أبعاد الخفجى-رياضة:
يستعد المنتخب السعودي إلى الدخول في معترك التنافس الآسيوي على إحدى البطاقات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ٢٠١٨م، إذ تنتظره مهمة صعبة جداً لكنها بالتأكيد ليست بالمستحيلة، فالقرعة وضعته في المجموعة الحديدية إلى جانب استراليا واليابان والإمارات والعراق وتايلاند، ويطمح “الأخضر” إلى التواجد من جديد في المونديال بعد غيابه عن اخر نسختين “٢٠١٠-٢٠١٤م”، وفي ظل تراجع المستويات والنتائج في الأعوام الأخيرة وتطور بقية المنتخبات الآسيوية، فإن كتيبة الهولندي بيرت مارفيك بحاجة إلى عمل مكثف يليق بقوة وأهمية المرحلة المقبلة إلا أن بداية الإعداد للتصفيات النهائية تعتبر محبطة للجميع، وبرهن من خلالها الاتحاد السعودي لكرة القدم بأنه لا يمكن أن يقود المنتخب والكرة السعودية إلى المسار الصحيح وهو بهكذا فكر، والحديث عن المعسكر الخارجي في سالزبورغ النمساوية وتوقيته السيىء، يعتبر معسكراً سياحياً للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية ومرافقيهم سيكبد خزينة اتحاد القدم اموالاً هو في غنى عنها، لأن الفائدة الفنية المنتظرة منه “صفر” مكعب، خصوصا وأن أول مباراة رسمية في التصفيات بعد شهرين تقريباً.
ولا نعلم من الذي أشار إلى الإدارة المسؤولة عن المنتخب هذا المعسكر الذي يستمر لمدة عشرة أيام، لن يخوض فيها “الأخضر” أي مباراة ودية، مكتفياً المدرب الهولندي مارفيك بالتدريبات اللياقية في ظل عودة اللاعبين من إجازاتهم إلى معسكر “الأخضر” مباشرة، وهو الأمر الذي يعني بأن المعسكر الأوروبي سيجهز اللاعبين لأنديتهم فقط، ونتساءل ألم يكن من الأفضل تأجيل المعسكر إلى ما بعد بداية الموسم حتى يخوض مباريات ودية تكشف لمدربه مكامن القوة والضعف؟
ويتبادر إلى الأذهان سؤال عريض لمسيري اتحاد القدم عموماً ومنتخبنا السعودي خصوصاً بما فيهم مارفيك، ما هو الهدف المرسوم من معسكر سالزبورغ؟ إن كان يهدف إلى تهيئة اللاعبين نفسياً ومعنوياً من خلال رحلة النمسا السياحية فلا خوف عليهم من هذه الناحية لأن معظم أنديتهم إن لم يكن جميعها متواجدة في “القارة العجوز”، وإن كان الفرق بأن معسكرات الأندية أكثر جدية، أما إن كان الهدف المنشود فنياً فعلى المنتخب السلام، وعلينا أن نكون أكثر واقعية ونرفع المنديل الأبيض باكراً، فالبطاقتان الموجودتان في مجموعتنا لن نحظى بأي منهما ونحن بهذا السوء في التخطيط والإعداد، لا سيما وأن المجموعة التي نلعب فيها تضم منتخبات بحجم اليابان وأستراليا.
كان من الأجدى لمنتخب السعودي وللفرق السعودية أن يبدأ اللاعبون استعدادهم للموسم الجديد من خلال معسكرات الأندية وفق برامج الإعداد المعدة مسبقاً من قبل مدربي الفرق والأجهزة الفنية، وأن يخوضوا مع فرقهم مباريات ودية بشكل تدريجي، بدلاً من أن يعسكروا مع “الأخضر” لمدة عشرة أيام من أجل التدريبات اللياقية التي لن تختلف عما هي عليه مع أنديتهم إن لم تكن أفضل، فالوضع الحالي حرم الأندية من اللاعبين الدوليين وهذا الأمر بالتأكيد سينعكس سلبياً على برامجها الإعدادية، خصوصاً تلك الأندية التي تم استدعاء عدد كبير من لاعبيها، إذ اثار المعسكر النمساوي استياء عدد من المدربين، لأن بعضهم سيبدأ استعداداته للموسم الجديد ويخوض تجارب ودية من دون عدد من ركائزه الأساسية، وتأثر انديتنا ليس من مصلحة الكرة السعودية في ظل مشاركة عدد منها في البطولات الخارجية التي ابتعدنا عنها كثيراً.
لا ننتقد لمجرد النقد، بل هدفنا الأول والأخير هو مصلحة الكرة السعودية، حتى نرى المنتخب يعود لسابق عهده يحقق الانتصارات ويهابه المنافسون ويسعدنا بأفضل النتائج، لكن يبدو بأن حال اتحاد القدم الحالي هو “فاقد الشيء لا يعطيه”، من خلال مشاكله واخطائه وسوء تخطيطه وادارته وغياب الفكر لدى مسيريه في قضايا عدة آخرها معسكر النمسا الذي نتمنى أن تكون للهيئة العامة للرياضة في ظل تغييب الجمعية العمومية وقفة معه، وأن تتدخل إيجابياً مثلما فعلت في قضية شبهة التلاعب بنتائج مباريات دوري الدرجة الأولى، من خلال التحقيق مع المسؤولين عن اقتراح وإقرار معسكر المنتخب في النمسا ومحاسبتهم، لأنه بالوضع الذي نراه ونقرأ عنه عبر البرنامج المعلن ما هو إلا هدر للمال والوقت.