أبعاد الخفجى-سياسة:
كشف الدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومى بجامعة القاهرة عن سعى بعض الدول الفاعلة والقوية إقليميًا فى إنهاء دور جامعة الدول العربية، وإنشاء منظمة بديلة لها لتحقيق أهدافهم ومطامعهم، لافتًا إلى أن إسرائيل وتركيا وإيران تأتى على رأس قائمة تلك الدول، مشيرًا إلى سعيهم لضم دول عربية لها للتحكم فى المنطقة.
وطالب خلال مداخلته فى ندوة “دور الإعلام فى دعم المجتمع الفلسطينى.. التحديات والفوضى”، التى نظمتها جريدة الأهرام اليوم الأربعاء، الجامعة العربية بلعب دور أكبر تجاه القضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن الجامعة العربية لعبت دورًا هامًا فى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، ولكن لابد أن يستمر هذا الدور ويتطور.
وانتقد المشاط أداء الدول العربية تجاه قضايا المنطقة، قائلًا أن “الدول العربية الآن إما فاشلة أو على وشك الفشل، وأصبحت القضايا الداخلية هى الشغل الشاغل للقيادات العربية”، مشددًا على أنه لا يوجد ممانعة إسرائيلية لقوة إيران فى المنطقة على عكس الظاهر.
وطالب المشاط بضرورة الانتقال فى القضية الفلسطينية من الانقسام إلى الوئام وعقد مؤتمر مصالحة بأسرع ما يمكن – مرشحًا شرم الشيخ لاستضافته – وإعادة التفكير فى الوضع العربى، خاصة وأن إسرائيل تحاول تصدير صور نمطية سلبية حول الوضع الفلسطينى أولها الإنقسام الفلسطينى.
ومن جانبه، أكد محمد أبو الفضل الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام على أن المتغيرات القاسية فى العالم ساهمت بشكل كبير فى تراجع القضية الفلسطينية على سلم أولويات القوى الكبرى، بالإضافة إلى غياب الممثل الحقيقى الذى يتحدث باسم القضية الفلسطينية على المستوى الدولى، لافتًا إلى أنه لم يعد هناك حديث حول مفاصل القضية الفلسطينية مثل عودة اللاجئين أو عن إعلان الدولة الفلسطينية، مشددًا على أنها تحولت من قضية كفاح وحصول شعب محتل على استقلاله إلى قضية صراعات وانقسامات.
وأكد أن هناك قضايا أخرى حلت محلها مثل الأزمة السورية والليبية واليمن، وبدا العالم بحكم مصالحه الاستراتيجية والدولية يتجه إلى التنصل من القضية الفلسطينية بحكم ارتباط بعض القوى الإقليمية والدولية بعلاقات قوية مع إسرائيل، مشددًا على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية حتى يجد العالم من يتحاور معه بحيث يمكننا إعادة القضية الفلسطينية للواجهة من جديد.