أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أثارت خطط تحالف علاقي الكيماويات في العالم شركتي “سابك” و”إكسون موبيل” في مجمع مشترك للبتروكيماويات بالولايات المتحدة الأمريكية ردود أفعال وأصداء مدوية في الوسط الاقتصادي الأمريكي تحدثت عن منعطف استراتيجي هام ومؤثر جداً للطرفين وخاصة لسابك التي تفرض منافسة قوية بتواجدها في قلب الأسواق الأمريكية باستثمارات تصل إلى 7 مليار دولار، في حين سوف تجني “سابك” أهم الفوائد والعوائد المجزية من هذا التحالف الضخم من خلال وفرة المواد الخام من ثروات الغاز الطبيعي التي تكتنزها أمريكا، حيث تشير خطط المجمع بانه سيتضمن بناء وحدة تكسير بالبخار بطاقة 1.8 ملون طن متري سنوباً من الإثيلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم، إضافة إلى وحدات خاصة بالمشتقات لمنتجات البولي إثيلين، والمونو إثيلين جلايكول.
وتابعت “الرياض” ما ذهب إليه محللو “بلاست” الاقتصادية الذي أكدوا ضمان نجاح هذا التحالف في الموقع الاستراتيجي الذي تم تحديده سواء في جنوب تكساس أو ولاية لويزيانا واللتان تعدان موطن للتكرير والبتروكيماويات ومن أكبر وأهم المناطق الصناعية في العالم الغنية بمدخرات الغاز الطبيعي الذي لا ينضب، في وقت تتجه الخطط إلى الاستفادة من الطاقات المفرطة من الإيثان لاستخدامه لقيما في المجمع نظراً لسهولة الوصول إليه خاصة في جنوب تكساس.
ولم تكن خطط “سابك” للتوغل في تحالفاتها البتروكيماوية في أمريكا الشمالية مفاجئة في ظل الطفرة الهائلة للغاز الصخري بالمنطقة. وتابع المحللون بوصف “سابك” وخططها لتوسيع وجودها في أسواق الأوليفينات والبوليمرات في أمريكا الشمالية، في ظل الشراكة التاريخية مع “اكسون موبيل” في مشاريع بتروكيماوية مشتركة بالمملكة منها في شركة كيميا بالجبيل بحجم استثمارات تفوق 20 مليار ريال، وانشئت عام 1980 لإنتاج الأوليفينات المتعددة منها الإيثيلين والبروبلين ومنها أصبحت المملكة أول منتج للبولي إيثيلين، ونجاح الشركتين مؤخراً في تدشين مشروع المطاط البالغة حجم استثماراته 12 مليار ريال. إضافة الى تحالف الشركتين الضخم في شركة ينبت في ينبع التي تعد أحد أكبر المجمعات البتروكيماوية في المنطقة.
في حين لاحظ المشاركون في السوق نمو “سابك” على مدى السنوات الـ 3-5 الماضية لتصبح من أكبر منتجي البتروكيماويات والبلاستيك والراتنجات في العالم، وباعتبارها مرشحا رئيسيا للشراكة في مشاريع البتروكيماويات الكبرى في الولايات المتحدة.
واشاروا إلى “سابك” التي تسيطر حكومة المملكة على 70٪ من أسهمها قد حققت نجاح لافت في استحواذها على وحدة جنرال موتورز مقابل 11.6 مليار دولار عام 2007 والتي انطلقت بموجب هذه الصفقة إلى العالمية بشكل مهول وقد اعادت تسمية الشركة باسم “سابك” للبلاستيكيات المبتكرة، قبل حلها في عام 2015 ضمن إعادة تنظيم وهيكلة ودمج شاملة لبعض أعمال “سابك” الأمر الذي عزز من أدائها ومبيعاتها وأرباحها في نتائج الربع الثاني 2016 رغم ارتفاع تكلفة الغاز الطبيعي والطاقة.
وتدير “سابك” أيضا مصنع للستايرين في كارفيل، في ولاية لويزيانا كجزء من مشروع مشترك مع توتال للبتروكيماويات ولها حصة 11.5٪ في مجمع الأوليفينات التي تديرها وليامز في جيسمار في لويزيانا. ومن شأن المشروع المشترك مع شركة اكسون موبيل كيميكال، أن يدعم “سابك” لتكون لاعب رئيسي آخر في فضاء راتنجات البوليمر، وتسمح لها اختراق أسواق البولي إيثيلين في أمريكا الشمالية بقوة كمنتجة واحدة قادرة على الاستفادة من ميزة المواد الخام في المنطقة.
ومن المتوقع أن يعزز هذا التحالف دفعة لموجة ثانية من المشاريع البتروكيميائية التي يحركها الغاز الصخري في أمريكا الشمالية ومن المتوقع أن تحدث في الإطار الزمني 2020-2023، بقيادة شركة شل، وتوتال والتي من المجدول أن تطلق انتاجها في ذلك الحين. في حين أن الموجة الأولى الجارية حالياً من المتوقع ان تستمر خلال 2018-2019 وتشمل مشاريع تدار من قبل إكسون موبيل، وشيفرون فيليبس، وداو كيميكل، وفورموزا.