أبعاد الخفجى-سياسة:
نبه رئيس ائتلاف “دولة القانون” العراقى نورى المالكى إلى خطورة التدخل التركى فى العراق لما له من نتائج مدمرة على وحدة الموصل وأهلها وعلى العراق أجمع، مؤكدا أن الاستعدادات الحالية لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابى تستهدف الحفاظ على حدودها الإدارية وإعادة جميع أبنائها من كافة المكونات العراقية إليها وعدم التلاعب بخريطة التعايش المشترك.
وقال المالكي، فى كلمة اليوم السبت، بمناسبة قرب انطلاق عملية تحرير نينوى، إن استعدادات القوات المسلحة والحشد الشعبى تتصاعد لتحرير الموصل التى أسقطتها المؤامرة التى اشترك فيها قوى داخلية وخارجية، مشددا على أهمية الحفاظ على وحدة الموصل .
وأضاف أن الذين ساهموا بإسقاط الموصل يتحركون وفِى طليعتهم تركيا للتلاعب بتكوينها وحدودها وبشكل يجانب كل القيم والاعراف الدبلوماسية، وأن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تدخل بشكل سافر فى الشأن العراقي، لافتا إلى أن الحشد الشعبى لايتحرك وفق أطماع ولَم ينسحب يوما من ميادين القتال ومشاركته ضرورية فى معركة الموصل.
ودعا إلى انسحاب جميع القوات التى فرضت حدودا جديدة بالقوة فى نينوى مستغلة الظروف والتطورات التى حدثت بالعراق.. وتساءل : كيف دخلت القوات التركية الى الموصل الم تدخل عبر الاراضى والابواب العراقية لماذا لم تمنع، فى الوقت الذى يمنع الجيش العراقى من الدخول إلى بعض المناطق ولم تمنع القوات التركية من الوصول إلى الموصل.
وشدد المالكى على ضرورة تعاون القوات العسكرية المشاركة فى معركة تحرير الموصل من الجيش والشرطة والحشد الشعبى وان يكونوا شركاء فى عملية حسم عاجلة سريعة لأوضاع المدينة التى كلما تأخرت تعقدت بحكم الملابسات السياسية الإقليمية والدولية والمحلية.
يذكر أن الحكومة العراقية طالبت تركيا مرارا باحترام علاقات حسن الجوار وسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب “بعشيقة” بالموصل يوم الخميس 3 ديسمبر 2015، دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية فى بغداد.. وحذر رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى تركيا من مواجهة عسكرية وحرب إقليمية بسبب تدخلها فى الموصل، وقال: اننا “نخشى من أن تتحول المغامرة التركية فى الموصل إلى مواجهة إقليمية وندعو الحكومة التركية إلى عدم التدخل فى الشأن العراقى “.. كما عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا ديسمبر الماضى أدان توغل القوات التركية وأكد دعمه للعراق فى مساعيه الداعية لانسحابها بشكل كامل.
كانت وزارة الخارجية العراقية قد استدعت السفير التركى فى بغداد فاروق قايمقجى ، يوم الخميس 13 أكتوبر، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الاستفزازية والتدخل فى الشؤون الداخلية العراقية، ووجود القوات التركية فى معسكر”بعشيقة” شمال شرقى الموصل دون موافقة حكومة بغداد.