أبعاد الخفجى-رياضة:
اكتفاء المنتخب السعودي للشباب ببطاقة العبور إلى كأس العالم في كوريا الجنوبية 2017م، ثم وصافة البطولة الآسيوية المنصرمة أخيراً في البحرين، لم يكن المشهد الوحيد الذي منح السعوديين الفخر بمنتخبهم الشاب، وتحسرهم على ضياع اللقب القاري، الذي كان قريباً جداً حد الركلات الترجيحية أمام نظيره الياباني، بعد ثقة كبيرة نالها النجوم الشباب، وضعت “الأخضر” مرشحاً قوياً لنيل اللقب الكبير، بفعل خطواتهم المميزة منذ بداية التصفيات الأولية، وصولاً إلى آخر لحظات نهائي القارة الصفراء؛ فالمشهد الأهم الذي نثر التفاؤل في المدرجات السعودية هو عودة المواهب الخضراء من جديد، لتسطير إبداعاتها في الملاعب، بعد غياب طويل كان يشارف على نضوب معين المواهب، قبل ظهور النجوم الشابة في سماء الكرة السعودية.
الصيف المقبل سيشهد مشاركة “الأخضر الشاب” بمواهبه الجديدة في المونديال العالمي بكوريا الجنوبية، بعد أفول واسع ناهز ربع قرن من الزمن، بكل تفاصيله المحبطة للوسط السعودي الكروي، ما عده الكثيرون ان بزوغ مثل هذه المواهب الشابة إنجاز بحد ذاته، استحق الاحتفاء والتمجيد بقدرات المنتخب الشاب، وجهازه الوطني بقيادة المدرب سعد الشهري ومساعده صالح المحمدي.
وبين نهاية البطولة القارية وبداية المعترك العالمي، يطمح المتابعون لشؤون الكرة السعودية، إلى دعم المواهب الشابة التي برزت في آسيا، ورعايتها من مختلف الجوانب، كركائز أساسية وثروة ثمينة يمكن الاعتماد عليهم في مستقبل المنتخب السعودي الأول في السنوات المقبلة، إذ تبدو المسؤولية على عاتق أنديتهم أولاً بمنحهم الفرص الواسعة لدعم الفريق الأول، في كل نادٍ كبدلاء ناجعين للاعبين المستهلكين فنياً والمعمرين في قوائم الأندية، دون فوائد فنية تذكر سوى الهدر المادي والفني، الذي أربك مسيرة ونتائج الكثير من الأندية في “دوري جميل” للمحترفين على وجه التحديد، مع بروز ظاهرة تدوير اللاعبين المتواصلة كل موسم، واستمرار الدوري الأولمبي بشكله الباهت الآن، والذي تحولت مباراياته وسط غياب الاهتمامات الإعلامية والجماهيرية، إلى محطة لإحباط المواهب القادمة من الفئات السنية، وليس انتهاء بتصريفهم في نهاية الموسم بالإعارة أو التجميد، وتظل إتاحة الفرصة الآن لمشاركة اللاعبين الشباب مع بعض الأندية في الفريق الأول، شاهداً حضارياً على نباهة الرؤية وحسن التخطيط ورسم الاستراتيجية الناجحة للمستقبل. وأضحى في هذا الصدد احتكاك اللاعبين الشباب مع لاعبي الخبرة في الفريق الأول، تحت إشراف الأجهزة الفنية، بداية من التدريبات ثم المباريات، هو من يساهم في صقل مواهبهم، وتقديمهم لعالم النجومية بكل جرأة وثقة.
“الأخضر الشاب” بمواهبه المتعددة اختصر الكثير من التعقيدات والتجارب أمام الأندية السعودية، التي تتردد أجهزتها الفنية والإدارية في دعم المواهب الشابة، وباتت الجماهير تتوق لمشاركتهم في الفترة المقبلة مع الفرق الأولى في الأندية ولو بشكل تدريجي منظم، كجزء مهم من التحضيرات التي ستجري لتجهيز المنتخب السعودي للشباب للمونديال المقبل، ووضعهم قبلها على طريق النجومية الطويل منذ وقت باكر.