أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أكد متخصصون في قطاع الفندقة والسياحة أن مكة المكرمة شهدت خلال العامين الماضيين أعلى نسبة نمو في عدد الفنادق بمستوى خمسة نجوم في تاريخها، وزيادة بالغرف الفندقية هي الأكبر في تاريخها، وهي بذلك واحدة من أسرع المدن العالمية نموا، وتحقيقا عائد جيد في قطاع الفندقة، مما جعلها تجمع في الوقت الراهن كل العلامات الفندقية المشهورة دوليا، وبمختلف نجوم وتصنيفات الفنادق والوحدات الفندقية.
وقال عبدالرحمن الصانع نائب رئيس لجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف السعودية لـ»الرياض» إن مكة المكرمة والمدينة المنورة تحظيان بأكبر عامل جذب لزيارتها على المستوى العالمي، فهناك ما يقارب من ملياري مسلم بالعالم يعيشون على أمل زيارتها ولو لمرة واحدة بالعمر، فهي مهبط الوحي، ووجهة لكل مسلمي دول المعمورة، وكذلك الحال للمدينة المنورة بوحود مسجد خير الأنام، لذا لن نستغرب أن نجد قطاع الإيواء في العاصمة المقدسة، ممثلا بالفنادق والشقق السكنية يحقق نسب جيدة من الأشغال يزيد على 70% سنويا من الطاقة الاستيعابية المتاحة في العاصمة المقدسة، وهي النسبة الأفضل على مستوى مناطق للفنادق والشقق الفندقية، كما أن متوسط الأسعار للغرف هو الأعلى، فذروة الموسم تعتبر في رمضان، ثم فترة موسم الحج، وتباع بعض الغرف في العشر الأخيرة من رمضان بزيادة أربعة أضعاف متوسط سعرها العادي، وكذلك تنخفض الغرف في فترة الركود إلى أقل من ربع سعرها الحقيقي، وفي الأعوام الأخيرة وبالرغم من مشاريع التوسعات للحرم المكي الشريف، مشاريع حكومية متعددة مرتبطة بالتوسعة، رغم ذلك تواصل نمو الفنادق الكبيرة وتشغيلها من قبل شركات عالمية كبرى.
وتتجه حكومة المملكة إلى زيادة في تاشيرات العمرة هذا العام، وسيدعم ذلك هذا القطاع، خصوصاً المناطق المحيطة بالحرم المكي أو مسجد رسول الله بالمدينة المنورة، مما يترك أثر إجابي للعائد المادي على قطاع الفنادق، فمكة المكرمة تعتبر أغلى استثمار قطاع عقاري على مستوى العالم، حيث يصل سعر المتر المربع في بعض القطع المحيطة بالحرم إلى مليون ريال، وزيادة منح تأشيرات للعمرة بالتدرج للسنوات القادمة، يتماشى مع استكمال أعمال التوسعات الضخمة للحرم المكي حتى تصل وفقاً لخطة الرؤية 2030 إلى 30 مليون معتمر سنوياً مما يعني الطلب على مزيد من إنشاء مشاريع لقطاع الإيواء لتوفير الآلاف من الغرف الفندفية لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة.
من جهته قال إسماعيل سري مدير عام فندق كونراد مكة إن مكة المكرمة شرفها الله بمميزات كثيرة، ومنها فرص العمل الكبيرة في القطاع الفندقي، وبحكم خبرتي في هذا القطاع لقرابة أربعة عقود، نرى ولله الحمد عمل وتغيير كبير في قطاع الإيواء في مكة المكرمة، فلدينا نحن على سبيل المثال في كونراد مكة سَعوَدَة وصلت إلى 38% ومنهم مدراء أقسام ومدراء مناوبين، وأيضاً استطعنا تحقيق تغير في ثقافة العمل والاحترافية فيه وتقديمه بروح الفريق الواحد.
وأضاف «مكة المكرمة تحقق للمستثمرين بالقطاع الفندقي عوائد هي مساوية لدول عرفت العلامات الفندقية الدولية من عشرات السنين، ولذا لا غرابة إذا ما رأينا تنافس في السنوات الخمس الماضية وتواجد لأشهر الشركات الفندقية العالمية المشغلة، فنحن في كونراد مكة ضمن مجموعة فنادق مشروع جبل عمر، وسبقنا هليتون وماريوت، وحياة ريجنسي، وهناك فنادق في طور الإنشاء، وحاليا ليس هناك علامة تجارية مشهورة في الفندقة لا تعمل في مكة المكرمة، بل وتقدم خدمة خمسة نجوم عالمية وراقية ومنافسة، وفترة ذروة الموسم خاصة العشر الأخيرة من رمضان لهذا العام حققنا 100% إشغال للغرف بدون أن ندعي جهود تسويقي، وبالطبع يحصل فترات ركود، ولكنها قليلة نسبيا، ولا تزيد عن متوسط 40% عادة، ودوّل الخليج خاصة والسعوديين عموما، هم الأكثر زيارة لمكة المكرمة وطلبا لخدمة الفنادق الراقية، وهم بالطبع لا يحتاجون لتأشيرة زيارة المملكة».
وحسب إحصاءات حديثة لمركز المعلومات السياحية «ماس» فإن عدد الفنادق والشقق الفندقية المرخصة بمكة المكرمة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 2532 منشأة.
والجدير بالذكر أن عدد التأشيرات المصدرة للمعتمرين هذا العام بلغت حتى شهر رمضان لهذا العام ستة ملايين ومائتان وثمانون ألف تأشيرة عمرة من مختلف قنصليات وممثليات المملكة بمختلف دول العالم، ويعتبر المعتمرون من الجنسية المصرية على قائمة الأكثر عدداً في الحصول على تأشيرة العمرة على مستوى دول العالم الإسلامي، ثم باكستان وبعدها تركيا.