أبعاد الخفجى-رياضة:
انقضى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب السوبر السعودي، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب “دوري عبداللطيف جميل” وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران.
فرق ظهرت بمستويات مميزة وأخرى خذلت أنصارها بنتائجها الباهتة، اإدارات لفتت الأنظار بعملها ومثلها طالب المدرج برحيلها، مدربون ألغيت عقودهم وآخرون اختاروا طريق الاستقالة، لاعبون أجانب ساهموا في تتويج فرقهم بالذهب بينما كان أقرانهم بمثابة “المقالب”.
مسيرة فرق الدوري الممتاز في الموسم المنصرم عبر سلسلة من التقارير، والحديث اليوم عن نجران الذي انتهت العلاقة بينه والدوري السعودي الممتاز بعدما امتدت تسعة، ولم تفلح محاولات إدارته في البقاء من خلال زيادة عدد الفرق إلى ١٦ فريقاً، وهو ما جعل النجرانيين يقبلون بالأمر الواقع، وسبق له أن استفاد من قرار زيادة الفرق عام ٢٠١٠م عندما حل في المركز الأخير والغي هبوطه.
ويعتبر الهبوط طبيعياً في ظل الأوضاع الفنية الصعبة التي عاشها “مارد الجنوب” من خلال تعاقب ثلاثة مدربين في موسم واحد، والنقاط الكثيرة التي فقدها مع المدرب التونسي فتحي الجبال، وساهمت الظروف الخارجة عن إرادة المسؤولين عن رياضتنا في خوض نجران مبارياته بعيداً عن أرضه وجماهيره، إذ لعب في مكة المكرمة وجدة، وهو ما أثر على الفريق بشكل سلبي على الرغم من التسهيلات التي قدمت له من قبل القيادة والمسؤولين الرياضيين وبعض من هم خارج منظومة الرياضة بعد أن تعاطفوا معه.
وتعاقدت الإدارة مع عدد كبير من اللاعبين المحليين والأجانب خلال فترتي التسجيل الصيفية والشتوية، لكن الفريق النجراني لم يستفد سوى من عدد قليل منهم، وبالتحديد الذين احضرهم المدرب البرازيلي انجوس الذي طور الفريق بشكل واضح لكن الوقت لم يسعفه لتدارك الهبوط.
الجبال ينحر الفريق
على الرغم الاستقطابات المحلية والأجنبية التي دعمت بها الإدارة الفريق إلا أن البداية في “دوري عبداللطيف جميل” كانت مخيبة لآمال النجرانيين، كون الفريق في أول سبع جولات لم يتمكن إلا من حصد نقطة يتيمة، وهو ماجعل الثقة تهتز بين النجرانيين والجبال، وبدأت الأحاديث حول إقالته تنتشر بعد كل جولة، وحقق نجران اول فوز له في الجولة الثامنة على حساب متذيل الترتيب هجر ٢-صفر، عاد بعدها إلى نزيف النقاط، ونفذ صبر إدارة نجران بعد الخسارة من الفتح ١-٣ في الجولة الـ١٢، واقتنعت بعدم جدوى استمرار الجبال الذي لم يحقق سوى خمس نقاط فقط.
واسندت المهمة للمدرب الوطني الحسن اليامي الذي درب الفريق مباراة واحدة مع الرائد انتهت نجرانية ٣-٢، لكنه رفض الاستمرار، وهو ماجعل الإدارة تحضر انجوس الذي احضر معه اربعة برازيليين هم المهاجمان بيسمارك ومورايس ولاعب الوسط ايريك والمدافع الفيس.
وعلى الرغم من انه بدأ المهمة بخسارة من الاتحاد صفر-١ إلا أن انجوس قدم عملاً ملحوظاً طور من اداء الفريق بشكل واضح، واستطاع أن يتعادل مع الوحدة ثم ينتصر على حامل اللقب النصر ٤-٣، ولم يكتف بذلك بل فاز على بطل الدوري الأهلي ٢-١ وحطم رقمه القياسي الذي حققه خلال موسمين بعدم الخسارة، واضاف انجوس إلى رصيد نجران ١٣ نقطة واوصله إلى النقطة ٢١، لكن ذلك لم يشفع للفريق بالاستمرار مع الكبار في الدوري الممتاز، خصوصاً وأنه فرط في نقطتين ثمينتين في آخر جولة بعد تعادله مع الرائد في آخر الدقائق ٣-٣، وهي النتيجة التي حرمته من خوض ملحق مع ثالث دوري الدرجة الأولى، وسجل في الدوري ٣٦ هدفاً، ودخل في مرماه ٥٣ هدفاً.
