أبعاد الخفجى-سياسة:
خرج الجمعة اكثر من 300 من اهالى مدينة داريا السورية الذين كانوا قد نزحوا الى معضمية الشام المجاورة، متوجهين على متن حافلات الى مراكز اقامة مؤقتة فى ريف دمشق استكمالا للاتفاق بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة، وفق ما افاد مصور لوكالة فرانس برس.
وذكر الاعلام السورى الرسمى ان خروج عشرات العائلات ياتى بموجب اتفاق داريا الذى توصلت اليه الحكومة السورية مع الفصائل المقاتلة وتم بموجبه السبت اخلاء داريا بالكامل من المدنيين والمقاتلين على حد سواء.
وشاهد مصور لفرانس برس عشرات الاشخاص معظمهم من النساء والاطفال وهم يخرجون سيرا على الاقدام من معضمية الشام التى تسيطر عليها الفصائل المعارضة، حاملين امتعتهم باتجاه مدخل المدينة، حيث كانت ثمانى حافلات تنتظرهم واقلتهم باتجاه مراكز ايواء مؤقتة فى بلدة حرجلة فى ريف دمشق.
وتولى عناصر من الجيش السورى تفتيش الحقائب والتحقق من ورود اسماء الاهالى فى لوائح رسمية.
وقالت هويدا اثناء وصولها مع اولادها السبعة الى نقطة تجمع الحافلات باقتضاب لفرانس برس “نزحنا منذ نحو ثلاث سنوات من داريا الى المعضمية ومن المقرر ان نتوجه الى منطقة الكسوة” حيث تقع بلدة حرجلة.
واضافت “نأمل ان نرتاح هناك اكثر من هنا“.
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” صباحا بـ”بدء اخراج 303 اشخاص من اهالى داريا.. لنقلهم الى مركز الاقامة المؤقتة فى حرجلة“.
وبحسب التلفزيون السورى الرسمي، يتوزع الخارجون بين 162 طفلا و79 امراة و62 رجلا، ويأتى خروجهم “لاستكمال بنود الاتفاق بين الدولة والسورية والفصائل المسلحة“.
وخلال السنوات الثلاث الاخيرة، نزح 2500 شخص من داريا الى معضمية الشام، وفق مسؤول سورى محلي.
وقال رئيس لجنة المصالحة فى داريا مروان عبيد للتلفزيون الرسمى الجمعة ان خروج العائلات الجمعة يشكل “المرحلة الثالثة من اتفاق داريا“.
وياتى اجلاء المدنيين اليوم غداة انتقاد الموفد الدولى الخاص الى سوريا ستافان دى ميستورا “إستراتيجية” إخلاء مدن محاصرة فى سوريا على غرار داريا.
وقال للصحافيين فى جنيف “هل ينبغى ان نتجاهل واقع ان هناك فى الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث فى داريا فى الوعر (حمص) ومعضمية الشام؟
فى معضمية الشام، اعلن مسؤولون محليون العمل على اتفاق لاخراج مقاتلى الفصائل من المدينة فى الاسابيع المقبلة.
وقال احد مسؤولى لجنة المصالحة فى المدينة اكرم الجميلى لفرانس برس “لا اخلاء للمدنيين من المعضمية وكلهم سيبقون فيها” موضحا ان الوضع “مختلف كثيرا عن داريا“.
واوضح “منذ نحو ثلاث سنوات لا احد يحمل السلاح” مضيفا “السلاح موجود لكنه مطمور”، لافتا الى ان “كافة الدوائر والمؤسسات ستدخل المدينة بعد الانتهاء” من تطبيق الاتفاق.
وتسيطر الفصائل المعارضة على مدينة معضمية الشام التى تحاصرها قوات النظام منذ مطلع العام 2013، قبل ان يتم التوصل الى اتفاق هدنة فيها بعد نحو عام، ما ادى الى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها. لكن الامم المتحدة اعادت مطلع العام تصنيفها بالمحاصرة اثر تشديد قوات النظام حصارها على المدينة.
ويوضح احد المسؤولين فى لجنة المصالحة محمد رجا لفرانس برس ان الاتفاق يسرى على “الف مسلح” بحيث “يخرج من المدينة” كل من يرفض الاتفاق، اما من يوافق عليه، “فيخرج لتسوية وضعه ويسلم سلاحه”، متوقعا ان يبدأ تنفيذ الاتفاق قبل عيد الاضحى على ان يستكمل خلال مدة شهر.
وبحسب ناشط معارض فى معضمية الشام، رفض الكشف عن هويته، تجرى المفاوضات بين الطرفين “بحضور اربع ضباط روس”، مشيرا الى ان “طلب النظام الاساسى هو تسليم كافة الاسلحة“.
واضاف “لا احد يريد ان يغادر مدينته.. لم يتركوا لنا خيارات اخرى“.
ونددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة فى المعارضة السورية فى بيان باتفاقات التهدئة المحلية، معتبرة أنها “تؤدى إلى تطهير سياسى واتني