أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قبل عقد من الزمان، لم تكن الحوادث أمراً مقلقاً في ذلك الوقت بالنظر إلى أرقامها التي لم تكن مخيفة بما يكفي لأن تصبح حديث الناس، وعلى الرغم من قسوة الحوادث المرورية وتسببها في إزهاق الأنفس واتلاف الممتلكات، إلا أن الأرقام آنذاك لربما كانت ضمن حدود طبيعية بالنظر إلى مساحة البلاد وعدد سكانها، لكن إحصائية حديثة حصلت عليها “الرياض” تفيد أن عدد الحوادث التي وقعت العام الحالي 2016، والتي باشرتها شركة نجم فقط، قد تجاوزت المليون حادث، مما يثير الفزع والتوقعات عن العدد الكلي للحوادث في البلاد، حيث يباشر المرور الحوادث غير المغطاة بالتأمين، في ظل مؤشرات تؤكد أن المركبات التي لا تحظى بوثائق التأمين تناهز الـ50% من عدد المركبات في البلاد، الأمر الذي يجعل التوقعات مخيفة في ظل إحجام المرور عن إصدار إحصائيات حديثة عن عدد الحوادث التي باشرها خلال السبع سنوات الأخيرة.
وفيما تلقى المسؤولية على السائق في التسبب بالحوادث، يشير مراقبون إلى أن غياب السلطة المرورية عن الميدان، وتراجع أداء الضبط المروري قد جعل الطرق مسرحاً للتهور والسرعة الجنونية، فيما ذهب آخرون إلى مسؤولية الطريق وتجاوزات المقاولين في التسبب في بعض الحوادث.
وأكد عضو مجلس الجمعية السعودية للسلامة المرورية والأمين العام للجنة السلامة المرورية المهندس سلطان بن حمود الزهراني – أنه ليس مستغرباً تنامي أعداد الحوادث في البلاد، مبيناً أن هذا الرقم الكبير للحوادث التي باشرتها شركة نجم والتي تجاوزت المليون حادث – وإن كان غالبا حوادث تلفيات – إلا أنها في نهاية الأمر حوادث تفرز خسائر مادية كبيرة، وأشار إلى أن الرقم مفزع، مبيناً أن عدم التزام السائقين بأصول القيادة الآمنة يعد هو السبب الأبرز في كثرة الحوادث المرورية في البلاد، وأشار إلى أن عدم الالتزام والتقيد بأنظمة المرور، وكذلك التعدي على الإشارات المرورية والسرعة وعدم ربط حزام الأمان واستخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة، أمور أدت إلى تلك الزيادة الكبيرة في حوادث المرور في المملكة.
وأكد الزهراني أن لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية قد أجرت مسحاً ميدانياً في المنطقة أظهر أن الالتزام بحزام الأمان لا يتعدى 18% فقط.
وأشار إلى أن غياب الضبط المروري الكامل لحركة المرور في الميدان أدى إلى فراغ نتج عنه تمرد السائقين على الأنظمة المرورية، مما تسبب في حوادث مرورية مروعة، وبين أنه مهما كانت امكانات المرور وأمن الطرق، فإنه لن يستطيع السيطرة على المشهد المروري إلا بالتوظيف المهني الدقيق للتقنية وعلى نطاق واسع لضبط الحركة المرورية في مختلف المناطق.
وأكد أن نظام ساهر لا زال حضوره محدوداً، مما يجعل تأثيره ضعيفاً في كبح جماح تنامي أعداد الحوادث التي يتعاظم بشكل سنوي.
الجدير بالذكر أن آخر احصائية منشورة على موقع الإدارة العامة للمرور هي لعدد الحوادث عام 1430هـ، والتي بلغت حسب الموقع 484805 حوادث مرورية، نتج عنها 6142 حالة وفاة، حيث أفرز كل 1000حادث 13 متوفيا.