أبعاد الخفجى-اقتصاد:
تخطط شركة أرامكو السعودية وشريكتها الأمريكية في مصفاة موتيفا انتربرايزز شراء مصفاة مملوكة بالكاملة لشركة ليونديل بازل الهولندية في هيوستن في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية بطاقة تكرير 268 ألف برميل يوميا من النفط الخام، وذلك وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على الأمر حيث تقود أرامكو السعودية جس النبض للظفر بهذه الصفقة، في وقت ينتظر أن تعلن شركة ليونديل أمر البيع وكافة التفاصيل خلال هذا الأسبوع، في حين تحفظ متحدث الشركة عن الخوض بشأن بيع المصفاة لحين أخر.
وقدرت قيمة المصفاة بنحو 1.5 مليار دولار على أساس متوسط السعر بين 5000 و6000 دولار للبرميل من طاقة التكرير في المبيعات الأخيرة من مصافي التكرير في الولايات المتحدة، وأشارت مصادر الى تعيين شركة ليونديل أحد البنوك الأمريكية للمساعدة في عملية بيع المصفاة، وألمح مصدر في الشركة إلى أن المصفاة تمثل قيمة أكبر كجزء من نظام تكريري أضخم حيث تعمل الشركة حالياً على استكشاف جميع الخيارات.
وظهرت شركة أرامكو السعودية موتيفا كأبرز المتنافسين لشراء المصفاة خلال عطلة نهاية الأسبوع، على أثر شروع إدارة ليونديل لتقييم عطاءات ومقترحات المشترين المحتملين، حيث تقدمت شكة ارامكو موتيفا وشركة طاقة كندية بتبادل مقترحات الشراء مع مصفاة ليونديل. في حين سمع القليل عن مشتري محتمل أخر تقدم بمقترحات شراء.
وتابعت “الرياض” وضع المصفاة وأخر تطوراتها ومنجزاتها حيث اتضح أن المصفاة التي يعمل بها 1300 عامل مرت بظروف غير مطمئنة في نتائج أدائها لعام 2015 حيث شهدت انخفاض معدلات معالجة الخام في 2015 ويرجع ذلك أساسا إلى توقف غير مخطط له لوحدات الإنتاج لإعمال صيانة طارئة.
في حين تعرضت المصفاة لحريق هائل في شهر أبريل الماضي 2016 دون حدوث خسائر في الأرواح وتسبب الحريق في خفض معدلات التكرير في نتائج الربع الثاني 2016 إلى 183 ألف برميل يومياً مقارنة بالطاقة الاجمالية البالغة 268 ألف برميل يوميا، في حين أظهرت نتائج النصف الأول 2016 تحقيق خسائر في إيرادات التشغيل بقيمة 83 مليون دولار، مقارنة مع تحقيق أرباح في إيرادات التشغيل للفترة المماثلة عام 2015 قدرها 193 مليون دولار، وتمثل المصفاة جزء من أعمال شركة ليونديل بازل العالمية للبتروكيماويات والتكرير والتي حلت في المرتبة السادسة على المستوى العالمي في حجم المبيعات التي بلغت 32.7 مليار دولار.
وتعتبر مصفاة ليونديل بازل من أكبر مصافي التكرير المتكاملة في أمريكا الشمالية لتحويل كميات كبيرة من النفط الخام الثقيل لإنتاج البنزين ومكوناته بطاقة 120 ألف برميل يوميا، والديزل بطاقة 95 ألف برميل يوميا، ووقود الطائرات بطاقة 25 ألف برميل يوميا، والمنتجات الأخرى ذات القيمة العالية وتشمل العطريات، وزيوت التشحيم وفحم الكوك، في وقت تعد ليونديل أكبر منتج في العالم لـ “أم تي بي إي” و “إي تي بي إي” بما يقرب من 10٪ من إجمالي الطاقة الإنتاجية العالمية لهذه المنتجات.
وتعتمد شركة ليونديل على منتجات هذه المصفاة من مشتقات النفط لاستخدامها كخام ولقيم لمصانعها الكيماوية الأخرى حيث توفر المصفاة مجموعة متنوعة من الزيوت الخام عالية الكبريت الرخيصة كلقيم، في وقت اعتمدت المصفاة في عملياتها التكريرية على استغلال كميات كبيرة من النفط الكندي خلال السنوات القليلة الماضية.
واستأنفت مصفاة هيوستن انتاجها الاثنين الماضي على أثر انقطاع التيار الكهربائي، الذي اتى متزامناً مع سلسلة أحداث من الحرائق والاغلاقات المتكررة التي أثرت على أداء المصفاة واضطرتها لخفض معدلات انتاجها على مدار العام.
وما دفع ارامكو السعودية لشراء مصفاة ليونديل كونها معروفة جيدا لشريكة أرامكو في موتيفا شركة رويال داتش شل التي تزودها ليونديل بالغاز الجاف لمصفاتها المشتركة في تكساس والقريبة جداً من مصفاة ليونديل.
في حين لم يتضح وضع مصفاة ليونديل في حال بيعها لشركة ارامكو موتيفا بعد فض شراكة ارامكو وشل في موتيفا التي تقرر إنهائها في 1 أبريل 2017 لصالح ارامكو السعودية التي سوف تستحوذ بالكامل على مصفاة موتيفا.