أبعاد الخفجى-محليات:
أكد عدد من المختصين على أهمية إعادة النظر في الأقسام النسائية المخصصة في المساجد من حيث موقعها والذي يجب أن يحقق لهن السلامة بحيث يسهل مرروهن اليها خاصة في شهر رمضان المبارك.
خصوصية المرأة
وضح الدكتور حسن بن محمد سفر استاذ السياسيات الشرعية والأنظمة بجامعة الملك عبدالعزيز والخبير بمجمع الفقه الإسلامي جاء فقه العبادات في المحافظة على اداء السنن والفرائض بالنسبة للمرأة في وجوب الخصوصية لها بحيث انها تكون بعيدة عن الرجال ويكون لها مساحة من الخصوصية بان تكون هناك أماكن مخصصة في المساجد لصلاة النساء واذا جئن الى الاعتكاف فإن الصحابيات كنا يعتكفن في شهر رمضان المبارك في المساجد وفي اماكن بعيدة تماما عن مصلى الرجال وفي بيوت النبي عليه الصلاة والسلام كن يعتكفن ولذلك اذا هيئت أماكن خاصة بالنساء للاعتكاف وكانت في مأمن وبعيدة عن تزاحم الرجال فإن ذلك من السنة ولذلك يستحسن ان يعتكف النساء في بيوتهن ويصلين صلاة التراويح في المسجد اذا كانت هناك اماكن مخصصة لأداء السنن والتي حث عليها النبي عليه الصلاة والسلام.
واضاف بالنسبة لاعتكاف النساء في الحرمين الشريفين فإنها مكتظة بالزحام بشكل عام وخاصة في اوقات الذروة حتى وان خصصت أماكن للنساء للعبادة ولكن المرأة عليها ان تؤدي الواجبات والسنن والنوافل المؤكدة وتعود الى بيتها والذي هو اولى واستر لها خاصة وان الاعتكاف في العشر الأواخر يحتاج للمكوث في المسجد وهذا بالطبع يفوت كثيرا من وظائفهن في البيت ويتأثر أطفالهن وخصوصية الحرمين الشريفين تستوجب اتاحة الفرصة للطائفين والمؤدين لصلاة التراويح والتهجد.
واشار الى ان الاعتكاف بالبيت أسهل على المرأة من المسجد.
احتياطات للنساء
وأكدت الدكتورة والمفكرة والباحثة الشرعية سهيلة زين العابدين ان معظم المساجد تتجاهل حاجة النساء لزيارتها من أجل التعبد والاعتكاف ولذلك نرى المساحات المخصصة لهن صغيرة والمرور لها يكون عبر طرق مظلمة وأبواب خلفية تفتقد أحيانا لوسائل السلامة مما قد يعرضهن للمخاطر مثل السرقة ووجود حواجز جدارية من الخرسانة بين القسم المخصص للرجال وبينهن والتي يجب ان يتخللها فتحات صغيرة حتى تكون المرأة متابعة للإمام اثناء الصلاة وفي حال حدوث خطأ تتدارك ذلك مع الإمام وفي حال تعرضت لمشكلة لا سمح الله تستطيع أن تستنجد بمن ينقذها فبعض النساء يكون عددهن قليلا اثناء الصلاة ولذلك يجب أخذ الاحتياطات التي تمنع تعرضهن للأذى.
ورفضت ما يقوله البعض ان خروج المرأة للصلاة في المساجد قد يجعلها مقصرة في أداء واجباتها المنوطة بها من رعاية بيتها وخلافه قائلة ان المرأة شديدة الحرص على رعاية أسرتها وبحكم طبيعتها فهي بالتأكيد قادرة على ترتيب وقتها.
الاعتكاف للنساء جائز
وأشار أحمد الغامدي الباحث الشرعي ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سابقا ان مشروعية الاعتكاف للنساء جائزة لافتا الى ان النساء في عهد النبي اعتكفن ومع قوله عليه السلام صلاة المرأة في بيتها أفضل فإنه قال لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله فهذا إرشاد الى الأفضل ولكنه لا يعني ان المرأة يجب منعها من الذهاب للمسجد وكون نساء الصحابة كن يصلين خلف النبي عليه الصلاة والسلام حتى في الصلوات الخمس المفروضة فليس في مشروعية النساء المنع في الذهاب للمساجد والاصل ان المرأة تعلم ما عليها من واجبات منزلية وزوجية وهي ترتب هذا الشأن.
مؤكدا على ان ما ينطبق في الاعتكاف للرجل يتطابق مع المرأة وذلك بتسخير الوقت كاملا للعبادة الخالصة لله بالدعاء وقراءة القرأن ولا مانع من ان يقطع وقت الاعتكاف لقضاء مصلحة ما ثم يعود للعبادة.