أبعاد الخفجى-محليات:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د.خالد الغامدي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة إن الإيمان بالملائكة من أصول الدين العظام ومحكمات الشرع وأسسها الكبار التي دلت عليها النصوص المتكاثرة، ومنها حديث جبريل العظيم حينما دخل على النبي في أخريات حياته فقرر عقائد الدين وأصول الملة، وعلم الناس أمور دينهم، وبين لهم أن الإيمان بالملائكة من أصول الدين التي يجب على الناس تعلمها لما في ذلك من زيادة الإيمان وتقويته وثبات العبد في الكرام في هذه الحياة حينما يؤمن بالملائكة وبأعمالهم ويشعر أنهم معه تؤيده وتنصره وتثبته، ولذلك فإن الواجب على المؤمن أن يتعلم هذا الأصل العظيم ويحرص على إجلال ملائكة الله الكرام وإكرامهم واستحيائهم واستجلابهم، وأن يبتعد ويحذر من كل الأعمال الوسائل التي تؤذيهم وتبعدهم وتنفرهم فيفوته بذلك من الحفظ والعناية والخيرات والبركة ما لا يحصى، وقد ثبت في النصوص أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم من الروائح الكريهة والقذر والنجس، وأنها تلعن من يرفع حديدة أو سلاحاً في وجه أخيه المسلم بغير وجه حق، وتلعن المرأة التي لا تستجيب لزوجها من غير عذر، وتلعن الذي أحدث حدثاً أو آوى محدثاً، أو سب الصحابة رضوان الله عليهم كما ثبت، وتلعن من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه رغبة عنهم، وثبت أيضاً أن الملائكة لا تقرب جيفة الكافر ولا المتضمخ بالخلوق والزعفران ولا تقرب السكران، ولا الذي عليه جنابة ولم يغتسل إلا أن يتوضأ، وهي لا تقرب البيت الذي يهجر أهله القرآن والذكر ويستبدلون بذلك المنكرات ومعاصي اللهو والمعازف ومزامير الشيطان، ولا تدخل البيت الذي فيه كلاب أو تصاوير وتماثيل معظمة، وغير ذلك من الأعمال التي تؤذي الملائكة وتبعدهم عن العبد.
وأضاف الشيخ الغامدي إن من العجب أن بعض الناس يشتكي من السحر والعين ومس الشياطين وتغير الأحوال في نفسه وأهله وبيته، والحقيقة أنه هو السبب في ذلك لأنه تلبس بالمعاصي والمنكرات في نفسه وبيته وأهله، وآذى الملائكة بأعماله فخرجوا من داره وابتعدوا عنه فتعكر صفو حياته، وخلا الجو للشياطين فهجمت عليه من كل ناحية واستحوذت عليه وأذاقته الآلام والأحزان والشقاء النفسي، وإن من الحقائق الثابتة أن وجود الملائكة يطرد الشياطين ويخزيهم، كما هرب الشيطان لما رأى الملائكة نازلة في معركة بدر الكبرى ونكص على عاقبيه وقال في رعب وخوف إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وسيقوم الشيطان خطيباً في جهنم ويعلن للناس أنه وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ، وبين فضيلته أن الملائكة خلق كرام أبرار، وأن من أجل أعمالهم حفظ المؤمنين وتأييدهم وتحريك الخير في قلوبهم، وهم يستحون من صالح المؤمنين كما كانت الملائكة تستحي من عثمان رضي الله عنه، فاستحيوا منهم وأكرموهم ولا تؤذوهم وتخرجوهم من بيوتكم تسعدوا في حياتكم وتهنئوا في معايشكم، وتغشاكم الرحمة، وتنزل عليكم السكينة ويحفظكم الله في أنفسكم وأهليكم ومدخلكم ومخرجكم.