أبعاد الخفجى-سياسة:
أشاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين الشقيقة، بالجاهزية العالية والمتطورة للأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقال جلالته في كلمة وجهها للقوات الأمنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركة في التمرين المشترك أمن الخليج العربي (الأول)، إن هذا التمرين يعكس التلاحم الخليجي والإجماع على وحدة الهدف والمصير، وإن هذا التواجد الأمني التدريبي لقوات الأمن في دول المجلس يسهم بلا شك في رفع مستوى التنسيق والتعاون الميداني عند تقديم المساندة الأمنية لأي دولة من دول المجلس عند الحاجة، مؤكداً دعم مملكة البحرين الكامل لهذا التواجد الأمني وتسخير كافة الإمكانيات لكل ما من شأنه حفظ الأمن في دول مجلس التعاون الشقيقة، وذلك في إطار العمل المستمر من أجل مستقبل أكثر أمنا لدول وشعوب المنطقة والأجيال القادمة.
وأعرب جلالته عن بالغ الاعتزاز باستضافة مملكة البحرين لهذا التمرين الخليجي، بمشاركة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الكويت والذي انطلق صباح أمس، تنفيذاً لقرارات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حفظهم الله ورعاهم، والذي يأتي ليؤكد رسالة العزم والتصميم من أجل دعم الاستقرار والسلام وحماية الأمن في دول المجلس ضد مختلف التحديات الأمنية.
وأشار جلالته إلى أن هذا التمرين المشترك يمثل انطلاقة أمنية طموحة تساهم في توحيد وتضافر الجهود والارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون في ضوء الأهداف المشتركة، موجهاً شكره وتقديره للقوات الأمنية المشاركة في التمرين وتمنياته لهم بالنجاح والتوفيق وأن يحقق التمرين أهدافه المرجوة.
هذا وقد افتتح الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين، قائد التمرين الأمني المشترك، صباح أمس، تمرين “أمن الخليج العربي1” ، مرحباً في كلمة ألقاها خلال الافتتاح، بجميع القوات المشاركة في مملكة البحرين، التي تحتضن هذا اللقاء الأمني الأخوي الذي يجسد روابط الأخوة بينها ويمنحها العزيمة والتصميم للحفاظ على أمن أوطانها الخليجية واستقرارها.
كما نقل لجميع القوات المشاركة في التمرين تحيات عاهل البحرين وسمو رئيس الوزراء الموقر حفظه، وسمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله، وتمنياتهم للمشاركين بالتوفيق والسداد لتحقيق الأهداف المرجوة، كما حمد الله في كلمته أن أصبحت تطلعات قادة دول مجلس التعاون الخليجي –حفظهم الله -واقعاً ملموساً على أرض مملكة البحرين اليوم بفضل توجيهات ودعم أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية لدول المجلس لإقامة هذا التمرين، وقال إننا اليوم إذ نشهد هذا الإنجاز الأمني الكبير وما يحمل من معان ودلالات على وحدتنا واجتماع كلمتنا.
ورفع وزير الداخلية بمملكة البحرين باسمه وباسمكم كافة المشاركين في التمرين آيات الشكر والعرفان وخالص التقدير والامتنان لقادة دول المجلس على دعمهم ورعايتهم ومباركتهم لهذا الانجاز الأمني الكبير، وقال إن ما نحن فيه اليوم يأتي بفضل رؤيتهم الحكمية وخطاهم السديدة للحفاظ على أمن دول المجلس وصون مصالحها ومكتسباتها وتحقيق الأمن والسلام والرفاه لشعوبنا.
وقال إن الأمن مسؤوليتنا الوطنية في جميع الظروف، ولكن ما تعانيه منطقتنا من تحديات ومخاطر في الفترة الراهنة، لهو أمر يدفعنا الى ضرورة مراجعة الموقف ودراسة الإمكانات المشتركة، ووضعها في إطار تعاوني وتنسيقي متقدم انطلاقا من وحدة الهدف والمصير المشترك الذي تؤمن بها دولنا الشقيقة، وأن لا خيار أمامنا سوى التضافر والتعاون في ظل الأخطار التي نواجهها، ولذلك فإن هذا التمرين يُشكل خطوة متقدمة على هذا الطريق لكونه مبنياً على فكر أمني، يرتكز على تطوير مستوى العمل الأمني المشترك، ويسهم في رفع درجة التنسيق والتعاون بين قطاعات وزارات الداخلية لدول المجلس لمواجهة الأزمات والمواقف الطارئة وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب.
بعد ذلك تم رفع راية تمرين (أمن الخليج العربي 1) إيذانا ببدء أعماله، ثم تفقد الفريق الركن الشيخ راشد آل خليفة مركز القيادة والسيطرة الخاص بالتمرين بالإضافة إلى المرافق المساندة ومن بينها المركز الإعلامي والمركز الصحي.
هذا وكانت كافة القوات الأمنية المشاركة في التمرين الأمني المشترك، قد أكملت وصولها واستعداداتها لفعاليات التمرين، والذي يتم إجراؤه تنفيذا للاتفاقية الأمنية التي تجمع دول المجلس، وتجري مراحله في ضوء توجيهات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية خلال اجتماعهم التشاوري السادس عشر في الدوحة في أبريل 2015 في إطار العمل على تحقيق التكامل بين الأجهزة الأمنية وتعزيز القدرات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يهدف التمرين إلى تعزيز إجراءات العمل الأمني المشترك ورفع جاهزية القوات الأمنية والارتقاء بالتنسيق الميداني وتوحيد المصطلحات والمفاهيم الأمنية.