خروج متوقع
واجه نجران ضمك في دور الـ ٣٢ من مسابقة كأس ولي العهد، واستطاع أن ينتصر عليه ١-صفر وصعد إلى دور ال١٦ وقابل الاتحاد إذ فاز الأخير ٢-١ وابعده عن البطولة.
وانتهى مشوار “مارد الجنوب” في كأس خادم الحرمين الشريفين سريعاً، إذ ودع البطولة باكراً في دور الـ٣٢ بعد خسارته من النجوم احد فرق دوري الدرجة الأولى ١-٢.
انجوس.. القرار الأفضل
يعتبر التعاقد مع المدرب البرازيلي انجوس والأربعة لاعبين البرازيليين الذين حضروا معه الحسنة الوحيدة لإدارة نجران برئاسة هذيل آل شرمة بعدما انشغلت بكثرة الاحتجاجات والمطالبات خلال الموسم الماضي، بنقل المباريات إلى نجران ثم إلى جدة، ولم تكتف بذلك بل إنها اخذت تطالب بين فترة وأخرى بدعم مالي ومعاملة خاصة من قبل مسيري الرياضة، متحججة باللعب خارج الأرض وبعيداً عن الجماهير، علاوة على كثرة احتجاجاتها على حكام المباريات، في الوقت الذي وقعت فيه في أخطاء كثيرة دفع الفريق ثمنها من سوء في الاختيارات الأجنبية والمحلية، إذ احضرت عدداً كبيراً من اللاعبين، لم ينجح منهم سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فاللاعبون الأجانب الذين ارتدوا شعار الفريق عشرة لاعبين بدءاً من المدافع الفرنسي مامادو ولاعب الوسط المالي تامبادو مروراً بلاعب الوسط السيراليوني سيمبو ولاعب الوسط الكويتي فيصل زايد ولاعب الوسط الغاني كوبينا والمهاجم السنغالي مالك ماني بالإضافة إلى الرباعي البرازيلي.
ولم توفق إدارة نجران في تعاقدها مع التونسي فتحي الجبال الذي لم يقدم للفريق أي اضافة فنية، بل إنها اكتفت بمشاهدته والفريق ينزف النقاط طوال الـ ١٢ جولة، وتأخرت كثيراً في تصحيح الوضع بإقالته الأمر الذي لم يمكن انجوس من إنقاذ نجران من الهبوط.
احصائيات وأرقام
*خاض نجران في الموسم الماضي ٢٩ مباراة، استطاع أن يحقق الفوز في ست مباريات منها بنسبة ٢١ في المئة، وتعادل في مثلها بذات النسبة، وخسر في ١٧ مباراة بنسبة ٥٨ في المئة.
- سجل لاعبو نجران ٣٩ هدفاً، فيما استقبل مرمى الفريق ٥٧ هدفاً.
عن أوضاع نجران يقول المدرب الوطني تركي السلطان: “بداية الفريق لم تكن بالشكل المطلوب من ناحية اختيار اللاعبين المحليين والأجانب، ولا من ناحية الاستعداد في بداية الموسم بالإضافة إلى ظروف النادي الخارجة عن إدارته والتي كلفته اللعب خارج أرضه، ودفع الفريق ثمن اختيارات اللاعبين الأجانب والمحليين غير الموفقة، إضافة إلى تغيير المدربين وقلة الدعم المالي، الأمر الإيجابي هو التصحيح في اختيار اللاعبين الأجانب خلال فترة التسجيل الشتوية، والاختيار الموفق للمدرب البرازيلي انجوس، والمنافسة إلى آخر مباراة في الدوري بحثاً عن البقاء”.