أبعاد الخفجى-محليات:
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد أن دين الإسلام يولي كل من يعاني في حال من أحوال الضعف اهتماما كبيرا، فإن الأمة التي يشعر الضعفاء فيها بمكانتهم وأهميتهم واهتمام أصحاب المسؤوليات بهم هي أمة الرحمة والعزة والتكافل والإنسانية، فالخير والبركة والنصر وسعة الرزق واجتماع القلوب لا تحل في الأمة إلا حينما تحفظ حقوق ضعفائها وتستجلب رضاهم.
وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة: إن للمملكة مكانة وعظيم أثر في نصرة قضايا الإسلام والمسلمين، والوقوف مع المضطهدين والمستضعفين، وسعي في جمع كلمة المسلمين، على المنهج الحق والوسط والتعايش مع الأمم والشعوب، انطلاقا من مبادئ هذا الدين الحنيف، وسوف لا يخزيها الله أبدا، فإن صنائع المعروف لتقي من صنائع السوء. وبين الشيخ ابن حميد أنه يأتي في سياق ذلك، السياسات الحكيمة والتوجهات المباركة، والتوجيهات المالية لتنظيم الترشيد المالي والإصلاح الاقتصادي لينتظم الصغير والكبير، فليس تقشفا ولا ضعفا في الموارد ولله الحمد، ولكنه من أجل تنمية روح المسؤولية وحماية النزاهة ومكافحة الفساد ورفع كفاءة الأداء، في رؤية تتعامل مع الحاضر وتستشرف المستقبل، من أجل التوجه نحو تنوع مصادر الدخل، ومزيد من الإسهام والمشاركة في البناء مع الجميع، وبما يشمل الاقتصاد والإدارة والإنفاق والتنمية، ويستوعب التحولات المختلفة إقليميا ودوليا، واستحقاقات المستقبل وخططه، بصورة تدريجية واقعية في أولويات مرتبة، فالأدوات ولله الحمد متوفرة، والإرادة حاضرة، والرؤية بإذن الله ثاقبة، والإدارة حسنة. وتابع: إن التجار وذوي اليسار ورجال الأعمال والمؤسسات المالية والمصانع يفهمون هذا التوجه ويسيرون معه، ويستشعرون مسؤوليتهم في ظل هذه القرارات، حين يقدمون خدماتهم لهذا الوطن، في إيجاد فرص عمل للشباب لتتواكب مع هذا التوجه المبارك، وفي موقف كريم آخر حينما يتجلى تفهم المواطن لهذه التوجهات والتوجيهات، فلقد فهمها وتفهمها، والرجال تظهرها المناسبات، فوطنهم وقيادتهم أعطت الكثير واعتنت بالإنسان قبل العمران، وطن كريم معطاء تحقق فيه ولله الحمد الاجتماع بعد الفرقة، العلم بعد الجهل، والصحة على المرض، واحتل الموقع المتميز المرموق بين الدول، فكان هذا المجتمع الواعي المتماسك المتعاضد في كل الظروف والأحوال والمتغيرات، والعلاقة حق وعطاء وواجب ومسؤولية.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام، أن أبناء هذا البلد المعطاء نفوس تربت على العقيدة والتوحيد، تعرف ما لها وما عليها، نهجها الوفاء والصدق والمحبة في عزة ومنعة وحزم وعزم، فحزم في زمن التراخي، وصدق في زمن الخداع، في اقتصاد وحسن تدبير، وبعد عن الإسراف والتبذير، وشكر للمنعم وحفظ للنعم، وحسن ظن بالله وتعظيمه، ويقظة من مكر الأعداء وشائعات المتربصين والمتدثرين بأسماء مستعارة.