أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن النفط والغاز سيحتفظان بمكانتهما الجوهرية في قطاع الطاقة العالمي لعقود مقبلة، وعلى المستثمرين في صناعة الطاقة الاستعداد للانتقال إلى أنواع وقود بديلة.
وشدد خلال كلمة رئيسة في مؤتمر الطاقة العالمي الثالث والعشرين المقام في مدينة اسطنبول، على أن صناعة الطاقة تواجه في الوقت الراهن تحديات صعبة، لافتاً الانتباه إلى أن انخفاض أسعار النفط ليس السبب الوحيد لهذه المصاعب، وإنما بسبب ضعف الاستثمارات العالمية بصورة رئيسة، الذي أدّى إلى اختلال موازين العرض والطلب. وقال : « هذا الاختلال سيؤثر على المدى البعيد على أسعار النفط والاقتصاد العالمي».
وأوضح أن أرامكو السعودية، ستستمر في الاستثمار في مشروعاتها الأساسية المرتبطة بالنفط والغاز وفي مجالات المعالجة والتكرير والتسويق والكيميائيات. أما المشروعات التي قامت بإرجائها فقد كانت في معظمها من مشروعات المساندة». مؤكداً استمرار أرامكو السعودية في المحافظة على الطاقة الإنتاجية الاحتياطية لتعزيز أمن الطاقة العالمي حتى في ظل حالة التراجع طويل الأمد التي تشهدها الأسواق، وللحد من تأثير الظروف غير المتوقعة.
وأشار رئيس أرامكو إلى أنه يتوجب على صناعة الطاقة أن تتبنى أنموذجاً جديداً للأعمال وأسماه «الطاقة 2.0» ويتكون من ثلاثة عناصر أساسية، الأول «يوجب علينا الاستمرار في ضخ استثمارات مناسبة من حيث الكم والتوقيت في إمداد الوقود الإحفوري. فنحن في أرامكو السعودية نخطط لاستثمار أكثر من 300 بليون دولار أمريكي على مدى العقد القادم لتعزيز مكانتنا البارزة في مجال النفط والمحافظة على طاقتنا الإنتاجية الاحتياطية والتوسع بصورة كبيرة في إنتاج الغاز التقليدي والاستفادة من مصادر الغاز غير التقليدي لدينا.
ورأى الناصر في حديثه عن العنصر الثاني بأنه على الصناعة أن تتحلى بقدرة مالية قوية ومرونة أكبر بإحداث تغيير هائل في بنية تكاليفها الأساسية. فالتحلي بقدر أكبر من الكفاءة والكلفة التنافسية والتكامل هي حتميات مهمة، أشار إلى أن العنصر الثالث يرتكز على الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا لإنتاج منتجات نظيفة جداً من النفط والإمدادات الأخرى من أنواع الوقود الإحفوري، وذلك للتغلب على التحديات التي تواجهها أنواع الوقود البديلة.
وفي موضوع متصل، أكد الناصر في تصريحات صحفية ان الشركة تستهدف عام 2018 لتنفيذ ما يمكن أن يكون أكبر طرح عام أولي إذ تتوقع تحسن أسعار النفط وظروف السوق خلال السنوات المقبلة، وأضاف ان جميع الأسواق ما زالت محل دراسة للطرح العام الأولي لما يصل إلى خمسة بالمئة من شركة أرامكو وإن كان الحجم الدقيق للطرح سيحدده مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وقال الناصر «نحن متفائلون بأن السوق بدأت تتعافى ونتوقع تعافيها أكثر في 2017 وأعتقد أن الوقت في 2018 سيكون الأنسب.
وقال إن أرامكو لم تحدد بعد موقع الإدراج وإنها تتفقد حاليا عددا من الأسواق من بينها نيويورك ولندن وهونج كونج واليابان.
وقال الناصر إن أرامكو -التي لم يتم بعد الكشف عن حجمها بالضبط- مستعدة لاطلاع المستثمرين على أوضاعها المالية.
وعلى الرغم من أن الإيرادات تراجعت قال الناصر إن الشركة تخطط لاستثمار 300 مليار دولار على مدار السنوات العشر القادمة مع التركيز على الغاز.
وفي موضوع منفصل ، وقعت أرامكو السعودية امس 18 مذكرة تفاهم مع عدد من الشركات التركية الرائدة في مجالات: توليد الطاقة الكهربائية، وبناء المطارات وإدارتها، والأعمال الإنشائية في قطاع البترول، وإنشاء الطرق.
وستعزز مذكرات التفاهم هذه، حجم التعاون التجاري والاقتصادي بين المملكة وتركيا، والذي ازداد باطراد على مدى العقد الماضي، الأمر الذي انعكس في زيادة التجارة البينية والاستثمارات بين الاقتصادين الرائدين في المنطقة. كما ستسهم هذه الاتفاقيات أيضاً في تحسين البنية التحتية في المملكة في إطار رؤية المملكة 2030.
وترأس حفل التوقيع كل من: وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير الطاقة والثروة المعدنية التركي، برات البيرك، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، إضافة إلى عدد من قادة الاقتصاد في تركيا.
وتعد الشركات التركية التي وقعت مع أرامكو السعودية مذكرات تفاهم من الشركات الرائدة في مجالات: توليد الطاقة الكهربائية، وبناء المطارات وإدارتها، والأعمال الإنشائية في قطاع البترول، وإنشاء الطرق. وتتراوح قائمة المشروعات المعنية بهذه المذكرات بين مطار المدينة المنورة، وشبكة نقل المياه في مدينة الرياض، وشبكة خطوط السكك الحديدية في الجبيل، والمرافق السكنية التابعة لمدينة ينبع الصناعية.