أبعاد الخفجى-رياضة:
برز المدافع عمر هوساوي بشكل لافت في مواجهة استراليا التي انتهت بالتعادل ٢-٢ ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ٢٠١٨م، وقدم واحدة من أفضل المباريات التي لعبها في ملاعب كرة القدم إن لم تكن الأفضل له على الإطلاق، وشكل إلى جانب زميله أسامة هوساوي ساتراً دفاعياً وضع حداً للهجوم الاسترالي، واستحق صمام الأمن ولقي الإشادات الكبيرة، فعلى الرغم من خروجه مصاباً منتصف الشوط الثاني إلا أن الدقائق التي لعبها جعلت كل من شاهد مواجهة “الكنغر” يصفق له، وأعادت مستويات هوساوي لأذهاننا تلك التي كان يقدمها في وقت سابق المدافع الراحل محمد الخليوي -يرحمه الله- ورفيق دربه أحمد جميل، إذ فعل هوساوي مثلهما وجمع بين القوة والصلابة واللعب الرجولي والروح القتالية، وهو ما ميزه إلى جانب إمكاناته الفنية الكبيرة.
ويعتبر أداء هوساوي امتدادا لما كان يقدمه مع فريقه النصر والأخضر السعودي في وقت سابق، إلا أن ظهوره أمام الاستراليين كان مختلفاً تماماً، ولعل إصابة الشد العضلي التي تعرض لها دليل على المجهود الذي قام به للدفاع عن شباك منتخبنا، وعلى الرغم من تخوف الجماهير بعد خروجه للإصابة إلا أن بديله معتز هوساوي كان حاضراً في الموعد وأكمل ما بدأه عمر.
المنتخب السعودي يحتاج في مباراة اليوم مع الإمارات إلى استمرار الروح القتالية والفدائية والمستوى الكبير والتركيز العالي الذي شاهدنا عليه هوساوي أمام استراليا، خصوصاً وأن الأبيض الإماراتي يمتلك لاعبين مميزين في المنطقة الأمامية يتقدمهم المهاجمان علي مبخوت وأحمد خليل بالإضافة إلى لاعب الوسط المتألق عمر عبدالرحمن “عموري”، ونطمح في أن يحافظ دفاعنا بقيادة هوساوي “عمر واسامة” على يقظته أمام الإماراتيين، فالمهمة صعبة ولن تقل صعوبة عن لقاء تيم كاهيل ورفاقه الاستراليين.
على هوساوي أن ينسى ما قدمه في مباراة “الكنغر” ويركز على مواجهة الغد حتى يستمر في تألقه ويهدي الوطن مع زملائه اللاعبين النقاط الثلاث، والجميل في الموضوع هو تعاطي الجماهير الرياضية والإعلاميين مع المستويات الكبيرة لعمر هوساوي، فالأخير نال عبارات المديح والإشادات من قبل الهلاليين قبل النصراويين وهو ما يبرهن على أن الجميع على قلب رجل واحد، وأنهم تركوا ألوان انديتهم جانباً واتحدوا خلف شعار التوحيد، وهذا ما افتقدناه في الأعوام الماضية وكان سبباً رئيسياً في غياب الروح عند اللاعبين، وابتعاد البعض عن منتخبنا، وبمثل هذه الروح القتالية والفدائية من هوساوي ورفاقه والوقفة المشرفة للجماهير والاعلاميين سنذهب بعيداً في هذه التصفيات وسنصل بمشيئة الله إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في مونديال ٢٠١٨م.