أبعاد الخفجى-اقتصاد:
دعا عدد من الخبراء في مجال الطاقة الكهربائية إلى ضرورة نشر ثقافة الاستخدام الأمثل للطاقة الكهربائية، بما يضمن حصول المشترك على فاتورة مخفضة، في إطار استراتيجية المملكة الجديدة الهادفة إلى إيصال الدعم إلى مستحقيه، من خلال دعم الشرائح الأقل استهلاكاً وهم غالبية المشتركين، مؤكدين أنه يمكن لبعض المشتركين اتخاذ عدة إجراءات تسهم في خفض قيمة الفاتورة، خاصة خلال أشهر الصيف، بتطبيق معايير الاستهلاك المتوازن للطاقة خلال تشغيل الأجهزة الكهربائية أو الإضاءة، وأوضح الخبراء أن الاحصاءات الرسمية أشارت إلى أن نسبة المتأثرين بزيادة قيمة الفاتورة ليست عالية،، وأن المستهلكين يمكنهم التحكم في قيمة الفاتورة من خلال تشغيل الاجهزة الكهربائية بطريقة توفر الطاقة، ومن ذلك ضبط درجة حرارة مكيفات الغرف عند معدلات معتدلة ولتكن 24 درجة مئوية ـ وهي ملائمة لأجواء بالمملكة، ولفتوا إلى أن بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض المستهلكين تساعد على ارتفاع قيمة الفاتورة، مثل ترك أجهزة المكيفات تعمل في أماكن لا يتواجد بها أحد من أفراد الأسرة، أو استخدام لمبات إضاءة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة دون الحاجة لها،
وقالت الشركة السعودية للكهرباء إن 77% من إجمالي المشتركين لفئة السكني الذين يصل عددهم إلى 5.5 ملايين مشترك لم تتأثر فاتورة استهلاكهم لشهر يونيو الماضي بالتعريفة الجديدة، وإن أكثر من 4 ملايين مشترك سكني لم تتجاوز قيمة فاتورتهم في يونيو مبلغ 300 ريال، وأن نسبة 23% من المشتركين فقط هم من تأثروا بالتعريفة الجديدة، وهو ما يؤكد ما أشار إليه الخبراء حول انتشار ثقافة الاستخدام المتوازن للطاقة بالمجتمع، بالإضافة إلى الوعي بالإجراءات التي من شأنها خفض قيمة فاتورة الكهرباء خاصة خلال فصل الصيف.
إلى ذلك أكد المهندس ناصر بن عبدالعزيز السهيل أن التعرفة الجديدة للخدمة الكهربائية بالمملكة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، بما يضمن بناء اقتصاد قوي قائم على التنوع وإعادة توجيه موارد الدولة والدعم للمشروعات والشرائح المستحقة من المجتمع، والمحافظة على موارد الدولة من الطاقة، مشيراً إلى ما قد لوحظ من بدء انتشار ثقافة الاستهلاك المتوازن للطاقة والإضاءة.
وقال السهيل: “نحن سُعداء بزيادة الوعي لدى المواطنين بأهمية بعض الاجراءات البسيطة التي يمكن اتخاذها في المنزل أو المصنع أو المسجد او الشركات والمؤسسات الخاصة أو حتى الجهات الحكومية بهدف الاستخدام الأمثل للطاقة الكهربائية، مؤكداً أن سعي الشركة السعودية للكهرباء للمنافسة على مؤشرات الأداء العالمي لا يكتمل إلا بنشر ثقافة الاستخدام الأمثل للطاقة الكهربائية والتوعية بها، وانتشار تلك المعايير بين المواطنين والمقيمين مثلما يحدث في الدول المتقدمة.
وقال السهيل إن تطوير المباني الذكية أصبح حركة عالمية، وهي مهمة جدا لتقليل استهلاك الطاقة والحفاظ عليها والاستخدام الفعال للموارد ولتحسين جودة البيئة الداخلية، وأن المنزل الذكي يمكن التواصل معه عبر الأجهزة التي نستخدمها دائماً مثل الجوال والكمبيوتر وشبكات الانترنت في حالة وجود الشخص خارج المنزل، وفي حالة وجوده داخل المنزل فهناك الكثير من الطرق للتخاطب مع المنزل الذكي للتسهيل وللراحة ولتوفير الوقت والطاقة بشكل كبير. مع إمكانية برمجة أوضاع ثابتة وغير ثابتة بالوقت أو التاريخ أو أيام محددة أسبوعياً أو أوقات مختلفة يومياً، ما يساعد في إطالة عمر الأجهزة المستخدمة وما حولها من أمتعة مهمة وأيضاً يساعد على النظافة وصحة المنزل وساكنيه.
ومن جانب آخر أكد المهندس ياسر الحصان ضرورة استمرار الشركة السعودية للكهرباء في حملات التوعية ونشر ثقافة الاستهلاك المتوازن للطاقة الكهربائية، خاصة وأنها تسعى إلى المنافسة على مؤشرات الأداء العالمي في جميع قطاعاتها بعد أن أصبحت الشركة الأكبر في مجال الطاقة الكهربائية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبعد أن تخطى عدد المشتركين لديها ثمانية ملايين مشترك.
وأشار “الحصان” إلى ان نصف الطاقة التي يستهلكها الإنسان تتم داخل المباني، ولذلك يمكن توفير كمية هائلة من الطاقة باعتماد التصاميم التي تساهم في خفض تكاليف التبريد والتسخين والتكييف والإضاءة في المباني، وكذلك بالالتزام بتقنية العزل الحراري، مشيراً إلى أن تقنية العزل الحراري تسهم في تقليل الوقت اللازم للتبريد داخل المنزل، وتوفير الطاقة المهدرة.