أبعاد الخفجى-محليات:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن خادم الحرمين الشريفين الملك بن سلمان بن عبدالعزيز رجل ثقافة وتاريخ، ويؤمن بأن الدول التي لا تهتم بتاريخها وتعتد به ليس لها مستقبل.
وأضاف في تصريح صحفي عقب زيارته أمس الأربعاء المعرض السنوي الثاني للحرف والصناعات اليدوية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يقام في المتحف الوطني بالرياض، وبرفقة وزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج، وينظم بالتزامن مع اجتماع الدورة الثالثة لوزراء السياحة بدول المجلس، أضاف “أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري قد اعتمد له في المرحلة الأولى ثلاثة مليارات ريال، حيث سيعيد للمواقع التاريخية رونقها، وسيكون الوطن والمواطن شركاء في هذه المرحلة بجوانب العناية بالتراث والتاريخ الذي نفخر به جميعا، كما أن هناك نهضة مقبلة للاهتمام بالمتاحف وزيادة عددها بكل مدن المملكة”
وقال: “لقد سعدنا بلقاء خادم الحرمين الشريفين والذي أكد على أهمية التضامن والتعاون في كل ما يخدم التلاقي وتضامن دول الخليج ومواطنيها، وأكد، على أن السياحة هي من القطاعات الأساسية في لم الشمل وتعزيز التلاقي بين شعوب ودول الخليج التي هي بلاد واحدة يجمعها مصير واحد، واستمعنا إلى التوجيهات السديدة منه، أيده الله حول السياحة وارتباطها بتاريخ بلادنا المشترك، وأثرها الكبير على الاقتصاد ودورها الواضح في تحفيز الاستثمارات وتوفير فرص العمل، إضافة إلى دورها الأساس في تعزيز الهوية الوطنية”.
وأضاف: “ونحن ننفذ توجيهات قادة دول المجلس في أن يكون خليجنا متضامن متكامل في كل النواحي، والمجالات التي نعمل فيها اليوم سواء في القطاع السياحي أو تعاوننا المشترك مع وزراء الثقافة سوف تكون أحد المحاور الرئيسة لهذا التعاون”.
وأكد سموه على أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع اليوم بالأمن والاستقرار والتطور الاقتصادي وسط محيط مضطرب بفضل الله ثم بالحنكة السياسية لحكامها، وهذا يحتم علينا جميعاً العمل على كل ما يحقق ويعزز هذا الاستقرار، من خلال استنهاض عزائم الأبناء وربطهم بتاريخ خليجهم الواحد، الذي يرتبط بالخصائص الثقافية والمكونات الاجتماعية المشتركة.
ونبه سموه إلى أن قطاع السياحة لم يعد ترفيها فقط بل هو اقتصاد وتنمية وأمن اجتماعي، وهو ما يتطلب من دول المجلس التي تملك مقومات اقتصادية كبيرة استثمار هذه القدرات الهائلة والتنسيق فيما بينها لتحقيق عوائد اقتصادية وخلق فرص وظيفية مناسبة لشبابها.
واعتبر سموه أن السياحة البينية والتكامل بين دول المجلس هو من أولويات عمل وزراء السياحة في دول المجلس، منوها إلى أهمية تطوير السياحة البينية وتطوير وتوثيق الروابط بين مواطني دول مجلس التعاون، إضافة إلى تطوير شراكة فعالة وحقيقية مع القطاع الخاص فيما يتعلق بتطوير الاستثمارات في الخدمات والمنشآت والمرافق السياحية، مما يسهم في توفير فرص العمل ودعم الاقتصاد.
وكان سمو الأمير سلطان بن سلمان قد رأس أمس الاجتماع الثالث لوزراء السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، وألقى كلمة افتتاحية في الاجتماع رحب فيها برؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في بلدهم الثاني المملكة.
ورفع أصحاب السمو والوزراء ورؤساء هيئات السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على تفضله باستقبالهم، وما سمعوه من مقامه الكريم من كلمات أبوية وتوجيهات سديدة، كما رفعوا تقديرهم لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي على ما يجده قطاع السياحة من دعم واهتمام.
وبحث الاجتماع عدداً من الموضوعات المتعلقة بالارتقاء بالبرامج والجهود السياحية والتراثية في المنطقة، وتعزيز التعاون المشترك بين دول المجلس في المجالات السياحية.
