أبعاد الخفجى-محليات:
شرع الراغبون في الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبوي في أخذ مواقعهم لاغتنام درة ليالي وأيام شهر رمضان وهي العشر الأخيرة.
الليالي الذهبية، وليالي العابدين، وأيام الانقطاع للعبادة، وساعات الخلوة مع الله، عبارات يمكن أن تطلق على ليالي وأيام الاعتكاف في الحرم المكي، التي جمعت مشاهير وأثرياء ورجال مال وأعمال ومسؤولين ببسطاء ومعدمين، ذابت بينهم الفروق وجمعتهم أخوة الدين، متجاورين ومتقابلين في بيت الله العتيق.
ووفقاً لتقديرات غير رسمية، فإن أكثر من 70 ألفا من المعتكفين والمعتكفات ستحتضنهم أروقة الحرمين الشريفين، وسط تأهب وجاهزية كبيرة من الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، لتنظيم واقع المعتكفين والحفاظ على المظهر العام للحرمين الشريفين.
بدء تدفق المعتكفين
وكشف أمس عن بدء تدفق المعتكفين والمعتكفات إلى داخل الحرم المكي، فيما اجتذبت توسعة الحرم المكي الجديدة أعدادا كبيرة، لسهولة الدخول والخروج ولقربها من مجمعات دورات المياه.
وبمجرد استوقاف مصدر له، قال المعتمر الباكستاني سليم غلام: “قدمت إلى المملكة لقضاء آخر أسبوع من شهر العسل مع عروسي بجوار الكعبة المشرفة، واتفقنا أن نستثمر ليالي العشر بالاعتكاف سوياً في جنة الأرض بيت الله الحرام على حد تعبيره”.
ولعل بين المشاهدات الرائعة التي رصدت حول الاعتكاف، الجو الإيماني المفعم بالروحانية، والعلاقات الحميمية الدافئة بين معتكفين من كل أصقاع العالم، ذابت بينهم فروق الجنس واللون واللغة وبرزت أخوة الدين ظاهرة بجلاء.
ويعتبر قبو المسجد الحرام ملتقى المعتكفين الملازمين للتعبد، حيث احتشد المكان بالمعتكفين أفراداً وجماعات، وقال الأمين العام للمجمع الفقهي د. صالح المرزوقي: إن أهمية قيام العشر الأواخر تتضمن الرغبة في الفوز بليلة عظيمة وهي ليلة القدر فمن وفق لها فكأنما فاز بعبادة 83 عاماً وثلاثة أشهر.
ستة أبواب للأغراض
في منحى متصل، خصصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة أبواب لدخول أغراض المعتكفين وهي باب رقم 75، 76، 77، وباب رقم 81، 82، 83، فيما تم توجيه مراقبي الأبواب بتزويد المعتكفين بنشرات تبين تعليمات الاعتكاف وفيها ارشادات للمعتكفين.
وأكدت الرئاسة على أن الأغراض المسموح دخولها للمعتكف سجادة صلاة مفردة وغطاء خفيف مفرد ومخدة وقطعتا إحرام فقط، وطالبت الرئاسة المعتكفين بالحرص على نظافة المسجد الحرام، وعدم استخدام دواليب المصاحف للأغراض الخاصة أو تعليق الملابس على الأعمدة والسلالم، والتفرغ للعبادة والذكر وقراءة القرآن، وتعظيم المكان وعدم التشويش على المصلين أو الانشغال بما لا فائدة فيه والحرص على أداء صلاة التراويح والتهجد مع الإمام، وكذلك يمنع الاعتكاف في قبو المسعى منعاً لإعاقة الساعين، مع مراعاة عدم اختلاط الرجال بالنساء واجتماع العوائل.
وأهابت الرئاسة بالمعتكفين مساعدة العاملين في تنظيف المكان ليلة العيد والحرص على عدم ترك مخلفات أو أغراض في مكان الاعتكاف.
وفي ظل سعيها واهتمامها بتنظيم الاعتكاف خصصت الرئاسة دواليب خاصة للمعتكفين تحتوي على أقفال إلكترونية يمكن من خلالها التحكم بفتح وقفل الباب بسهولة وأمان، وبإضاءة داخلية وفيش كهرباء ومداخل لشحن هاتف الجوال، وصنعت الدواليب بحيث تستوعب احتياجات المستخدم من مكان لتعليق أربعة أثواب، ووضع الأحذية، وحقيبة اليد والملابس المطبقة، وقد تم طلاؤها حرارياً بمادة عالية الجودة.