشكلة
أرجع المدرب الوطني خالد القروني تراجع النصر إلى تأخر الإعداد، وقال لـ”الرياض”: “من وجهة نظري أن خسارة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الهلال نهاية الموسم الماضي انعكست سلباً على استعداد الفريق النصراوي، الذي لم يكن بالشكل المطلوب في ظل قرب موعد مباراة “السوبر” مما أدى إلى خسارته مرة أخرى أمام الهلال في “السوبر” وهاتان الخسارتان ألقتا بظلالهما على استعداد الفريق وتسببتا في تراجعه في الدوري، خسارة بطولتين أثرت نفسياً على الفريق الذي كان بطلاً للدوري في آخر نسختين، وهذه النقاط تعتبر أهم أسباب تراجع مستواه”.
وأضاف: “الاستعداد غير الجيد وتداخل المسابقات مابين دوري وكأس ولي العهد والآسيوية جعلا النصر لا يظهر بصورة جيدة مما أدى إلى إقالة المدرب وبدء مرحلة عدم الاستقرار الفني بالإضافة إلى تعدد الإصابات في الفريق، وعلى الرغم من كل الظروف والتراجع الذي عانى منه النصر إلا أنه كان يرغب في أن يختم موسمه ببطولة وأدى أداءً متميزاً في كأس خادم الحرمين الشريفين ووصل إلى النهائي وقدم مستوى أكثر من جيد وخسر في الوقت القاتل من أمام الأهلي القوي”.
معاناة الصفراء تتواصل آسيوياً
لم تكن مشاركة النصر الآسيوية أفضل حالاً من موسمه المحلي، حين غادر باكراً من دوري المجموعات مكتفياً بجمع خمس نقاط من أصل 18 نقطة كانت متاحة له.
بداية المشوار القاري تعثر بالتعادل على أرضه وبين جماهيره مع بونيدكيور الأوزباكستاني بنتيجة 3-3، تبعها فوز “أصفر” في طشقند بنتيجة 1-صفر، ثم تعادل مع لخويا في الرياض 1-1 قبل أن يخسر في قطر بنتيجة صفر-4، وفي المواجهتين الأخيرتين خسر ذهاباً وإياباً من ذوب آهن أصفهان الايراني بالنتيجة ذاتها صفر-3.
المركز الثالث على مستوى المجموعة الثانية هو مركز النصر الذي ودع من خلاله البطولة بعد تسجيله خمسة أهداف ولكن شباكه اهتزت 14 مرة.