أبعاد الخفجى-رياضة:
غيّرت إدارة الوحدة جلد فريقها بشكل كامل، بالاستغناء عن عدد من اللاعبين، واستقطبت آخرين سواء بنظام الإعارة أو الانتقال النهائي، وهو ما يعني أنها بنت فريقا جديدا، وسارت بذات النهج الذي سبق لإدارة التعاون أن سلكته في وقت سابق، وحققت به نتائج إيجابية أوصلت الأخير إلى دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه، وتعتبر الإدارة الحمراء وإن اختلفنا مع بعض قرارتها “شجاعة”، حتى وهي تبعد أسماء لها تاريخها وقيمتها في خارطة “الفرسان”، فهي تعمل باحترافية مطلقة وسلمت كل الأمور الفنية للمدرب الجزائري خير الدين مضوي، الذي حضر منتصف الموسم الماضي لتدريب الفريق، ولم تتدخل في قرارته حتى وإن ناقشته حول بعض الأسماء، لكنها في الأخير وثقت فيه وسلمته ملف اللاعبين الذين سيتواجدون مع الفريق هذا الموسم، وبالتأكيد أن ذلك لم يحدث إلا لأن هناك مشروعا مشتركا يعمل عليه الطرفان لبناء فريق جديد بغض النظر عن النتائج، وهو مايعني بأن “الأحمر” إن تعرض لخسائر عدة مثلما حدث في الموسم الماضي، فلن تسلك الإدارة طريق بعض مسؤولي الأندية بإقالة المدرب، لأن الأهداف المنشودة لن تتحقق في ليلة وضحاها.
الثقة المتبادلة بين رئيس الوحدة هشام مرسي والمدرب خير الدين مضوي ستنعكس إيجابياً على اللاعبين والفريق، فالجزائري يعتبر واحدا من أفضل المدربين العرب، وسبق له أن قاد ناديا كبيرا مثل وفاق سطيف إلى منصات التتويج بالذهب المحلية والإفريقية، وهو أهل للثقة، خصوصاً وأن النادي المكي عُرف بتصديره وتفريخه للنجوم، فلا يكاد يخلو أي فريق محلي من أحد خريجي المدرسة الوحداوية، لأن حواري مكة المكرمة ولادة للمواهب المميزة، وهو ماسيسهل من إنجاز المشروع المشترك بين الإدارة ومضوي.
الوحداويون لديهم طموحات كبيرة برؤية فريقهم كسابق عهده، يقارع الفرق الكبيرة، يهزمها تارة، ويحرجها تارة أخرى، يصل إلى الأدوار النهائية في مسابقات النفس القصير، وينافس على الذهب بتسجيل اسمه في النهائيات مثلما فعل في أعوام مضت، لا يخشى من شبح الهبوط ويحجز له مكاناً مع فرق المقدمة، وهو قادر على ذلك إذا ما وجد دعماً من قبل شرفييه الذين قاطعوه، واحرجوا الإدارة الحالية، وأجبروها على الاستغناء عن عدد من اللاعبين ونجوم الفريق من أجل تسيير النادي، لاسيما وأنها لا تمتلك المال، وكانت تعول كثيراً على دعم محبي “الفرسان”، حالها كحال بقية الأندية السعودية التي تعتمد على “هبات” الشرفيين والمحبين، وتفتقد للموارد المالية التي تجعلها تعمل بأقل المشاكل المالية.
خلال أول جولتين في “دوري جميل” وفي كأس ولي العهد ظهر “الأحمر” بصورة جيدة، باستثناء مباراة الرائد التي خسرها في القصيم بأخطاء فردية، لكن في المجمل استطاع الفريق أن ينتصر على التعاون، ويتأهل إلى دور الـ 16 من كأس ولي العهد، وأظهر عدد من اللاعبين إمكانيات رائعة، خصوصاً اللاعبين المنضمين حديثاً للفريق، ويأمل الوحداويون في أن يكون الجهاز الفني بقيادة مضوي قد استفاد من فترة التوقف الحالية لإصلاح بعض الأخطاء ونقاط الضعف، بالإضافة إلى زيادة الانسجام بين اللاعبين المحليين والأجانب، لأن ذلك سيلقي بظلاله سلباً أو إيجاباً على مسيرة “الفرسان” في الجولات المقبلة.