أبعاد الخفجى-سياسة:
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود خمسة ملايين سورى فى حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة يعيشون فى مناطق يصعب الوصول إليها، بزيادة قدرها مليون شخص عن التقديرات السابقة. وقال ستيفن أوبراين، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، فى كلمته أمام مجلس الأمن امس الخميس أن زيادة 900 ألف شخص إلى التقديرات السابقة، التى بلغت 4.1 مليون شخص، فى أبريل ، تعود بالأساس إلى انعدام الأمن فى عدد من المناطق. أضاف أوبراين، إن “هذه الزيادة الكبيرة تعود إلى عوامل عديدة، لكنها تعود بالأساس إلى إدراج مناطق فى محافظات حلب والحسكة والرقة نتيجة لغياب الأمن، ناهيك عن صعوبة وصول عمال الإغاثة إلى هذه المناطق”. كما تحدث أوبراين عن استمرار الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية فى سوريا فى انتهاك صارخ للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن.
وقال إن الأطباء العاملين فى المنظمات الحقوقية وثقوا 365 هجوما على 259 منشأة طبية فى أبريل الماضي، وأن 76 بالمائة من هذه الهجمات شنتها طائرات النظام السوري. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تلقت تقارير عن عدد أكبر من الهجمات على منشآت طبية منذ ذلك الحين. قال أوبراين: “هناك خطأ جوهرى فى عالم باتت فيه الغارات على المستشفيات والمدارس والمساجد والأسواق العامة، والمجموعات العرقية والمذهبية والدينية أمرا شائعا”. اتهم أوبراين أيضا تنظيم داعش، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد المواطنين الإيزيديين. مشيرا إلى أن آلاف الإيزيديين لا يزالون أسرى لدى التنظيم حيث تستخدم النساء فى كسبايا والأطفال يجرى تلقينهم واستخدامهم كجنود. وقال إن الآلاف من الرجال والفتيان الإيزيديين لا يزالون فى عداد المفقودين. قال أوبراين الأمم المتحدة وشركاؤها تمكنوا منذ يناير من تقديم مساعدات إنسانية إلى نحو 844325 سورى فى المناطق المحاصرة والتى يصعب الوصول، وحصل بعضها على المساعدات أكثر من مرة.
وأضاف: “على الرغم من أن هذا يشكل تقدما وموضع ترحيب، لكنه ليس سوى قدر ضئيل بالمقارنة مع مستوى المخاوف الحماية والاحتياجات والمعاناة فى المناطق المحاصرة والتى يصعب الوصول إليها”. تطالب الأمم المتحدة الآن بالوصول إلى أكثر من 1.2 مليون شخص فى 35 منطقة محاصرة ويصعب الوصول اليها فى يوليو، وطالب أوبراين الحكومة السورية “بالموافقة بشكل كامل ودون أى شروط”. أثنى أوبراين على جو كوكس، النائبة البريطانية التى قتلت الأسبوع الماضي، والتى قال عنها إنها “عملت دون كلل وبشجاعة وفاعلية، من أجل الأبرياء فى سوريا. وفى حديثه إلى الصحفيين فى أعقاب اجتماع مجلس الأمن، ألقى السفير السورى فى الأمم المتحدة بشار الجعفرى باللائمة على تركيا والسعودية وقطر والقوى الغربية فى زيادة معاناة الشعب السوري. وقال الجعفري: “إن فرض لتدابير اقتصادية أحادية، قسرية تضيف إلى الوضع المأساوى الدرامى فى سوريا فى الوقت الراهن، ينبغى لهذه العواصم الغربية أن تدرك أن بمقدورها مساعدة الشعب السوري، وتجنب المعاناة الإنسانية، من خلال رفع هذه العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السورى والحكومة السورية”.