أبعاد الخفجى-اقتصاد:
حينما تقف أمام ركن الحرفيين في مدينة التمور ببريدة ستجد نفسك مرغماً على قول “النخلة.. ليس لك إلا أن تستفيد منها”، تلك الجملة تختصر وتختزل للجميع القيمة الغذائية والاقتصادية للنخلة على مدى التاريخ.
وقد جاء مهرجان بريدة للتمور1437هـ، الذي تحتضنه مدينة التمور ببريدة ليكرس معنى العبارة السابقة، التي لن يشك أو يشكك في صدقيتها أي منصف وعارف بتاريخ النخلة، وقيمتها عند العرب قديماً وحديثاً، وليس ابتداء من كونها رمزاً لرغد العيش والسكينة المدنية، ولا انتهاء بكونها قيمة تعزز معنى الكرم وحسن الضيافة.
وأكد عبدالله الزيد نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان أن ركن الحرفيين الذي يتوسط مركز النخلة في مدينة التمور، يعد من أبرز المزارات التي يقف على جنباتها زوار المهرجان، ومرتادي سوق بيع التمور، ويجد فيه المتأمل التعدد الكبير لطرق الاستفادة من النخلة وأجزائها، ليدرك تماماً أن النخلة ليست مجرد نبتة تنتج لنا التمر فحسب، بل هي في عصور قد مضت مكوناً رئيسياً لمتطلبات العيش، وبناء المسكن، ورفد مقومات التعايش والتعاطي مع نقلات المدنية.
وأشار الزيد إلى أن ذلك الأمر يكون حينما يعلم الزائر أن أجزاء النخلة تدخل طرفاً في أساسيات الطبخ حينما تتم الاستفادة من بقاياها في إشعال النار، وتعتبر أحد متطلبات البناء، ولوازم الهندسة المعمارية، بعد أن تتم الاستفادة من جذوعها وسعفها، ولك أن تجدها من أهم عوامل التقدم الزراعي للمجتمعات، باعتبار دخول أجزاء منها في مكونات صناعة الآلات والعدد الزراعية.
الحرفي عبدالرحمن الحماد ينكب عاكفاً في ركن الحرفيين على كثير من أجزاء النخلة ليصنع من ليفها الحبال، وينظم من خوصها وسعفها السلال، يستوقفك في مهارته في التنسيق والقياسات، وخفة يده في النظم والعقد، لما بين يديه من قطع كانت قبل فترة ناظمة للنخلة، وراسمة لشكلها النهائي.
في حين تجد أمام الحرفي محمد الصعنوني العديد من الآلات والأواني الخاصة بالطبخ، والتي تمت صناعتها أو إدخال شيء من مكونات النخلة كالجذع والسعف في صناعتها، كما أنك ستجد عدداً من الصناعات التكميلية والجمالية للبيت قد دخلت في صناعتها النخلة، كالمباخر، وأشكال الزينة.
الحرفي محمد المزيني تجاوز كل تلك المهارات، ونحى منحى آخر تمثل في الصناعة الترفيهية، باعتماده على النخلة والخشب في تصميم وعمل العديد من آلات التسلية الخاصة بالصغار، والتي تكتسب في تصنيعها الدقة في الأوزان والمقاسات، حتى تعطي الغرض منها في إحداث ما تحدثه من أصوات أو حركات منتظمة حول نفسها.