أبعاد الخفجى-محليات:
حال صوت واحد فقط دون إقرار التوصية المشتركة بين وفاء طيبة وثريا عبيد، التي طالبت وزارة الصحة بإنشاء أقسام نفسية ضمن المستشفيات الوطنية في المملكة، تحتوي على أجنحة تنويم نفسية، وتخصيص ما يعادل 5% من أسرة كل مستشفى عام لهذه الأقسام.
وحصلت التوصية التي ناقشها أعضاء الشورى يوم أمس على 75 صوتاً مؤيداً بينما الأصوات النظامية لتكون التوصية قرارا هي 76 صوتا، لتسقط بذلك التوصية التي أكدت اللجنة الصحية على تحققها وفق رد الوزارة، لكن مقدمتها قالت “في حقيقة الأمر لا نتفق مع اللجنة في ردها على الإطلاق وذلك بناء على تواصلنا مع أطباء متخصصين نقلوا لنا الوضع من أرض الواقع، وكذلك حصولنا على دراسات ميدانية حول حالة الصحة النفسية وعلاجها في المملكة”.
وأوضحت طيبة للمجلس وجود عيادات نفسية صغيرة في بعض المستشفيات العامة التابعة لوزارة الصحة، لكنها ترى أن هذه العيادات ذات إمكانات متواضعة، وتدار بطبيب نفسي وحيد، بدرجة أخصائي عام وليس استشاري متخصص، وبدون فريق متكامل ولا أجنحة تنويم نفسية، ولا أقسام نفسية متكاملة، بينما على سبيل المقارنة نجد في معظم تلك المستشفيات أقسام متكاملة لطب الأسنان، للعظام، للمخ والأعصاب وغير ذلك.
وأكدت د. طيبة أن الدراسات العالمية أثبتت أن المصابين بأمراض نفسية شديدة الوطأة، كالاضطراب ثنائي القطب واضطراب الفصام والاكتئاب الجسيم، لهم متوسط عمر أقل من غيرهم بسبب ازدياد أمراض السكر والسمنة والضغط والكوليسترول والقلب، وأشارت إلى دراسة سعودية، أظهرت بأن قرابة نصف المراجعين للعيادات النفسية أو المنومين بالأجنحة النفسية في السعودية، مصابون باضطرابات استقلابية متعددة ولا تسل عن رعايتهم الصحية في ظل اقتصار علاجهم على مستشفيات نفسية معزولة تماما وذات إمكانيات ضعيفة.!
وتضيف عضو لجنة الهيئات الرقابية وحقوق الإنسان، أن دراسة مسحية سعودية لخدمات الصحة النفسية بينت أن حالات الأمراض النفسية المزمنة مستمرة في ملء أسرة المستشفيات النفسية، وأن حوالي 90 في المئة من أسرة المستشفيات النفسية مغلقة بمثل هؤلاء المرضى، بسبب رفض الأسر استلام مرضاهم، أو الحاجة لإعادة التأهيل مع محدودية الخدمات الاجتماعية المساندة وعدم وجود بيوت منتصف الطريق، أو بسبب مخاوف استشاري الطب النفسي من قضايا قانونية ناتجة عن إخراج المريض، وبذلك يعمل المستشفى النفسي لدينا فقط بحوالي 10 في المئة من سعته السريرية، مع جيش من الإداريين والخدمات المساندة التي لا يحتاجها مما يؤدي الى هدر مالي وخسارة إنسانية.
وشددت طيبة على واجب المجلس في القيام بدروه في تطوير الخدمات النفسية في البلاد، فقد أثبتت الدراسات أن الأمراض النفسية هي أكثر الأمراض تأثيرا على الناتج القومي لأي دولة، وهذا لا يستقيم مع حق المريض في أن نساعده أن يكون شخصا منتجا، كما لا يستقيم مع مشاريعنا المستقبلية في رؤيتنا الجديدة، كما أن الدراسات أثبتت أن المرض النفسي ذو علاقة كبيرة بالإجرام والإرهاب والارتباط بالفئات الضالة.
وختمت طيبة مداخلتها بحث الأعضاء للتصويت بنعم على فكرة إنشاء أقسام نفسية متكاملة – عيادات وأجنحة تنويم – بنسبة 5 في المئة، على الأقل وهو – المعيار عالمي- من أسرة المستشفى وليس فقط عيادات في المستشفيات العامة، حتى نستطيع مجابهة المرض النفسي بقوة، وقالت” بذلك تكونون صوت من لا صوت له”.