أبعاد الخفجى-رياضة:
خرج أوليفيه جيرو من أرض الملعب متوشحا بالعلم الفرنسي والابتسامة العريضة على وجهه بعد أن احتفل وزملاؤه بالمنتخب الفرنسي لفترة طويلة مع الجماهير المنتشية بالفوز الكبير على ايسلندا 5 – 2 مساء الأحد في ختام منافسات دور الثمانية ببطولة كأس الأمم لأوروبية لكرة القدم “يورو 2016” المقامة بفرنسا.
وجاء الفوز على المنتخب الأيسلندي، فريق المفاجآت بالبطولة، والتأهل على حسابه إلى المربع الذهبي ليساعدا على ما يبدو في إعادة تعزيز العلاقة بين المنتخب الفرنسي وجماهيره من جديد إذ كسر الفريق كل القيود التي حالت من دون تقديم أداء مقنع لجماهيره خلال مبارياته الأربع الأولى بالبطولة الحالية.
وسجل جيرو لاعب أرسنال الإنجليزي الذي تعرض لسخرية الجماهير قبل شهرين، هدفين خلال مباراة الأحد كما نجح بول بوجبا لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي في التسجيل أخيرا وانفرد أنطوان جريزمان لاعب أتلتيكو مدريد الاسباني بصدارة قائمة الهدافين بعد أن سجل هدفه الرابع وكان الهدف الآخر الفرنسي من نصيب صانع الألعاب ديميتري باييه لاعب ويستهام الإنجليزي.
ونجح المنتخب الفرنسي أخيرا في التسجيل خلال الشوط الأول بعد أن تأخر كثيرا في حسم الفوز في مباراتيه أمام رومانيا وألبانيا كما حول تأخره بهدف أمام أيرلندا إلى الفوز 2 – 1 خلال الشوط الثاني من مباراته في دور الـ16.
وكان المنتخب الفرنسي في أشد الحاجة إلى هذه الثقة قبل المواجهة المرتقبة أمام نظيره الألماني بطل العالم في الدور قبل النهائي الخميس المقبل بمارسيليا، ويأمل في مواصلة المشوار حتى منصة التتويج ليكون اللقب الثالث على التوالي لفرنسا في البطولات الكبرى التي تحتضنها على أرضها، إذ فازت بلقبي يورو 1984 وكأس العالم 1998.
وقال ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي: “حققنا بداية جيدة للغاية، وقدمنا ما كنا بحاجة إليه للتسجيل. كنا مسيطرين على المباراة.”
وعن احتفال لاعبي المنتخب مع الجماهير كثيرة الانتقاد للفريق، قال ديشان: “اللاعبين هم من قرروا التوجه إلى مجموعة من المشجعين كانوا يرفعون لافتة كبيرة داعمة للفريق. دائما ما يحظى المنتخب بالدعم الجماهيري. أنا سعيد للاعبين ولكن أيضا سعيد للمشجعين. الفريق معشوق من قبل الجماهير.”
وأبدى ديشان سعادته بنجاح مهاجميه في التسجيل وقال جيرو : “ربما كان أفضل عرض لي في بطولة كبيرة.”
وكان بوجبا قد واجه انتقادات حادة بعد احتفاله خلال مباراة ألبانيا برقصة تضمنت ما اعتبره البعض إيماءة مسيئة للصحفيين، لكنه لم يؤد تلك الرقصة خلال احتفاله في مباراة ايسلندا.
وقال بوجبا: “كانت مباراة جيدة وشهدت انتصارا رائعا. قدمت أداء جيدا وأتمنى أن نواصل تسجيل العديد من الأهداف.”
وعلى الرغم من ذلك، يدرك المنتخب الفرنسي صعوبة المهمة التي تنتظره في مواجهة المنتخب الألماني الذي تغلب عليه في آخر ثلاث مواجهات جمعت بينهما في أدوار خروج المهزوم بالبطولات الكبرى في كأس العالم لأعوام 1982 و1986 و2014.
وقال جيرو: “إنهم أبطال العالم ومرشحون للتتويج ، لكننا نود كتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم الفرنسية.”
الخمسة لم تخف مشاعر الفخر
على الرغم من الهزيمة الثقيلة أمام فرنسا والخروج من دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية، لم تتأثر مشاعر الفخر لدى المنتخب الأيسلندي وجماهيره بعد الإنجاز الذي شهدته المشاركة الأولى في البطولة الأوروبية.
فقد احتفل لاعبوه والمشجعون لفترة طويلة عقب، والتقطوا بأكملهم صورة أمام مشجعيه.
وقال لاعب الوسط جيلفي سيجوردسون: “ليس لدي كلمات تصف مشجعينا، لقد هتفوا لنا حتى في وقت هزيمتنا.”
وتردد صدى المباراة بقوة في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك، إذ شاهد الآلاف من المشجعين -العديد منهم كانوا يرتدون ملابس تحمل علم آيسلندا- المباراة على شاشة ضخمة في منطقة آرنارهول بوسط المدينة.
وكان الوصول لدور الثمانية بالبطولة الأوروبية يفوق بكثير أحلام أكثر المتفائلين من جماهير أيسلندا التي يزيد تعداد سكانها 300 ألف نسمة بقليل إذ فجر الفريق مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على نظيره الإنجليزي 2 – 1 في دور الـ16.
وظهرت روح الكفاح التي تحلى بها بتسجيل هدفين خلال الشوط الثاني عن طريق كولبيينن سيجثورسون وبيركير بيارناسون.
وقال لارس لاجرباك الذي انتهى مشواره في منصب المدير الفني بنهاية مباراة الأحد: “كنا مشلولين وسلبيين في الشوط الأول ربما لأننا كنا قريبين لتحقيق إنجاز كبير. ولكن الاحترام لفريقنا على التحول الذي أظهره في الشوط الثاني. لقد أثبتوا أننا بإمكاننا لعب كرة القدم، وقدم اللاعبون عملا رائعا. أنا فخور للغاية باللاعبين. مستقبل أيسلندا جيد. إنه إنجاز مشرف ورائع. كنت أشعر بالفخر من قبل ولكن ما تحقق أضاف المزيد.”
وسيتولى هيمير هالجريمسون الذي كان شريكا للاجرباك في تدريب منتخب أيسلندا المهمة الآن بمفرده مع الفريق الذي حاز على إعجاب الكثيرين ومنح لهم الفخر.
وقال قائد المنتخب آرون جونارسون: “يمكننا الشعور بالفخر بشكل عام. إنه إنجاز من نوع خاص لفريق صغير. لم يتوقع أحد أن نصل إلى هذه المرحلة.”
وإلى جانب التألق ، سيتذكر الكثيرون المشاركة المميزة للمنتخب الأيسلندي من خلال حسن سلوك لاعبيه وروحه المرحة.