وأقر الاجتماع (الرؤية الشاملة للعمل السياحي المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي) التي تم إعدادها من خلال الفريق المشكل لإعداد الرؤية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان، وعبروا عن تقديرهم لفريق العمل على ما بذله من جهد، مؤكدين أهمية هذه الرؤية في تعزيز التعاون المشترك بين دول المجلس تحقيقا لرؤية وتطلعات قادة دول المجلس.
وتهدف الرؤية إلى وضع خارطة عمل مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي استنادا على المقومات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تتميز بها، وذلك لتكون دول المجلس التعاون الخليجي في عام 2030م من أهم المقاصد السياحية بالعالم لما تمثله من نموذج تراثي وحضاري وثقافي متميز، والأبرز عالميا فيما يتعلق بحركة السياحة البينية.
وتركز الرؤية على مدى خمس سنوات (2016-2020)، على أوجه التلاقي الواضح بين السياحة والتراث الثقافي والحضاري بوصفهما عناصر رئيسة في الهوية الوطنية ومجالات اقتصادية و تنموية مهمة، وتحديد مجالات العمل المشترك التي من أبرزها: (مساهمة السياحة والثقافة في تنمية الاقتصاد الوطني، ودور السياحة والثقافة في تعزيز الهوية الخليجية، والتدريب وتنمية الموارد البشرية في مجالي السياحة والثقافة، والتنسيق السياحي الثقافي لدول المجلس، وتعزيز الشراكات والتحالفات بين دول المجلس في مجالي السياحة والثقافة، وتحقيق التكامل من نشاطات التراث المادي وغير المادي في تنمية التراث الثقافي وجعله جاذباً سياحياً)
كما تركز على استدامة المواقع السياحية التراثية والثقافية والحفاظ عليها وصيانتها، وإطلاق وثيقة تفعيل مفهوم الاستدامة للمواقع التراثية والثقافية، ووضع الخطط على مستوى دول المجلس لصيانة المواقع التراثية والحفاظ عليها، وتضمين التدريب على مفهوم استدامة المواقع الأثرية والتراثية.
وناقش الاجتماع توفير البرامج الجاذبة للسياح في دول المنطقة التي تشهد تنوعا طبيعيا وتراثيا يحفز على استقطاب السياح الخليجيين، مع التركيز على وضع معايير جودة تتضمن تقديم الخدمات والبرامج السياحية بمستويات راقية تليق بمكانة دول الخليج وثقلها الاقتصادي والحضاري. وأوصى اجتماع وزراء ومسؤولي السياحة بدول المجلس بإنشاء جمعية مهنية خليجية تعنى بالصناعات والحرف التقليدية بدول المجلس، وذلك بعد تشكيل فريق مشترك من تلك الدول لغرض دراسة الجدوى الإقتصادية لهذه الجمعية وأثرها على المجتمعات المحلية الى جانب تحديد الآلية اللزمة للتنفيذ، وذلك خلال اجتماع وزراء السياحة الخليجيين في الدورة المقبلة.
ومن جهة ثانية فقد اطلع رؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع على أركان المعرض الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ممثلة بالبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية ”بارع”، وقد شاركت دول الخليج في المعرض بواقع ثلاثة حرفيين من كل دولة ليقدموا صورة عن التنوع والثراء بالحرف اليدوية في دول الخليج. وقال المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية “بارع” د. جاسر الحربش: “تأتي هذه المناسبة لتؤكد ان دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك مجموعة من العوامل المشتركة في التاريخ والتراث والقوى البشرية المميزة في مجال الحرف والصناعات اليدوية وهي حرف وصناعات تتشابه في المقومات والخامات بحكم تقارب البيئة الخليجية وتقارب المواد الخام والاساسيات في الصناعة اليدوية، وتلقى الحرف والصناعات اليدوية اهتمام قادة مجلس دون التعاون لما تمثله من ارث حضاري له مدلولاته العميقة للماضي ويعطي صورة مشرقة للمستقبل.
ويفتتح المعرض يومياً من الساعة التاسعة صباحا ولغاية 12 ظهراً ومن 4 عصراً وحتى التاسعة مساء في المتحف الوطني بالرياض، ويختتم غداً الخميس.