أبعاد الخفجى-رياضة:
انقضى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب السوبر السعودي، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب «دوري عبداللطيف جميل» وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران.
«الرياض» تسلط الأضواء على مسيرة فرق الدوري الممتاز في الموسم المنصرم عبر سلسلة من التقارير، واليوم جاء الدور على القادسية الذي حبس أنفاس جماهيره حتى آخر جولات «دوري عبداللطيف جميل» والتي أعلن خلالها بقاءه رسمياً مع الكبار موسماً آخر، إذ كان الفريق مهدداً بالهبوط مباشرة أو خوض مباراة الملحق مع ثالث دوري الدرجة الأولى، لكنه تدارك الأمر وأسعد جماهيره بعدم الهبوط والاستمرار في الدوري الممتاز.
ومر «بنو قادس» بمنعطفات عدة، فالمدرب الذي أعدهم للدوري الممتاز وبدأ معهم الموسم اقالته الإدارة بعد خمس جولات في الدوري، وتعاقدت مع البرازيلي الكسندر جالو الذي لحق به بعد تسع جولات، واستقرت أخيراً على المدرب السعودي حمد الدوسري، وهو من حقق النتائج الإيجابية التي ابقته في الممتاز، ولم توفق الإدارة برئاسة معدي الهاجري في تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب مما جعلها تغير أكثر من عنصر أجنبي.
وبدأ القادسية مشواره في الدوري بانتصار على الفيصلي وثلاث نقاط ثمينة تحت إشراف بلقاسم الذي صعد بهم إلى «دوري عبداللطيف جميل»، لكنه لم يتذوق بعد ذلك طعم الانتصار لأربع مباريات مما جعل الإدارة تقرر إبعاد المدرب، وأحضرت البرازيلي الكسندر جالو خلفاً له، ولم يكن الحال معه أفضل، إذ استمر الغياب عن الفوز لأربع مباريات آخرى، بخسارتين وتعادلين، وفاز القادسية لأول مرة مع جالو على الفتح ٢-١، وهو الانتصار الوحيد للمدرب البرازيلي، إذ خسر بعدها مباراتين وتعادل مثلها، وفي ظل نزيف النقاط الذي جعل «بنو قادس» مهددين بالهبوط والعودة إلى دوري الدرجة الأولى اتخذت الإدارة قراراً بإقالة جالو واسندت المهمة للمدرب السعودي حمد الدوسري.
وعلى الرغم من حساسية الوقت وخطورة الوضع إلا أن الدوسري تصدى للمهمة بشجاعة وكان عند حسن ظن الإدارة، إذ انتشل الفريق فنياً ومعنوياً، ونجح في تحقيق أربع انتصارات وخمسة تعادلات قادت الفريق إلى البقاء مع الكبار، وعلى الرغم من الظروف التي حضر فيها لتدريب الفريق ووجوده في مباريات أقل إلا أن الدوسري تفوق على المدربين اللذين سبقاه وجمع نقاط أكثر منهما سوياً، وهو مايؤكد دوره الكبير في مسيرة «بنو قادس»، وانتهى مشوار الفريق معه بـ٢٨ نقطة في المركز الـ١١، وسجل لاعبوه ٢٦ هدفاً واستقبل مرماهم ٣٢ هدفاً.
ثلاثة مدربين وتسعة لاعبين أجانب في موسم.. أين الاستقرار؟
الخروج بالأربعة
استهل القادسية مشواره في كأس ولي العهد بمواجهة الجيل في دور الـ ٣٢، واستطاع أن ينتصر عليه ٣-٢ وخطف من أمامه بطاقة التأهل للدور الثاني، وحط رحاله في المجمعة لملاقاة الفيصلي ونجح في العودة من هنالك ببطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي بفوزه ١-صفر، لكن سوء حظه أوقعه في مواجهة البطل الهلال والذي اقصاه من البطولة بفوزه بنتيجة كبيرة ٤-١.
وأوقعت قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين القادسية وجهاً لوجه مع الباطن الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، وتمكن الأخير من إبعاد القادسية باكراً عن المنافسة بعد أن طار ببطاقة التأهل إثر فوزه ٣-٢، وتعتبر النتيجة منطقية لتواضع مستويات «بنو قادس» وقوة الباطن الذي كان يتصدر دوري الأولى.
الشبان يلفتون الأنظار
كسب القدساويون في الموسم المنصرم المدرب حمد الدوسري، إذ برهن لهم بأنه يجيد التعامل مع الفريق من الناحيتين الفنية والمعنوية، وهو ما جعل الإدارة تمنحه ثقتها مرة ثانية بتدريبه الفريق في الموسم المقبل، ولم تقف المكاسب عند الدوسري، فالفريق يمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين الشبان الذين لديهم القدرة على تحقيق نتائج أفضل للفريق في المستقبل، إذ برز منهم الحارس فيصل مسرحي وعبدالرحمن العبيد وماجد النجراني ومازن أبو شرارة وغيرهم من اللاعبين.
احصائيات وأرقام
لعب القادسية خلال الموسم المنصرم ٣٠ مباراة، فاز في ثماني مباريات منها، بنسبة ٢٦.٧ في المئة، وخسر في ١٢ مباراة وهو مايعني بأنه خسر ٤٠ في المئة من مبارياته، وتعادل في عشر مباريات بنسبة ٣٣.٣ في المئة.
تعاقب المدربين سلبي
اللاعب السابق والمحلل الرياضي حمد الدبيخي تحدث لـ «الرياض» عن موسم القادسية بقوله: «الفريق مر بثلاثة منعطفات غير خلالها مدربيه ثلاث مرات، إذ بدأ موسمه بالتونسي بلقاسم الذي صعد بهم من دوري الأولى، ثم البرازيلي جالو فالسعودي الدوسري، بالإضافة إلى كثرة التعاقدات الأجنبية، لم يعرف القادسية الاستقرار الفني خلال الموسم، لديه عناصر محلية جيدة، وهو الفريق الوحيد من بين الفرق ال١٤ الذي يمتلك لاعبين من أبناء النادي، القادسية كفريق ليس بالسيء، وحقق نتائج جيدة مع الفرق الكبيرة إذ تعادل مع النصر ذهاباً وإياباً وتعادل مع الهلال، لكن الأجانب خذلوه في بداية الموسم». وأضاف: «الفرق مثل القادسية إن لم تتمكن من جمع نقاط في البداية تجعلهم مطمئنين نفسياً سيحدث هناك تذبذب، مع اي خسارة يتخذون قرارات تحرمهم من الاستقرار، ويكون هناك قلق كبير من مباراة لأخرى، من سلبيات الموسم تغيير المدربين واللاعبين الأجانب، ويحسب للإدارة تعاقدها مع الدوسري والأجانب الذين أحضرتهم آخر الموسم مثل البرازيلي دوسانتوس».