أبعاد الخفجى-سياسة:
يشكو الأطباء العاملين فى مدينة حلب السورية من قلة المواد الطبية والإسعافات اللازمة لعلاج ضحايا المعارك الدائرة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة فى المدينة.
وأجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) لقاءات مع عدد من الأطباء المتواجدين فى مدينة حلب، وآخرين غادروا المدينة.
وقالت الطبيبة فريدة التى لا تزال موجودة فى إحدى مستشفيات حلب “كل شيء فى المستشفى غير كاف لعلاج هذا الكم الكبير من جرحى الحرب، ويصاب الأطفال بالإسهال نتيجة المياه الملوثة، فلا توجد مياه نقية والوضع سئ للغاية“.
وأضافت: “المستشفى لم يعد آمنا ولم يعد به مكان لتلقى المزيد من الضحايا، لكن لا يمكننا التوقف عن العمل لأنه لم تعد هناك مستشفيات فى حلب“.
والتقت (بى بى سي) بطبيب آخر يُدعى زاهر سهلول، غادر حلب منذ 5 أسابيع قبل أن تفرض القوات الحكومية حصارا كاملا على المدينة، حيث قال: “لقد غادرت بصعوبة بالغة قبل أن يُفرض الحصار الكامل على المدينة، عندما كنت هناك فى يونيو الماضي، كان طريق الكاستيلو الرئيسى مغلقا“.
وتابع “السائقون الذين كانوا يمرون على الطريق، كانوا يخبروننا بأن نتلو صلواتنا الأخيرة لأننا ربما نلقى حتفنا فى أى وقت، حيث ينتشر العديد من القناصة ويتعرض الطريق لقصف مستمر“.
وأضاف أنه زار 7 مستشفيات فى المدينة تعرضت جميعها للقصف عدة مرات، وبقى فى إحدى المستشفيات تحت الأرض لعلاج ضحايا القصف والمعارك، مؤكدا أن الوضع كان صعبا فى أن يقوم بأداء عمله فى ظل تلك الأجواء تحت الأرض مع استمرار القصف تعرض الضواحى فى حلب للقصف الجنوني.
وأوضح الطبيب، الذى يتواجد حاليا فى الولايات المتحدة، أنه لا يزال على اتصال بزملائه فيحلب، موضحا أنهم يرسلون إليه صور لأطفال يتم إجراء عمليات بتر لأطرافهم وأطفال آخرين يتم عمل التنفس لهم يدويا، حيث لم تعد هناك أجهزة تنفس اصطناعية فى المدينة.
وأشار إلى أنه فى مثل تلك الحالة يتم إجلاء الجرحى إلى تركيا لإنقاذ حياتهم، لكن لا يمكن ذلك فى الوقت الحالى فى ظل الحصار المفروض، مشيرا إلى أن الأمر بات مستحيلا أن يقوم 35 طبيبا، هم من بقوا فى المدينة، بإسعاف وعلاج هذا العدد الكبير من الضحايا.
وأوضح أن هؤلاء الأطباء لا يملكون الأدوات الأساسية مثل المضادات الحيوية والأدوية المسكنة، فيقفون عاجزين عن إسعاف أى من الجرحى الذين يأتون بأعداد كبيرة يوميا