أبعاد الخفجى-رياضة:
قرر نجم برشلونة الاسباني وقائد المنتخب الارجنتيني ليونيل ميسي ان يضع حدا لمسيرته الدولية بعد خسارة بلاده مجددا امام تشيلي في نهائي بطولة اميركا الجنوبية “كوبا اميركا” بركلات الترجيح 2-4 على ملعب “ميتلايف ستاديوم” في ايست راثرفورد.
وقال ميسي بعد نهائي النسخة المئوية من البطولة القارية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية: “المنتخب انتهى بالنسبة لي، انه النهائي الرابع الذي اخسره والثالث على التوالي”، في اشارة الى نهائي مونديال 2014 وكوبا اميركا 2015 و2016.
واضاع ميسي الركلة الترجيحية الأولى لبلاده في المباراة النهائية التي كانت اعادة لنسخة 2015 حين خسرت الارجنتين بنفس السيناريو بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل صفر-صفر.
وتابع نجم برشلونة الذي خسر نهائي البطولة القارية عام 2007 ايضا ضد الغريمة الازلية البرازيل 3-صفر: “قمت بكل ما يمكنني، وصلت الى أربع مباريات نهائية ويؤلمني أن لا اصبح بطلا. انها لحظة صعبة جدا لي وللفريق وعلى الرغم من انه من الصعب النطق بهذه العبارة لكني وصلت الى النهاية مع المنتخب الارجنتيني”.
ومن المؤكد ان الخسارة امام تشيلي كانت مؤلمة جدا لميسي الذي كان يطمح الى منح بلاده لقبها الاول منذ تتويجها القاري عام 1993 ضد المكسيك، خصوصا مع تعرضة الدائم للانتقادات بسبب فشله في نقل تألقه على صعيد الأندية الى الساحة الدولية.
وكان افضل لاعب في العالم قريبا جدا من المجد لكنه مني في النهاية بالخيبة لثلاثة أعوام على التوالي بعد خسارة نهائي مونديال البرازيل 2014 امام المانيا، ثم نهائي كوبا اميركا 2015 و2016 ضد تشيلي.
وسيكون ميسي “29 عاما” عرضة للانتقادات مجددا بعد خيبته الجديدة خصوصا في ظل مقارنته المتواصلة بالاسطورة دييغو مارادونا الذي قاد “لا البيسيليستي” الى المجد عام 1986 واهداه لقبه العالمي الثاني والاخير.
وحتى ان مارادونا نفسه انتقد ميسي عشية انطلاق البطولة القارية التي احتضنتها الولايات المتحدة، معتبرا بان نجم برشلونة “يفتقد الى الشخصية”، مضيفا من باريس على هامش كأس اوروبا 2016: “انه حقا شخص جيد، لكنه لا يملك شخصية. يفتقد الى صفات القائد”.
ويأتي قرار ميسي بالاعتزال بعد بطولة سجل خلالها خمسة اهداف ورفع فيها رصيده الدولي الى 55 هدفا ما جعله افضل هداف في تاريخ بلاده بفارق هدف عن غابرييل باتيستوتا، بعد موسم متقلب مع برشلونة إذ عانى من الاصابات لكن ذلك لم يمنعه من قيادة النادي الكاتالوني الى الاحتفاظ بلقب الدوري والكأس المحليين في حين انه تنازل عن لقب دوري ابطال اوروبا الذي ذهب لمصلحة غريمه الازلي ريال مدريد.
وكان ميسي عازما على تحقيق المجد مع بلاده هذا العام ولا دليل أوضح من سفره من اسبانيا الى الارجنتين من اجل المشاركة في مباراة ودية ضد هندوراس المتواضعة قبيل انطلاق البطولة وتعرض خلالها لاصابة في ظهره.
وعاد ميسي إلى الارجنتين من أجل المثول أمام المحكمة في قضية تهربه من الضرائب قبل السفر الى الولايات المتحدة للانضمام الى رفاقه في المنتخب.
الاهم بالنسبة لميسي لم يتحقق ما جعله مدمرا من الناحية النفسية بحسب ما كشف زميله في المنتخب سيرخيو اغويرو الذي قال: “كنا مدمرين تماما في غرفة الملابس، خصوصا ميسي.. لم اشاهده يوما في هذه الحالة، هناك عدد من اللاعبين الذين يقيمون وضعهم ويفكرون بعدم مواصلة المشوار مع المنتخب الوطني.. لم يسبق لي أن تواجدت في غرفة ملابس اسوأ من تلك التي تواجدت فيها بعد النهائي.. كانت اسوأ حتى من نهائي كأس العالم في البرازيل والنهائي الاخر في كوبا اميركا” العام الماضي في تشيلي.
ولم يحدد لاعب مانشستر سيتي الانجليزي، البالغ من العمر 28 عاما، اذا كان من اللاعبين الذين يفكرون بالاعتزال.
من جهته، يرى الحارس سيرخيو روميرو بان ميسي سيعود عن قراره بعد ان يستوعب ما حصل في البطولة القارية، وأضاف: “اعتقد انه خرج بهذا القرار في حماوة اللحظة لان فرصة جميلة افلتت منا، لا يمكن ان اتخيل المنتخب الوطني دون ميسي.. اعتقد انه سيراجع قراره”.
وربما يكون زميل ميسي في برشلونة خافيير ماسكيرانو “32 عاما و123 مباراة دولية” من بين اللاعبين الذين سيحذون حذو افضل لاعب في العالم اضافة الى لوكاس بيليا وايفر بانيغا وايزيكييل لافيتزي وانخل دي ماريا بحسب بعض التقارير القادمة من اميركا الجنوبية.
وكان مدرب تشيلي الأرجنتيني خوان كارلوس بيتزي اول الاشخاص الذين ساندوا ميسي بعد خيبة النهائي، معتبرا بان نجم برشلونة لا زال الافضل على الاطلاق.وقال بيتزي الذي استلم منصبه خلفا لمواطنه خورخي سامباولي مهندس تتويج 2015: “الى جانب اعجابي بميسي، انا منبهر تماما بارقامه.. ادرك ما يعنيه تقدير بعض الارقام لكن لا أحد باستطاعته تحقيق ارقام ميسي، ولا اعتقد ان احدا سينجح في يوم من الايام في الوصول الى ما وصل اليه لأنه من المستحيل بالنسبة لاي لاعب ان يجد الاشياء التي يجدها ميسي”.
واعتبر بيتزي ان مقارنة ميسي بمارادونا امر غير عادل، مضيفا: “لا يمكن لجيلي ان يقارنه بمارادونا بسبب ما حققه الاخير للكرة الارجنتينية.. لكن بحسب اعتقادي ان افضل لاعب في التاريخ كان متواجداً في الولايات المتحدة في كوبا اميركا 2016”.