أبعاد الخفجى-اقتصاد:
على خلاف التوقعات وصلت تنافسية الأسواق النفطية الآسيوية إلى مستويات عالية عبر نموها المستمر؛ وهو الأمر الذي التركيز عليه قائماً على المستوى الدولي وذلك بحسب المدير التنفيذي لشركة إنيرجي أوتلوك أدفايزرز بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور أنس الحجي.
وقال الحجي في حديث بحسب “الرياض” نمت اقتصادات دول جنوب شرق آسيا بشكل كبير في السنوات الماضية في وقت عانت فيه اقتصادات الدول الأوروبية من مشاكل عديدة، الأمر الذي جعل تركيز الدول النفطية على الأسواق الآسيوية منطقيا، وقامت شركة أرامكو السعودية عبر سنين طويلة بالتركيز على بعض الدول الآسيوية حيث استثمرت أموالاً ضخمة سواء في المصافي أو في محطات التخزين لضمان هذه الأسواق على المدى الطويل، إلا أن التطورات في الأعوام الأخيرة جعلت الأسواق النفطية الآسيوية منافسة بشكل لم يكن متوقعا على الاطلاق.
وتابع قائلاً في البداية نتج عن ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية انخفاض كبير في وارداتها من النفط الخفيف الحلو القادم من ثلاث دول أعضاء في أوبك هي أنغولا والجزائر ونيجيريا، وهذه الدول الثلاث بحثت عن أسواق جديدة ولم تجد بداً من منافسة الدول الخليجية في أسواقها التقليدية بآسيا، ولما قامت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الشركات الروسية، قام الروس بتصدير نفطهم إلى الصين على حساب الحصة السوقية لبعض دول أوبك، لتتحول بعد فترة المنافسة من الأسواق الصينية إلى الأسواق الهندية بين إيران وروسيا، إن خسارة إيران لجزء من حصتها في الهند يعني أنها تبحث عن اسواق جديدة على حساب الآخرين، لذلك فإنه يتوقع أن تستمر المنافسة بين دول أوبك في الشهور القادمة، هذا المنافسة ستمنع الأسعار من الارتفاع وربما تجبرها على الانخفاض.
وقال الدكتور الحجي مما زاد في الطين بلة هو أن التغيرات الهيكلية في الاقتصاد الصيني خلال الأعوام الأخيرة خفضت بشكل كبير من استهلاك الديزل، الأمر الذي أجبر المصافي الصينية على تصديره، تأتي هذه الزيادة في المنتجات النفطية في الوقت الذي ازدادت في صادرات الهند والسعودية والولايات المتحدة من المنتجات النفطية، الأمر الذي يعني أن المنافسة الشديدة لا تقتصر على النفط الخام فقط، وانما تمتد إلى المنتجات النفطية وهو أمر يعزز فكرة انخفاض أسعار النفط خاصة في شهر أكتوبر، وعلى الرغم من الغموض الذي يلف موضوع المخزون الصيني الاستراتيجي، إلا أن اكتشاف الأقمار الصناعية لخزانات ضخمة مليئة بالنفط لم يتم حسابها من قبل قد تشير إلى أن استهلاك النفط في الصين كان أقل من الواقع لأن الصين كانت تخزن النفط، وهذا يعني أن الطلب الصيني على النفط قد ينخفض متى ما تم اكتفاء الاحتياطي الاستراتيجي، وهذا بدوره قد يخفض الأسعار أو يمنعها من الارتفاع على الأقل.